«التربية والتعليم» تعترف بوجود خلل في تطبيق نظام «التقويم المستمر» في المرحلة الابتدائية

كشفت عن قرب انتهاء دراسة متعلقة بتطوير النظام.. ولا نية لإلغائه\

دعوات إلى تكثيف تدريب منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم على نظام التقويم المستمر الذي تعمل به مدارس المرحلة الابتدائية («الشرق الأوسط»)
TT

اعترفت إحدى إدارات برنامج تطوير مهارات التقويم التابعة لوزارة التربية والتعليم، بوجود خلل في تطبيق نظام التقويم المستمر الذي يتم العمل به في المرحلة الابتدائية، وذلك على خلفية احتياج منسوبي ومنسوبات التعليم للتدريب على التعامل مع هذا النظام، في حين ردت الوزارة بسعيها الذي وصفته بـ«الحثيث» لتطوير التقويم المستمر في المدارس.

وقالت وسيلة باموسى، مديرة برنامج تطوير مهارات التقويم التابع لوزارة التربية والتعليم، لـ«الشرق الأوسط»: «إن أبرز الاحتياجات المهمة للتقويم المستمر يتمثل في تدريب كل متطلباته على التعامل معه، سواء مديرات مدارس أو معلمات أو حتى هيئة الإشراف التابعة للوزارة»، مؤكدة على أن ذلك من شأنه أن يساهم بشكل قوي في حل معظم المعوقات التي تعيق تطبيق النظام.

ولكنها استدركت قائلة: «إن نظام التقويم المستمر والسير عليه في المرحلة الابتدائية يعد تحولا جيدا في وزارة التربية والتعليم بعد حل المشكلات المتعلقة به، شريطة أن يطبق بالشكل الصحيح له».

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم تتجه نحو تقوية نظام التقويم المستمر ومعالجة كل الإشكاليات المتعلقة به، إلا أنه من الضروري إعطاء تفاصيل أكثر ومسارات جيدة له، إلى جانب معالجة المعوقات التي تواجه تطبيقه.

وكان تطبيق نظام التقويم المستمر في مدارس المرحلة الابتدائية للبنين والبنات قد أثار جدلا لدى الأهالي، حيث اعتبره البعض مجحفا في حق أبنائهم وبناتهم، كونه قد يختصر مسيرة فصل دراسي كامل في يوم واحد ليتم تقييمهم فيه، بينما يراه آخرون مجرد تساهل لنجاح الطلاب والطالبات دون أي مجهود يذكر، في حين أكدت مصادر في وزارة التربية والتعليم عدم وجود نية لإلغاء تطبيقه.

وهنا علقت وسيلة باموسى قائلة: «أيا كانت المبررات، فإن الكل أصبح على دراية بجميع تلك المعوقات المطروحة على الساحة في ما يتعلق بالتقويم المستمر، سواء على مستوى العمل في المدارس أو الأسرة أو حتى النظام، فقد باتت هناك إحاطة كاملة بالمشكلات، وهو ما يضمن حلها»، على حد قولها.

في حين رد الدكتور عثمان الزامل، مدير الإدارة العامة للتقويم في وزارة التربية والتعليم، بتأكيده على أن دفع ذلك النظام وتطويره ينبثقان من جهود الوزارة في تطوير العملية التربوية ككل، لافتا إلى أن جميع القائمين على تلك العملية ابتداء من وزير التربية والتعليم مرورا بالنواب وانتهاء بمديري التطوير، يسعون للعمل على تطوير أساليب التقويم المستمر.

وكشف عن قرب انتهاء الدراسة المتعلقة بالتقويم المستمر التي أوكلتها الوزارة إلى بيت خبرة محلية منذ نحو عام ونصف العام، مبينا أنه سيتم رفع التوصيات والآليات التي يفترض أن يتم تطبيقها خلال الفترة القريبة المقبلة.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «من أبرز ما تقوم به الوزارة في مجال تحسين نظام التقويم المستمر، تطوير المادة الخامسة من لائحة تقويم الطالب التي ينبثق منها التقويم المستمر في ظل تكوين لجنة العام الماضي المشكلة من خبراء متخصصين في ذلك من داخل وخارج وزارة التربية والتعليم، ويشارك فيها أساتذة من الجامعات».

وحول أبرز الملاحظات التي تم رصدها على تطبيق نظام التقويم المستمر وتعمل الوزارة على إيجاد الحلول لها، رفض الدكتور عثمان الزامل الإفصاح عنها، مكتفيا بسرد الجهود المعنية بتطوير ذلك النظام.

يأتي ذلك في وقت تختتم فيه وزارة التربية والتعليم، اليوم الأربعاء، أعمال اللقاء الثاني للتقويم المستمر «معايير ومؤشرات»، الذي انطلق أول من أمس في فندق هيلتون جدة، لمناقشة لائحة مقترحة لتقويم الطالب والاحتياجات التدريبية للمعلمين.

وبالعودة إلى مدير الإدارة العامة للتقويم في وزارة التربية والتعليم، فقد أفاد بأن ذلك اللقاء يعد أحد الجهود التي تبذلها وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير الممثلة في الإدارة العامة للتقويم، مضيفا: «يشهد اليوم الأخير ورشة متكاملة يتم عرضها على نحو 120 مديرا ومديرة لبرامج التقويم والتحصيل الدراسي في الميدان، بهدف مناقشة التطورات التي تم إيجادها على لائحة تقويم الطالب».

وذكر أن توصيات اللقاء سيتم رفعها إلى لجنة التطوير لمواصلة ما سماه بـ«الجهود»، فضلا عن استدعاء 20 معلما ومعلمة للمرحلة الابتدائية ممن وصفهم بـ«المتميزين» في الميدان، ومثلهم من مديري المدارس، مشددا في الوقت نفسه على أن الرأي الأخير لا بد أن يستنبط من الميدان.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه الدكتور نايف الرومي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير، أن تطبيق التقويم المستمر في التعليم العام يعتبر إحدى الخطوات الاستراتيجية في النظام التعليمي بالمملكة، كونه يتضمن اتجاهات حديثة شاع استخدامها في معظم النظم التربوية العالمية.

وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال اللقاء: «إن المشاريع الاستراتيجية لا تخلو من بعض الصعوبات والعوائق، غير أن الوزارة تسعى من خلال إقامة اللقاءات وورش العمل إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، بحيث تنعكس آثارها بشكل واضح على التطبيق الفعلي السليم ميدانيا».