فرص استثمارية للقطاع الخاص عبر برامج التدريب وتطوير القيادات التعليمية

وزارة التربية والتعليم ترصد 100 مليون ريال لميزانية التدريب التربوي في كل عام

TT

ضمن برامج التدريب والتطوير بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المستديمة من خلال دعم التعليم في السعودية، ومن أجل بناء اقتصاد معرفي يسهم في دفع البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، قامت عدة مشاريع تهدف إلى تطوير البرامج والخطط والكوادر البشرية والتجهيزات الفنية للارتقاء بنوعية التعليم والتدريب والارتقاء بجودة المخرجات في جميع المؤسسات التعليمية والتدريبية.

وعلى رأس هذه المشاريع مشروع المركز الوطني للقيادات التربوية، وهو أول مؤسسة احترافية في العالم العربي متخصصة في تطوير القيادة التربوية، حيث يعد مركزا حكوميا استثماريا يعمل تحت مظلة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام، ويدير المركز فريق مؤهل فيما يمتلك المركز شبكة من العلاقات الواسعة مع مجموعة من الشراكات المتخصصة والتحالفات العالمية، وغاية المركز تأسيس صناعة لمفاهيم متطورة للقيادة الوطنية من مختلف الأبعاد، من خلال توظيف استراتيجيات متنوعة في التدريب والتطوير والاستشارات والبحوث والاعتماد والجودة.

وأشارت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى تنفيذ المركز عدة مشاريع، منها مشروع السعودية أكسفورد للقيادة التربوية بالتعاون مع جامعة أكسفورد، ويشارك فيه عدد من القيادات على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم بمختلف مناطق المملكة، كما ينفذ أيضا مشروع اختيار القيادات التعليمية النسائية، الذي يهدف إلى اختيار القيادات النسائية المؤهلة للمستويات العليا والوسطى في قطاع تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم.

ويركز مشروع «تطوير»، الذي يطلق قريبا برنامجا وطنيا لاختيار وتأهيل القيادات التربوية في قطاعي تعليم البنين وتعليم البنات، حيث يعمل على الاختيار والإعداد ضمن نظام يستخدم أحدث الأدوات المعدة لبناء القيادة التربوية، وبرنامجا آخر لتطوير القيادة المدرسية، لتمكينها من تحويل مدارسها لمجتمعات تعلم وفق نموذج مدرسي، وتم تصميمه ليحقق الارتقاء بنواتج العملية التعليمية.

ومن تلك المراكز الإقليمية التي يتعاون معها برنامج التدريب، المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج، وهو جهاز متخصص من أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج، تم إنشاؤه عام 2001 ومقره العاصمة القطرية الدوحة، يعد مؤسسة غير ربحية تسهم في تدريب القيادات التربوية بوزارات التربية والتعليم بدول الخليج العربي، وفق أسس علمية ومنهجية، وتقديم برامج تدريبية مجتمعية وخدمات تدريبية.

ويأتي مشروع «إتقان»، وهو عبارة عن مبادرة تمت بلورتها من خلال فعاليات المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، الذي عقد مطلع يناير (كانون الثاني) 2011، حيث يتم من خلال هذا المشروع دراسة وتطوير كافة إجراءات العمل الإداري والفني في جهاز الوزارة وإدارات التربية والتعليم، وتحسينها استنادا إلى احتياجات العمل وإلى أفضل الممارسات في مجال تطبيق الجودة الشاملة في العمل المؤسسي، وذلك من خلال إنشاء منظومة إجراءات عمل معيارية متكاملة تضبط أعمالها الداخلية وعلاقتها مع الجهات الأخرى.

إلى ذلك، يعمل المشروع على تأهيل تلك الجهات للحصول على الاعتماد وفقا للمعايير العالمية (الأيزو)، من خلال تسهيل إدارة الجودة الشاملة فيما يسعى المشروع إلى تطوير التعليم من خلال تنفيذ أربعة برامج رئيسية تعتمد على برنامج لتطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتحسين البيئة التعليمية، بالإضافة إلى برنامج دعم النشاط الصفي.

ويأتي المعرض والمنتدى الدولي الثاني للتعليم العام 2012، ليتخذ موقفا للترويج لمراكز التدريب، وتحفيز الاتفاقيات المبرمة على ضوء التوافق بين حاجة المؤسسات التعليمية لحلول تدريبية لطاقاتها البشرية.

يشار إلى أن حجم ميزانية التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم السعودية يتجاوز في كل عام الـ100 مليون ريال، مما يعتبره البعض رقما يشكل حافزا لمراكز التدريب بأن تقدم برامجها للوزارة للحصول على فرص استثمارية في هذا المجال.