كشفت الغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة المقدسة عن دعمها لمشروع «صنع في مكة المكرمة» الذي سيكون جزء منه مخصصا للمصانع الصغيرة المهتمة بتغطية السوق المحلية وخاصة تلك التي تأتي على شكل هدايا يفضلها الحجاج والمعتمرون.
وقال الدكتور مازن تونسي، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: «ستعمل الغرفة بالتنسيق مع المركز الوطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على إعداد إحصائيات توضح حجم النشاط في سوق مكة المكرمة مقارنة بالمنشآت الأخرى المختلفة».ولفت إلى عدم وجود أرقام دقيقة حول حجم ذلك القطاع في الوقت الحالي، غير أن الاستطلاعات التي تجريها غرفة مكة المكرمة أظهرت صغر حجمه وعدم ارتقائه نحو المستوى المأمول، بحسب قوله.
وأكد أن غرفة مكة تعمل في الوقت الحالي على عقد الدورات المتخصصة في هذا المجال، إلى جانب التواصل مع الصناديق الحكومية الداعمة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن تقديم دراسات الجدوى للراغبين في البدء في مشاريعهم الصغيرة، مشيرا إلى أنه من المفترض وصول نسبة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الحجم الكلي لأي اقتصاد إلى نحو الثلاثة أرباع فيه.
وتابع: «في حال بلغت نسبة هذه المنشآت في القطاع الاقتصادي بالمملكة عموما، وفي مكة المكرمة بشكل خاص، فإننا سنكون قد أوجدنا حلا فاعلا لقضيتين بارزتين تتمثلان في البطالة وغلاء المعيشة»، مبينا أن الغرفة التجارية بدأت في عقد دورات تدريبية وتعريفية بأهمية المنشآت الصغيرة والفائدة منها. ولكنه استدرك قائلا: «إن عدم وجود أراض مخصصة لإقامة مدينة صناعية جديدة يعد معضلة قديمة ما زالت تواجهها غرفة مكة حتى الآن». وأفاد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة بأن برنامج ريادة الأعمال في الغرفة سيبدأ بإجراءات المسح الميداني لمعرفة احتياجات السوق في العاصمة المقدسة، وذلك من خلال استبيانات سيبدأ الصناع في الإجابة عليها، ومعرفة احتياجاتهم للبضائع التي يقومون باستيرادها من الخارج، ومن ثم تحفيز شباب الأعمال للبدء في مشاريعهم الصغيرة لإنتاجها وتغطية حاجة السوق.
ولفت إلى أن مشروع «صنع في مكة المكرمة» سيخصص جزء منه للمصانع الصغيرة التي تهتم بتغطية السوق المحلية وخاصة تلك التي تأتي على شكل هدايا يفضل الحجاج والمعتمرون اقتناءها كذكرى من بلاد الحرمين، ومعظمها في الوقت الحالي يصنع ويستورد من دول أخرى كالصين وغيرها.
وزاد: «إن التوجه للبدء في تنفيذ مشاريع حاضنات الأعمال الأفقية مرهون بنجاح الدراسة التي تعكف الغرفة على إعدادها في الوقت الراهن، ومدى القدرة على احتضان مصانع للصناعات الخفيفة والمتوسطة».
وكانت إحصائية حديثة صادرة عن الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، كشفت عن أن عدد المستفيدين من دعم برنامج «هدف» بصندوق تنمية الموارد البشرية وبرعاية من مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الغرفة، بلغ 21 منشأة متنوعة النشاطات حتى الآن، وذلك بقيمة التمويل المعتمدة لهم التي قاربت 1.4 مليون ريال. وأشارت الإحصائية إلى أن عدد المنشآت المدعومة من فرع صندوق المئوية بالمركز حتى الآن ومنذ إنشائه وصل إلى 9 منشآت متنوعة، في حين قارب المبلغ المعتمد لدعمهم 1.7 مليون ريال.
من جهته أوضح ياسر حافظ، مدير مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الغرفة التجارية في مكة المكرمة، أن المركز بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعي، برنامج «كفالة»، والمؤسسة الدولية للتمويل بمجموعة البنك الدولي، أنهى مؤخرا فعاليات الدورة الأولى لإعداد خطط الأعمال، مشيرا إلى أن البرنامج كان مخصصا لأصحاب المنشآت الصغيرة ورواد الأعمال والأسر المنتجة ورجال الأعمال المبتدئين والمهتمين والعاملين بنفس المجال.
وأفاد حافظ بأن الدورة التي شارك فيها 28 شخصا بينهم 13 سيدة، ناقشت أربعة محاور تمثلت في تحليل السوق وخطتي التسويق والعمليات، والخطة المالية، وإعداد خطة الأعمال، لافتا إلى أن الغرفة مستمرة في تقديم عدد من الخطط والبرامج التفعيلية لمضاعفة الجهود بما يخدم الشباب والفتيات، وذلك بهدف تثقيفهم واحتضان الأفكار الإبداعية وفتح قنوات الدعم والإشراف على مشاريعهم.