السعودية: إطلاق برنامج الحس البيئي في 540 مدرسة موزعة على 9 مناطق

بمشاركة اليونيسكو وإشراف من «الأرصاد» ووزارة التعليم

الامير تركي بن ناصر والأمير فيصل بن عبد الله أثناء مناقشة برنامج الحس البيئي («الشرق الأوسط»)
TT

أطلقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس الأربعاء برنامج مدارس الحس البيئي بالمملكة الذي تنفذه جمعية البيئة السعودية بالتعاون مع وزارة التربية، لتطبيق برنامج بيئتي على 540 مدرسة لجميع المراحل لعامين متتاليين، بهدف إكساب النشء من الجنسين الوعي البيئي تحت عنوان «بيئتي - علم أخضر وطن أخضر».

وأوضح الامير تركي بن ناصر, الرئيس العام للأرصاد خلال البرنامج الذي حضرة الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وزير التربية والتعليم أن تقدم الأمم وازدهار حضارتها يرتبطان ارتباطا وثيقا بالبيئة وتوعية أبنائها لصون مواردها، والحفاظ عليها من أجل تنمية مستدامة، مؤكدا أن الدولة لم تأل جهدا من خلال الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجمعية البيئة السعودية، ووزارة التربية والتعليم، في العمل في كل ما من شأنه غرس وتعزيز الوعي البيئي.

وأضاف: «إن مدارس الحس البيئي ضمن البرامج التدريبية التي تستهدف المعلمات والمعلمين ليكونوا قادرين على إيصال الرسالة البيئية إلى الطلبة بوعي وإدراك وحس بيئي».

وأشار إلى أن جمعية البيئة السعودية قامت بالتخطيط والإشراف على هذا البرنامج بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية والخبراء وكذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وذلك من أجل جمع الخبرة العلمية والعملية في برنامج أكاديمي كامل نتطلع إلى تنفيذه في جميع مدارس المملكة، وأن تكون مخرجات البرنامج على مستوى التطلعات وذلك ضمن البرنامج الوطني «بيئتي علم أخضر.. وطن أخضر».

وقال رئيس الأرصاد وحماية البيئة: «كلي أمل في تفعيل الأندية البيئية في جميع مدارس الحس البيئي، وذلك بتحديد الموقع الجغرافي لهذه المدارس سواء كانت بحرية أو جبلية أو صحراوية، مؤكدا أن برنامج مدارس الحس البيئي يعتبر أحد أهم منتجات البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة، وأن المملكة ستكون بمثابة الانطلاق لمبادرة دولية وإقليمية لتفعيل برنامج مدارس الحس البيئي وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية كاليونيسكو وغيرها من المنظمات المعنية بالتربية والبيئة.

ومن جانبها أوضحت الدكتورة ماجدة أبو راس نائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية أن برنامج مدارس الحس البيئي أحد أهم البرامج التدريبية التي تستهدف المعلمات والمعلمين في مدارس المملكة، ليكونوا قادرين على إيصال الرسالة إلى طلابهم بوعي وإدراك وحس بيئي.

وقالت إن الجمعية قامت بالتخطيط لهذا البرنامج والإشراف عليه بالتعاون مع الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين ووزارة التربية والتعليم لتجتمع فيه الخبرة العلمية والعملية والتربوية من أجل الإعداد لبرنامج أكاديمي متكامل نتطلع لتنفيذه في جميع مدارس المملكة.

وأفادت أن البرنامج يسعى أن تتبنى مدارس المملكة مفهوم مدرسة الحس البيئي وهي المدرسة التي تنفذ سياسات الإدارة البيئية داخل وخارج محيط المدرسة بالتعاون مع المجتمع المحلي في ذلك، حيث تنعكس هذه السياسات على سبيل المثال لا الحصر في برامج ترشيد استهلاك الطاقة، واستهلاك المياه، والتخلص من النفايات، وإعادة التدوير في المدرسة.

