في ظل التطور الطبي المشاهد في السعودية خصوصا في المجالات التخصصية، فقد حقق مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض رقما قياسيا في عمليات زراعة أنسجة العيون التي يحتاجها المرضى الذين يعانون القصور القرني.
وقدر الدكتور عبد الإله بن عباد الطويرقي، المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، عدد عمليات زراعة أنسجة العيون التي أجريت في المستشفى منذ تأسيسه حتى آخر يناير (كانون الثاني) 2012 بنحو 20150 عملية، مؤكدا أنها جاءت بنتائج وجودة تماثل نتائج ما تحققه أكبر مراكز زراعة القرنية بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، حسب أحدث الدراسات الطبية.
وأضاف الطويرقي، «لقد حقق المستشفى في الآونة الأخيرة رقما قياسيا جديدا»، مبينا أنه في شهر يناير من هذا العام 2012 بلغ عدد عمليات زراعة القرنية 206 عمليات، مبينا أنه رقم غير مسبوق يجري خلال شهر واحد بمنشأة واحدة.
ومن منطلق الإيمان بالرقي وتطوير مستوى الخدمات المقدمة لكل مريض، أشار الطويرقي إلى أن أطباء المستشفى بالتعاون مع بنك العيون يقومون بعمل الكثير من الأبحاث والدراسات التي لها علاقة بنتائج زراعة القرنيات وأنسجة العيون الأخرى، وذلك يمكننا من تطوير معرفة ما هو أنسب لمرضانا في السعودية، حيث تم إجراء أكثر من 12 بحثا عن نتائج زراعة القرنية بالمستشفى ونشرت جميعها بالمجلات الطبية العالمية، التي أثبت من خلالها أن نتائج زراعة القرنية بالمستشفى تضاهي مثيلاتها بالولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا الغربية.
وأوضح المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، أنه منذ صدور القرار من هيئة كبار العلماء، والخاص بجواز التبرع بالأعضاء وزراعتها، ولأهمية التبرع بالأعضاء ومن مبدأ التعاون والتكافل البناء بين أفراد المجتمع، فإن بنك العيون يقوم بالتشجيع على التبرع المحلي، خاصة أن الأعضاء التي يتم الحصول عليها من المتوفين محليا في حال موافقة أقارب المتوفى يستفاد منها بشكل أفضل وأسرع للمرضى المحتاجين لها.
ويرتبط بنك العيون ارتباطا وثيقا مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء في هذا المجال، حيث إن المركز السعودي لزراعة الأعضاء يقوم بالتنسيق بين جميع المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى التي بها المتبرعون بالأعضاء والمستشفيات التي توجد بها المراكز المتخصصة لزراعة الأعضاء وتوفير النقل للفرق الطبية المتخصصة بالتعاون مع الإخلاء الطبي، وهنا نأمل من المواطنين والمقيمين المسارعة إلى التوقيع على بطاقات التبرع بالأعضاء للمساهمة في رفع معاناة المرضى.
وقال الدكتور الطويرقي، «إن الأربع سنوات الأخيرة شهدت تطورا كبيرا في عدد العمليات التي أجريت، بالإضافة إلى تعدد أنواعها، فلقد أدخلت جراحتان جديدتان لزراعة القرنية، وهما عملية زراعة الطبقة البطانية من القرنية وعملية ما يطلق عليه زراعة القرنية التعويضية وهي في الحقيقة قرنية بشرية تثبت بها مجموعة من العدسات وتستخدم لمرضى القصور القرني النهائي الذين لا تصلح حالتهم للزراعة التقليدية.
وزاد، كما تضاعف عدد عمليات الزراعة بنسبة كبيرة، فقد أجري في الأربع سنوات الأخيرة، 4185 عملية زراعة القرنية، وهي تمثل 35 في المائة مقارنة بعمليات زراعة القرنية التي أجريت خلال أربعة وعشرين عاما، وكما تمثل 26 في المائة من إجمالي عدد عمليات زراعة القرنية التي أجريت منذ افتتاح المستشفى. وأشار إلى أن بنك العيون يقوم بالحصول على الأنسجة التي تستخدم في جراحات العين من داخل وخارج السعودية، ومن ثم فحصها وتقييم صلاحيتها طبقا للمعايير والمقاييس الطبية اللازمة في بنك العيون، وعلى نحو يضمن أعلى مستويات الجودة والسلامة، وهذه المعايير والمقاييس الطبية الصارمة وضعت من قبل الإدارة الطبية بالمستشفى، مع تطبيق المعايير والمقاييس الطبية للهيئة الأميركية لبنوك العيون التي تحظى بقبول وتقدير عالمي. وبعد ذلك، يقوم بنك العيون بتوزيع هذه الأنسجة حسب احتياجات المرضى، وبنك العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون هو عضو دولي في المنظمة الأميركية لبنوك العيون، وكذلك عضو في الفيدرالية الدولية لبنوك العيون، وعضو في منظمة كل الأميركان لبنوك العيون وكذا تربطه علاقة وثيقة بالمنظمة الأوروبية لبنوك العيون، علما بأن معظم القرنيات يتم الحصول عليها من بنوك العيون الأميركية والأوروبية.
يذكر أن عدد من حصلوا على التخصص الدقيق في مختلف أفرع طب وجراحة العيون الذين تلقوا تدريبهم وتخرجوا في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون هو 210، ومن ثم عادوا إلى مستشفياتهم لتقديم الرعاية العينية رفيعة المستوى للمرضى، مما كان له الأثر الواضح والجلي على ارتقاء الخدمات الصحية العينية بالمملكة وتوافرها بجميع المناطق.