900 ألف شخص في السعودية معرضون للإصابة بهشاشة العظام بحلول عام 2030

مؤتمر طبي دولي يخصص 100 مليون ريال للتوعية بخطورة هشاشة العظام

الخبراء طالبوا بإجراء فحوصات للكشف المبكر عن هشاشة العظام (تصوير: سلمان مرزوقي)
TT

حذر خبراء في مجال طب العظام من تفشي ظاهرة هشاشة العظام داخل المجتمع السعودي، وأوصوا بضرورة التوعية والوقاية الشاملة منها، مشددين على إقامة المؤتمر في السنوات القادمة بالتعاون مع جامعات مرموقة أميركية وأوروبية وعربية.

الخبراء الذين اختتموا نهاية الأسبوع المؤتمر الأول الخاص بالتوعية بمرض هشاشة العظام في جدة، حثوا كل الفئات العمرية، خاصة البالغة 45 عاما، على ضرورة إجراء فحوصات للكشف المبكر عن هشاشة العظام والتأكد من كثافتها إذا كانت عالية أو منخفضة، لا سيما أنها الفئة العمرية الأكثر تعرض للإصابة بالمرض، كما خصصت 100 مليون ريال لتنفيذ أهداف الحملة.

وأوصت الحملة التوعوية التي أطلقها مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بضرورة تقديم فحوصات مجانية للكشف المبكر عن هشاشة العظام، إضافة إلى استمرار هذه الحملة الشاملة لمدة أربع سنوات، كما شددت على ضرورة إقامة مؤتمر مصاحب للحملة على مدار السنوات الأربع، وذلك لمتابعة ومراجعة ما تحقق إنجازه.

وسيقدم مركز التميز التابع لجامعة الملك عبد العزيز فحوصات مجانية لكل الأعمار، مع التركيز على فئة 45 عاما وهي الأكثر عرضة لهشاشة العظام، كما ستنظم الحملة التوعوية بالتعاون مع الوسائل الإعلامية المختلفة لتشمل كل المناطق خاصة النائية منها، وستشمل المستشفيات والمراكز الصحية بما فيها الحكومية والخاصة.

وأوصى المؤتمر بضرورة تناول مشتقات الحليب والتعرض لأشعة الشمس وذلك لارتباط الهشاشة بنقص الكالسيوم وفيتامين د، إضافة إلى ارتباطه بالكسور التي قد تؤدي في مراحل متقدمة إلى الوفاة.

وكشفت الدراسات التي قام بها مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام بجامعة الملك عبد العزيز عن مدى سرعة انتشار نقص كثافة الكتلة العظمية وهشاشة العظام بين كل من الذكور والإناث السعوديين في السنوات الأخيرة، وتوصلت إلى أن نسب خطر الإصابات تصل لنحو 32 في المائة من الرجال و44.5 في المائة بين النساء فوق سن 50 من أفراد المجتمع السعودي، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة خاصة لدى الرجال مقارنة ببعض المجتمعات الأخرى في مختلف أنحاء العالم. وأشارت الدراسة إلى أن هناك ما يزيد على 900 ألف رجل وامرأة معرضين للإصابة في المملكة بحلول عام 2030.

وبين الدكتور محمد العرضاوي، مدير المركز، أن هناك عوامل تصبح أكثر أهمية للإصابة بمرض هشاشة العظام من العوامل الوراثية خاصة عند تقدم الإنسان في العمر، منها أمراض الغدة الدرقية وبعض الأمراض المزمنة في الكبد والأمعاء والقصور الكلوي، إضافة إلى سن اليأس المبكر لدى النساء.

وأوضح أن فقدان العظم المرتبط بالعمر عند كل من الرجال والنساء على حد سواء يبدأ من قرابة سن الأربعين، ويستمر باقي الحياة، لافتا إلى أن النساء يفقدن ما يقارب 25 في المائة من العظم الإسفنجي من الهيكل العظمي خلال فترة الحياة، بينما يفقد الرجال ثلثي هذه النسبة، ويعتبر نقص هرمون الاستروجين هو العامل الأساسي المسؤول عن فقدان العظم في سن اليأس عند النساء والرجال، إضافة إلى هرمون الذكورة مع تقدم العمر عند الرجال.

وقد أطلق مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة حملة توعوية تحت عنوان «حملة سلطان بن عبد العزيز الوطنية للتوعية بمرض هشاشة العظام والوقاية منه» يوم السابع من فبراير (شباط)، استمرت لمدة ثلاثة أيام، بالتعاون مع قطاعات مختلفة بالمملكة تتمثل في وزارة الصحة والخدمات الطبية في كل من وزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني، إضافة إلى الجهات المعنية وذات العلاقة بجميع مناطق المملكة الإدارية.

وهدفت هذه الحملة إلى التوعية بمسببات مرض هشاشة العظام بما يتناسب مع القيمة المعرفية للفئات المستهدفة، إضافة إلى نشر وعي جديد لدى مختلف فئات المجتمع من الجنسين خاصة النشء والشباب في ما يتعلق بالمرض، كما تهدف الحملة إلى الترويج لمفاهيم الوقاية الصحية والغذاء الأفضل وتحسين العادات والسلوكيات التي تسبب الإصابة. واستهدفت الحملة المرضى المصابين والمعرضين للإصابة بمرض هشاشة العظام في المجتمع السعودي بكل الشرائح ومختلف الأعمار، إضافة إلى طلاب وطالبات المدارس في جميع المراحل.