برامج «الموهبة» تعيد صياغة المنظومة التعليمية في السعودية

«التربية والتعليم» تتطلع لشراكات بعرض الفرص في المعرض والمنتدى الدولي الثاني للتعليم العام

TT

يرجع الفضل في كافة المخترعات التي بين أيدينا اليوم لنتاج أفكار الموهوبين من البشر، ممن حظوا بعناية ورعاية أخذت بأيديهم نحو التميز وإطلاق إبداعاتهم، وتأتي رعاية الموهوبين في السلك التعليمي ضمن نتاجات الاهتمام بالإنسان، والذي يعد محور العملية التنموية لنهضة أي أمة من الأمم في رقيها في سلم الحضارة الإنسانية.

فيما تأتي المنظومة التعليمية في مقدمة الجهات التي توفر البيئة المناسبة للكشف عن الموهبة، وصقلها وتوفير دعمها، فيما يكون للمعلمين الدور الأبرز في تلمس للموهبة منذ أن تبدو بتلاتها بالتفتح، وتأخذ النشاطات اللاصفية دورها في تحقيق نمو الموهبة لدى الطلاب بما تمنحه لهم من فرص لإبراز مواهبهم وتنميتها نحو الأفضل.

إلى ذلك، تشير معلومات تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها إلى أن وزارة التربية والتعليم بالسعودية، تولي رعايتها للموهوبين من خلال التأكيد على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، وإتاحة الإمكانات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة، وبوضع برامج خاصة لهم كإنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، والتي يتولى رئاستها خادم الحرمين الشريفين.

وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى تمكين التلاميذ بمختلف مراحل التعليم العام من الحصول على فرص متكافئة لاكتشاف مواهبهم وتنميتها، وذلك من خلال برامج ومؤسسات تقدم الرعاية والتشجيع، حيث يعمل معلمو الموهوبين في مدرستهم على تهيئة خبرات تربوية متنوعة توفر فرصا عديدة لاكتشاف مواهب التلاميذ المتعددة، ومساعدتهم على تنميتها في الصفوف الدراسية العادية والصفوف الخاصة.

وبحسب تلك المعلومات فإن البرامج المقدمة للموهوبين تتعدد في التعليم العام، حيث يأتي برنامج التعرف على الموهوبين، والذي يعد العمود الفقري للكشف عن الموهوبين في التعليم العام كبرنامج سنوي مستمر يشتمل على الترشيح والتعرف، والتصنيف للطلبة الموهوبين، والتقويم والمتابعة لهم، من خلال استخدام اختبارات ومقاييس الذكاء والإبداع والقدرات الخاصة، حيث تم إعدادها وتقنينها على البيئة السعودية، وذلك بهدف اختيار الطلاب وترشيحهم لبرامج الرعاية.

ويأتي البرنامج المسائي الإثرائي، والذي يعقد في مراكز رعاية الموهوبين أو المدارس ذات الإمكانات المناسبة في الفترات المسائية للطلبة المرشحين، لتنمية مواهبهم وصقلها وفق برامج معدة مسبقا لذلك الغرض.

فيما يركز البرامج الإبداعية، على برامج علمية ومهارية تستند إلى مساعدة الطلبة على اكتساب بعض مهارات التفكير العقلية والعلمية والإبداعية، وتنتظم مع ذلك البرنامج ملتقيات الموهوبين الصيفية، من خلال حزمة من البرامج الإثرائية المتخصصة، لاستقطاب طلاب متميزين خلال الإجازة الصيفية، في نهاية كل عام دراسي، حيث يقوم عليها ثلة من أصحاب الخبرة والتخصص في مجال الموهبة والعلوم الأكاديمية.

وأشارت المعلومات إلى أن برنامج رعاية الموهوبين بمدارس التعليم العام، تدعم تأهيل مجموعة من معلمي ومعلمات التعليم العام للعمل متفرغين في مجال رعاية الموهوبين في مدارس التعليم العام؛ حيث تناط بهم مسؤوليات التعرف على الطلبة الموهوبين، ومن ثم تقديم برامج الرعاية المناسبة لهم.

وتستدعي مهمة الكشف عن الموهبة بين الطلاب تنمية الكوادر الإشرافية للقيادات على مستوى الإدارات التعليمية بمختلف مناطق البلاد، لذا تم استحداث البرامج التدريبية لمعلمي ومشرفي الموهوبين، وهو عبارة عن برنامج يعد لمتابعة الحاجات العلمية والتدريبية الملحة لدى المعلمين المشاركين في برنامج رعاية الموهوبين داخل مدارس التعليم العام، وتأمين المشرفين المتفرغين في المراكز، والتي تم رصدها من خلال الزيارات الميدانية واستمارات التقويم الدورية والختامية، فيما يتم تنفيذ هذا البرنامج بصورة متتابعة بناء على الاحتياجات الميدانية. وفي داخل كل مدرسة تم تخصيص لجنة رعاية الموهوبين، حيث تعنى بتوفير الخدمات التربوية المناسبة للطلبة الموهوبين، عن طريق التنسيق بين أركان وعناصر العملية التربوية والتعليمية.

وفي إطار استثمار وسائل التقنيات الحديثة في التواصل الإلكتروني عمدت وزارة التربية والتعليم لاستحداث منتدى «موهوبون ومبدعون»، وهو منتدى إلكتروني يتيح الفرصة للمختصين ومعلمي الموهوبين وأولياء الأمور والطلاب لتبادل المعلومات والخبرات في مجال الموهبة والإبداع.

وتمتد العناية والرعاية بالموهوبين لتصل لتوعية وخدمة المجتمع، عبر آليات تعتمد الدورات والمحاضرات التثقيفية، بالإضافة لنشر الوعي المجتمعي عبر النشرات والمطويات الإعلامية للتعرف على سبل الكشف عن الموهوبين ورعايتهم للتفاعل معها والعمل على نجاحها.

إلى ذلك يقف المعرض والمنتدى الدولي الثاني للتعليم العام جنبا إلى جنب من أجل توفير كل الفرص للموهبة، ومن أجل دعم الجهات التعليمية لرعايتها بطرق حديثة، ويقدم المعرض فرصة استثمارية لأهم المراكز المهتمة بالاختراعات، والمخترعين.