الخرج تسعى لتكون ثالث مدينة سعودية تحظر بيع السجائر في متاجرها

بعد تجاوب كبير من الأهالي والجهات الحكومية

نقل مقاهي الشيشة إلى خارج النطاق العمراني، ساهم في تقليص عدد المدخنين بالرياض («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى مدينة الخرج لتكون ثالث مدينة سعودية في منع بيع السجائر والشيشة في متاجرها، وذلك بعد أن وجدت جمعية متخصصة في مكافحة عادة التدخين مؤشرات للوصول لهذا الهدف، من أهمها التعاون والتجاوب الحكومي ممثلا في إمارة وبلدية الرياض، ووجود متطوعين ومبادرين من الجنسين.

يأتي ذلك في وقت أوقفت أمانة الرياض التجديد لمحلات بيع الشيشة والمعسل، لنقل محلاتها خارج النطاق العمراني، وأن تكون المدينة خالية من تلك المحلات، التي يتجاوز عددها أكثر من 250 سجلا تجاريا داخل المدينة.

وأوضح سليمان الصبي، المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين في الرياض والخرج المعروفة باسم «نقاء»، أن الجمعية وجدت في مدينة الخرج تجاوبا كبيرا لنشاطاتها ومبادرتها منذ إنشائها قبل 10 سنوات، وكان الأهالي من أكبر الداعمين للجمعية، إضافة إلى تجاوب المتاجر في مناصحة المرشدين للجمعية، كعدم البيع بجانب محلات المدارس، وألا تكون علب السجائر موجودة أمام الكاشير، أو وجودها واضح للمتسوقين، وأن يخصص لها رف جانبي للمدخنين فقط.

وقال الصبي لـ«الشرق الأوسط»: «وجدنا مؤشرات يمكن أن نبدأ من خلالها لتكون الخرج من دون تدخين، حيث وجدنا تجاوبا مشكورا من قبل إمارة الرياض، في تسهيل عملنا، ووقفت لجانب مبادراتنا، وكان إصدار القرارات الخاصة بخروج المقاهي التي تبيع الشيشة والمعسل إلى خارج النطاق العمراني، أكبر الأثر في الحد من نسب المتعاطين، إضافة إلى وجود الأهالي الداعمين للجمعية، ولجهودها في جميع فعاليات الموجهة للجمهور في المدارس والفعاليات بمختلف أنواعها».

وكانت لجمعية الخرج برنامج توعوي بعنوان« ساعد نساعد» في إطار مشروع «الخرج بلا تدخين» الهادف إلى نشر ثقافة مكافحة التدخين، والتوعية بأضراره والعمل على تعزيز خطوات الإقلاع وسط المدخنين.

ويتضمن البرنامج إقامة الكثير من المحاضرات والمعارض التوعوية بالتعاون مع شركاء الجمعية، كما تقوم العيادة الطبية بمقر الجمعية على طريق الملك فهد بمدينة السيح باستقبال الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وعمل الفحوصات والقياسات اللازمة وتهيئة المدخن لترك التدخين باستخدام ست جلسات لجهاز الملامس الفضي بمعدل نصف ساعة يوميا.

وشهدت الحملة التوعوية التي نظمتها الجمعية نجاحا ملحوظا وخاصة في الوسط الشبابي وصغار السن كونهم الفئة الأولى المستهدفة، حيث أخذت الجمعية على عاتقها القيام بنشر ثقافة مكافحة التدخين ضمن مشروع «الخرج بلا تدخين» الذي يهدف إلى جعل مدن الخرج وقراها خالية من التدخين.

وكانت مدينتي العاصمة المقدسة والمدينة المنورة أولى المدن السعودية في منع بيع السجائر، والمعسل، وتسلم خادم الحرمين الشريفين جائز دولية من منظمة الصحة العالمية على ذلك، ولم يقتصر العمل على ذلك وإنما تسعى جهات خيرية على إقلاع المدخنين من المعتمرين والحجاج، من خلال تخصيص عيادات متنقلة لجمعية «كفى» التي جهزت أمام ساحات الحرم المكي الشريف.

ويبدأ عمل العيادات مطلع شهر رمضان المبارك، وينتهي عملها بنهاية موسم الحج، تتضمن تلك البرامج الصحية للعيادة، برامج تثقيفية كتوزيع منشورات تمت كتابتها بعدة لغات مختلفة، فضلا عن صور مؤثرة.

وكانت وزارة الصحة السعودية قد شددت على أهمية دعم الحملات الوطنية لمكافحة التدخين من كافة القطاعات وشرائح المجتمع وإعداد برنامج وطني للتوعية والتثقيف بأضرار التدخين يستهدف طلاب المدارس في مختلف المراحل التعليمية.

ودعت إلى دعم تلك الجهود من أجل مكافحة التدخين والقضاء على هذه الآفة التي تفتك بالفرد والمجتمع وتقضي على المكتسبات وتدمر طاقات الشباب وخاصة بين طلاب المدارس. ونبهت وزارة الصحة خلال دراسة أجراها طلاب سعوديون في جامعات محلية إلى أضرار التدخين الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تفشي هذه الظاهرة، خاصة بين الأوساط الشبابية.

يشار إلى أن عدد المدخنين في العالم تجاوز 3 مليارات مدخن من بينهم 20 مليون طفل عربي، في حين يتوقع أن يرتفع عدد الوفيات في العالم بحلول عام 2030 إلى 10 ملايين شخص سنويا جراء التدخين.