نحو مليون متقاعد ومتقاعدة يتحركون لتصحيح أوضاعهم

عضو في «الشورى» أبدى استياءه من بطء سير القرارات الخاصة بدراسة أوضاعهم

التأمين الصحي وخصومات النقل من أبرز مطالب المتقاعدين («الشرق الأوسط»)
TT

انتقد متقاعدون ومتقاعدات ترديد المثل القائل «متقاعد تعني: مت قاعد»، على اعتبار أن فئة المتقاعدين قادرة على تقديم أعمال مختلفة لصالح الوطن والمجتمع على السواء، مشددين على أنهم سيجاهدون من أجل تصحيح أوضاعهم.

وطالب نحو مليون متقاعد ومتقاعدة من كافة أنحاء السعودية، وذلك من خلال تجمع يمثلهم عقد في جدة مؤخرا، بإعادة النظر في أوضاعهم، وتحقيق مطالباتهم التي وصفوها بالبسيطة، مناشدين المسؤولين وأصحاب القرار بتحسين أوضاعهم، وسماع صوت مطالباتهم.

وتلخصت مطالبات هذه الفئة التي تعتبر نفسها منسية في المجتمع في طلبات وصفوها بالبسيطة، التي تعتبر في نفس الوقت من أبسط حقوقهم، والتي منها حصولهم على تأمين صحي يعينهم على أمراضهم التي أحنت ظهورهم، إضافة إلى خصومات في قطاعات النقل.

وأبدى الدكتور عبد الله دحلان، عضو مجلس الشورى السابق، استياءه من بطء سير القرارات الخاصة بدراسة أوضاع المتقاعدين، وعجز الجمعيات عن تقديم كافة ما يلزم لمنسوبيها من المتقاعدين والمتقاعدات، معتبرا الجمعية وكيلا في الدفاع وتقديم الخدمات التي يجب أن تقدم للمتقاعد، مثل باقي دول العالم التي تقدم المتقاعدين على باقي أفراد المجتمع.

ودعا المسؤولين إلى إعادة النظر في نظام التقاعد، معتبرا مطالباتهم تمثل الحد الأدنى من الخدمات التي يجب أن تقدم للمتقاعدين، والتي منها التأمين الطبي، وخصومات في كافة قطاعات النقل، إلى جانب العلاوات السنوية للمتقاعد، نظرا لما يمر به مستوى الأسعار من تضخم مستمر. ومن جهتها، بينت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة زهرة المعبي، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية الوطنية للمتقاعدين، أن من أبرز ما قدمته الجمعية في الخمس سنوات توثيق الصلة بين المجتمع والمتقاعدين، إلى جانب تعريف المجتمع بأن المتقاعد ما زال بإمكانه العطاء متى ما أتيحت له الفرصة.

وأشارت إلى أن من بين الطلبات التي تم الرفع بها لمجلس الشورى توفير السكن، والتأمين الطبي، لافتة إلى أن أعمار المتقاعدين التي تعدت 60 سنة في حاجة ماسة إلى رعاية صحية، حيث من الصعب تحقيق كافة العلاج والعناية في ظل أسعار المستشفيات الخاصة، وقلة الرواتب التي يتقاضونها.

وترى أن توارث الثقافة القديمة، والنظرة العامة للمتقاعد وأنه على حد قولها «المتقاعد يموت وهو قاعد» أحبطت كثيرا من الحماس لديهم، على الرغم من قدرته على العطاء وبدء حياة جديدة، تبدأ خطواتها بمجرد انتهاء الوظيفة، معتبرة نفسها أحد هذه النماذج التي حصلت على الدكتوراه بعد تقاعدها من الوظيفة.

وفي سياق متصل، دعت المتقاعدة صائمة عباس قاري، إحدى المنتسبات للجمعية الوطنية للمتقاعدين، أثناء حديثها لـ«الشرق الأوسط»، بطول العمر للملك عبد الله بن عبد العزيز، وقالت «أدعو لقائدنا ومليكنا الملك عبد الله بن عبد العزيز بطول العمر، ومديد من الصحة والعافية، وأرجو منه النظر إلى المتقاعدين والمتقاعدات، بعينه الحانية، فنحن أمضينا شبابنا في خدمة الوطن، ونحتاج الآن في هرمنا الالتفات إلينا، وتوفير الإمكانيات المتاحة للعيش عيشة كريمة».

وأضافت «طلباتنا لا تتعدى تأمينا صحيا، وخصومات في قطاعات النقل، والفنادق، فالجمعية على قدر استطاعتها تحاول إيصال طلباتنا إلى المسؤولين، ولكن الأمور تحتاج إلى سرعة في التنفيذ، فأعمارنا، وأوضاعنا في أمس الحالة لسرعة إصدار القرار».

وأوضح الدكتور عبد الرزاق مدني، نائب مدير الجمعية الوطنية للمتقاعدين في جدة، أن أبرز ما استطاعت الجمعية تقديمه للمتقاعدين بطاقة خصومات في بعض المستشفيات، نظرا لعدم توافر تأمين صحي يشملهم، والذي وصفه بأهم طلب، هم في أمس الحاجة إليه.

وبين أن المتقاعدين لديهم الكثير من الطلبات لا تصنف في عداد الطلبات صعبة المنال، إنما صعوبة الدعم من الشركات والمؤسسات تعيق الوصول لهذه الطلبات إلى جانب المصدر المالي.

جاء ذلك في حفل تكريم للمتقاعدين والمتقاعدات أقامته الجمعية الوطنية للمتقاعدين في جدة، تحت عنوان «يوم الوفاء»، بحضور عدد كبير من منسوبيها، ومسؤولين من قطاعات راعية للحفل، من شركات مختلفة، قدمت الكثير من الهدايا التذكارية.

وبسؤال «الشرق الأوسط» لنائب مدير الجمعية الوطنية للمتقاعدين بجدة عن دور هذه الشركات في دعم المتقاعدين والمتقاعدات، التي كان من بينها شركة طيران، وإمكانية تقديم خصومات على تذاكر الطيران - أفاد بأنه قد تم التخاطب في وقت سابق مع هذه الخطوط لتقديم الخصومات على تذاكر الطيران، ألا أنهم ردوا بأن أسعار التذاكر معقولة ومسألة الخصومات غير مجدية. ويرى الدكتور عبد الرزاق مدني أن عدد المتقاعدين في تزايد كل عام، وأن الأرقام الأخيرة تشير إلى وصول أعدادهم إلى مليون متقاعد ومتقاعدة، 50 ألف منهم في مدينة جدة، لافتا إلى أن هذا الرقم يشكل مشكلة حقيقية في حال عدم تصحيح أوضاعهم.