كشف وزير الصحة السعودي، عن استعداد وزارته للاستفادة من الأطباء الذين يتبرعون بوقتهم كصدقة لعلاج المرضى داخل المملكة، من خلال توفير النقل والسكن، وذلك في خطوة واكبت إطلاق عضو هيئة كبار العلماء فتوى بجواز «إدخال عمل الطبيب ضمن الزكاة» إذا احتسبها من زكاته.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة: «سيتم قبول أي طبيب يرغب في التبرع بإجراء العمليات الجراحية للمرضى والمحتاجين في كل مدن ومناطق السعودية، وأن الوزارة ستتكفل بنقلهم وسكنهم، موضحا أن الوزارة لديها برنامج خاص يحمل اسم «الطبيب الزائر».
وأفصح الربيعة عن «دراسة لرفع مستوى مجلس الخدمات الصحية بمجلس الشورى إلى مجلس أعلى للصحة»، وهو ما اعتبره الوزير قوة تعطي التكامل بين مقدمي الخدمات الصحية بالمملكة بشكل منهجي.
وأكد الدكتور عبد الله الربيعة خلال لقاء «دور مؤسسات المجتمع المدني في تكامل الخدمات الصحية» والذي نظمته جمعية «عناية» بالتعاون مع اللجنة الوطنية الصحية بمجلس الغرف السعودية برعاية وزير الصحة أن هناك أطباء يؤسسون جمعيات صحية خيرية بغرض خدمة أهداف ذاتية.
وزاد: «أخشى من تحول العمل الخيري إلى عمل تجاري في مثل بعض المبادرات التي غطيت بالغطاء الخيري وهي بهدف اقتصادي، ويجب أن لا نحور الأسس التي بنتها الوزارة بالحد الأدنى من معايير الجودة والسلامة ومعايير المنشآت الصحية التي وضعت أخيرا لأنها تحقق مفهوما أعلى لمستوى الرعاية الصحية».
وأشار وزير الصحة السعودي إلى وجود أطباء يحولون هذه الجمعيات لتحقيق أهدافهم البحثية، بل يحولونها إلى التخصصات النوعية البحتة، ويجرون فيها بعض الأبحاث على المرضى الذين يراجعون تلك الجمعيات. ولفت إلى أن وزارته «ستسعى مع الجهات ذات العلاقة، خصوصا وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي، إلى استقطاع نسبة 1 في المائة من أرباح المصارف (البنوك) التجارية لدعم الجمعيات الصحية الخيرية». من جهته أطلق الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء فتوى بجواز خروج الزكاة للأطباء على شكل عمليات جراحية وكشفيات يقومون بها لوجه الله للمرضى المحتاجين.
وقال المطلق: «يجوز للطبيب أن يجعل العمليات والكشف من ضمن الزكاة»، وضرب مثالا على ذلك بالقول: «أنا كطبيب لدي زكاة 500 ألف ريال في مستشفى خاص، يمكن أن أجري عمليات وكشفيات وأحتسبها من الزكاة».
وأشار الشيخ المطلق إلى أن هناك أطباء متميزين يذهبون لأفريقيا للتبرع بالعمليات الجراحية، متمنيا على وزارة الصحة أن تتعاون مع الجمعيات الخيرية للسماح للأطباء بإجراء عمليات لأهلهم في بلدانهم.