مطالب بتزويد المدارس بأجهزة «كشف التلوث» وتبني المناهج ثقافة «الترشيد»

TT

خلص لقاء «بيئي» ضم مجموعة من المعلمات ومنسوبات اللجنة الصحية في جمعية فتاة الخليج النسائية في الخبر، إلى عدة مقترحات بشأن التوعية البيئية في المدارس، جاء من أبرزها المطالبة بتزويد المدارس بأجهزة كشف التلوث للتأكد من سلامة الهواء، إلى جانب التوصية باحتضان المواهب الفنية في إعداد الأفلام القصيرة التثقيفية، والمطالبة بتبني المناهج المدرسية لثقافة «الترشيد»، جاء ذلك صباح أمس (الثلاثاء)، خلال ورشة عمل عن مفاهيم التربية البيئية، نظمها برنامج «أرامكو السعودية» للتربية البيئية بالتعاون مع اللجنة الصحية التابعة لجمعية فتاة الخليج.

وعلى هامش ورشة العمل، كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أنيسة المعيبد، وهي نائب رئيس اللجنة الصحية في الجمعية، عن أن جمعية فتاة الخليج ساهمت مع قسم الأنشطة المدرسية في مكتب الإشراف التربوي بالخبر والمدارس الحكومية التابعة له في جميع المراحل، بشأن إطلاق مسابقة بيئية ضخمة تشمل 21 مدرسة، والتي ستنطلق في شهر مايو (أيار) المقبل.

وأفادت المعيبد بأن هذه المسابقة تأتي ضمن فعاليات مهرجان «البيئة في عيوننا» الثاني، موضحة أن فئات المسابقة تنقسم إلى التالي: المرحلة الابتدائية التي ستتنافس على إعداد أفضل مجلة تتحدث عن البيئة، والمرحلة المتوسطة التي ستتنافس على اختيار أفضل مدرسة صديقة للبيئة، وأخيرا، المرحلة الثانوية التي ستتنافس على أفضل مشروع بيئي تختاره الطالبات؛ على أن يتم تقديم المشروع كورشة عمل.

وأظهرت مداخلات المعلمات والتربويات المشاركات في اللقاء عن استيائهن من تهميش الكثير من المشاريع المدرسية التي تدعم الحفاظ على البيئة، وجاءت من إعداد الطالبات، حيث وصفت إحدى المعلمات ذلك بأنه «يبعث على الإحباط للطلاب والطالبات»، فيما طالبت الجهات الرسمية بتبني مثل هذه الأعمال لتحفيز القائمين عليها والمساهمة في نشر الوعي البيئي العام. وهنا تطرقت المعيبد إلى نتاج تجربة المهرجان البيئي الأول الذي أقامته الجمعية في العام الماضي، بقولها «المدارس لم تقصر معنا، وعملنا مجموعة لوحات توعية عن البيئة والنظافة، وقمنا بدورنا في تسليم هذه اللوحات لبلدية الخبر وتوزيعها على الشوارع والمرافق العامة، وكان ذلك قبل 9 أشهر تقريبا، لكن حتى الآن لم نشاهد أي لوحة تم تعليقها رغم المجهود الكبير الذي تم بذله، ومن هذا اللقاء فأنا أوجه النداء بشأن اللوحات التي تعبت في إعدادها الطالبات، فلا بد من أن يراها الناس ويستفيدوا منها لخدمة نظافة الشواطئ والمرافق العامة».

وتحدث خلال ورشة العمل الدكتور حبيب الشويخات، وهو أستاذ التخطيط الحضري الاستراتيجي والتنمية المستدامة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، متناولا استراتيجيات وأساليب تعليم التربية البيئية في المدارس، والتي أفاد بأنها تشمل «استراتيجية الخبرة المباشرة، واستراتيجية دراسة القضايا البيئية والبحوث الإجرائية والدراسات العملية، واستراتيجية الرسوم الرمزية (الكاريكاتير)، واستراتيجية حل المشكلات ولعب الأدوار، واستراتيجية المشاركة بالأنشطة البيئية».

وأسهب الشويخات في الحديث عن ضرورة استثمار المدارس لنفايات الطلبة في عمليات التدوير، موضحا - بالأرقام - مدة بقاء بعض النفايات في الطبيعة، حيث يستمر بقاء قشر البرتقال لنحو سنتين، والأكياس البلاستيكية من 10 إلى 20 سنة، أما علب الألمنيوم فيمتد عمرها إلى 80 - 100 سنة، وتعيش القوارير الزجاجية لنحو مليون سنة، في حين تبقى القوارير البلاستيكية إلى الأبد، حسب ما أوضح.

وبسؤال «الشرق الأوسط» عن إحجام القطاع الخاص عن الاستثمار في مشاريع إعادة تدوير النفايات مقارنة بالدول الأجنبية، أجاب الشويخات بالقول «هي ثقافة بالدرجة الأولى، والمعروف أن رأس المال جبان دائما، لذا نحن بحاجة إلى اعتقاد وثقة بأهمية برامج التدوير وإلى نفس طويل في تطبيقها، والشركات السعودية لم تتوجه بعد إلى هذا الاستثمار، لكن هناك بدايات في الوعي البيئي والأمر بحاجة لمزيد من الوقت».

من جهته، طالب محمد الفهيد، وهو منسق برنامج «أرامكو السعودية» للتربية البيئية، بـ«حث المعلمين والمعلمات على إنشاء جماعة أصدقاء البيئة في المدارس»، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن أهم أهداف برنامج «أرامكو» البيئي، واستعرض أبرز أنشطة جماعة أصدقاء البيئة، موضحا أنها تشمل «إقامة الندوات والمحاضرات والمعارض، وتفعيل الأنشطة البيئية بين طلاب المدرسة، وتفعيل البرامج البيئية مثل برامج التدوير وترشيد الاستهلاك، وحث الطلاب والطالبات على المشاركة الخارجية في الأنشطة البيئية المختلفة».

وتابع الفهيد حديثه عن جماعات أصدقاء البيئة المقترحة، ليفيد بأن أهدافها تقوم على التالي: «نشر التوعية البيئية بين الطلاب والطالبات، وغرس حب الطبيعة والنظافة العامة والسلامة البيئية، والاهتمام بالبيئة المدرسية والمحافظة على سلامتها من التلوث، وإبراز دور جماعة أصدقاء البيئة من خلال المحافظة على البيئة في المدرسة، وتعزيز قيم النظافة والمبادئ المرتبطة بها بين الطلاب والطالبات».