وأشارت أبو راس إلى أن محور التعليم البيئي من أهم المحاور التي تبنتها جمعية البيئة السعودية، لما للتعليم البيئي من أهمية في تنمية الوعي لدى الفئات المستهدفة وإثارة اهتمامهم نحو البيئة بمعناها الشامل والمشاركة في معالجة القضايا المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرديا وجماعيا لحل القضايا البيئية وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة.

وأكدت أن برنامج مدارس الحس البيئي يهدف إلى زيادة معارف المدرسين والمدرسات بقضايا البيئة المختلفة بشكل عام مع الاهتمام بالقضايا البيئية المحلية بشكل خاص وإمدادهم بالمعلومات والمفاهيم والمهارات التي تساعدهم على المساهمة الفعالة في هذه المبادرة، وزيادة معارف الطلبة وتعزيز قدراتهم القيادية في مجال المحافظة على البيئة من أجل تحقيق تنمية مستدامة وتعزيز السلوكيات الإيجابية، والربط بين المناهج التعليمية والتعليم غير الرسمي لعمل أنشطة خارج حدود المنهج الرسمي، وتفعيل دور المدرسة والمعلم في خدمة المجتمع.

وأفادت أن البرنامج يستهدف جميع مدارس المملكة بكافة مراحلها: رياض أطفال، الابتدائي، المتوسطة، والثانوية، في كل مناطق المملكة العربية السعودية، وتصل المدة الزمنية لتنفيذ البرنامج إلى خمس سنوات.

وذكرت أن تنفيذ البرنامج يمر عبر ثلاث مراحل: المرحلة التأسيسية، مرحلة الانتشار، المرحلة الانتقالية، وبعدها يتحول البرنامج إلى برنامج مستمر وطني في جميع مدارس المملكة العربية السعودية بصفة مستمرة، موضحة أن المرحلة التأسيسية والتي تعد مرحلة الانطلاق تشمل مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمرحلة المتوسطة ومددتها عامان 1433-1434هـ، خلال العام الأول منها سيتم تنفيذها في 4 مناطق رئيسية في المملكة وتستهدف 240 مدرسة بمعدل 60 مدرسة في كل منطقة 30 من الذكور - و30 من الإناث وتشمل 480 معلمة ومعلما.

أما العام الثاني فيستمر التنفيذ في 5 مناطق رئيسية جديدة في المملكة في 300 مدرسة بمعدل 60 مدرسة ويشمل تدريب 600 معلمة ومعلم، في حين تتضمن المرحلة الثانية مرحلة الانتشار ومدتها عامان دراسيان يتم تنفيذها في باقي مناطق المملكة في 240 مدرسة بمعدل 60 مدرسة في كل منطقة 30 من الذكور و30 من الإناث وتشمل تدريب 480 معلمة ومعلما إضافة للمدارس التي تم تأسيسها في المرحلة التأسيسية، وتختتم فعاليات البرنامج بالمرحلة الانتقالية ومدتها عام تعتبر هذه المرحلة كمرحلة انتقالية إلى برنامج وطني يتم تنفيذه في كافة مدارس مناطق المملكة.

وأفادت أنه تم إطلاق البرنامج بأول ورشة تدريبية في جدة وعدد المشاركين في البرنامج التدريبي 145 معلمة ومعلما من المراحل الدراسية: مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمرحلة المتوسطة. وتم تصميم الحقائب البيئية بمواصفات علمية محددة تتناسب مع أساليب التدريب العصرية والمتطورة المتبعة في مجال التربية البيئية، وذلك انطلاقا من التزام المملكة الثابت بالأجندة العالمية في هذا الشأن، وحرص القائمون على تنفيذ الحقائب على توضيح الهدف من استخدامها، بالإضافة إلى تطبيق مفهوم التفاعل الإيجابي عند التعامل مع المواد التعليمية والتثقيفية الموجودة بها، وهو ما يعرف بالتعلم عن طريق العمل، تؤكد محتويات الحقيبة البيئية على أهمية تنوع أنماط التعليم والتثقيف من خلال الحرص على تعدد المواد التعليمية وسهولة استخدامها، وذلك عند التعلم والتثقيف الفردي أو في إطار المجموعات المتوسطة والكبيرة.