حائل تستضيف 70 مشاركا في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري أواخر فبراير الحالي

ينظمه مركز الحوار الوطني.. ويتناول حدود الحرية والمطالب المتعلقة بمساحتها ومسؤوليات الإعلام والإعلاميين

«الحوار الوطني» يحرص على إشراك جميع شرائح المجتمع في جلساته للخروج برؤية موحدة حول القضايا التي تهم المواطن («الشرق الأوسط»)
TT

حدد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، خمسة محاور رئيسية للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري، الذي سيعقد تحت عنوان «الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير.. المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية»، خلال يومي 22 و23 فبراير (شباط) الحالي، بمدينة حائل (شمال السعودية).

وستركز المحاور الخمسة التي ستكون محل نقاش وحوار، بحضور وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، ومسؤولي وزارة الثقافة والإعلام، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، ونحو 70 مشاركا ومشاركة، يمثلون جميع الشرائح والأطياف الفكرية، ومن مختلف مناطق المملكة، على الحرية والمسؤولية الإعلامية، والأدوار الحالية والمستقبلية في المجتمع السعودي لوسائل الإعلام الحكومية والأهلية والإعلام الجديد، والعلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية، ومتطلبات المجتمع من وزارة الثقافة والإعلام، وموضوع إمكانية تأسيس ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين.

وأكد الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن الحوار كان ولا يزال الطريق إلى العمل والإنجاز والعطاء ونهضة الأمم، بوصفه إحدى القنوات للتعبير المسؤول عن الرأي والاستفادة من كل الأفكار والرؤى والأطروحات العلمية التي يتم تناولها لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف ثم وطننا الذي يحتاج منا لكل أنواع الدعم والعمل والمثابرة.

ودعا جميع المتحاورين والمتحاورات إلى ضرورة العمل على بحث مواضيع الإعلام من جميع جوانبها، للوصول إلى رؤية يتوافق عليها الجميع لتكون منطلقا لوضع ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين.

من جانبه، أوضح فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري يهدف إلى فتح قناة للحوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية، وذلك من خلال توفير البيئة المناسبة لحوار مثمر وفعال بين أفراد المجتمع وبين القائمين على المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة والعاملين فيها لمناقشة واقع الإعلام السعودي، وبحث سبل تطوير أداء مؤسساته بما يتماشى مع المنطلقات الشرعية والوطنية للمملكة العربية السعودية، والوصول إلى رؤية وطنية متفق عليها حول أدوار ومستقبل الإعلام السعودي.

وأكد أن المحور الأول سيكون مخصصا لمناقشة الحرية والمسؤولية في الإعلام السعودي، وسيتناول هذا المحور مناقشة حدود الحرية في إعلامنا والمطالب المتعلقة بمساحة هذه الحرية وجوانب المسؤولية التي يتحملها الإعلامي والإعلام في مناقشة مختلف القضايا في مختلف وسائل الإعلام على المستوى الوطني.

والمحور الثاني سيناقش العلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية، وسيتناول هذا المحور النقد الإعلامي للقطاعات الحكومية ومدى التجاوب مع هذا النقد من حيث مصادره وأسلوبه ومدى تيسير الحصول على المعلومة للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية من قبل هذه القطاعات، وفي ضوء ما يدور من نقاشات في الساحة الوطنية.

وقال إن المحور الثالث سيكون مخصصا لمناقشة موضوع مسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية، وسيركز هذا المحور على واقع الإعلام الجديد ودوره المؤثر في مناقشة القضايا الوطنية، وكيفية الاستفادة منه في بناء رأي وطني مشترك، إضافة إلى تناول مسؤولية المشاركين فيما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي. فيما سيتناول المحور الرابع متطلبات المجتمع من وزارة الثقافة والإعلام، وكل ما يتصل بالمحتوى ونوعية البرامج وتطوير التقنيات وبالاستراتيجية الإعلامية أو مساحة الحرية أو الخصخصة أو غير ذلك مما يراه المشاركون والمشاركات لما يصب في المصلحة الوطنية.

وبين بن معمر أن اللقاء يسعى إلى أن يتوصل المشاركون إلى صياغة ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين، حيث خصص المحور الخامس، لتناول موضوع مستقبل الإعلام السعودي واستشراف تأسيس ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين، يتناول هذا المحور الطموحات الاستشرافية والتطلعات والأدوار والآفاق المستقبلية للإعلام السعودي من حيث تطويره تقنيا وثقافيا وفكريا لمواكبة المتغيرات والمستجدات المعاصرة، وأهمية وإمكانية تأسيس ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين يعالج القضايا الوطنية ويحافظ على الحقوق والكرامة الإنسانية.

إلى ذلك، أنهى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، مساء أول من أمس برنامجه التدريبي الأول لإعداد المدربين المعتمدين لمشروع جسور للتواصل والحوار الحضاري، الذي أقيم في مدينة الرياض بمشاركة 18 مدربا من المدربين المعتمدين لدى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

ويهدف البرنامج إلى إعداد مدربين معتمدين لنشر الأسس الصحيحة للتواصل مع العالم، وإعطاء القدرة على مواجهة التنوع الثقافي والديني والحضاري في المجتمع الصغير، والمجتمع العالمي الكبير بما يحقق القدرة على التعايش والسلام والتسامح والعدل مع مختلف الثقافات العالمية، وكذلك تعزيز احترام الأديان والحضارات المختلفة، وتعاطي المواطنين معها من منطلق الحوار والتبادل الحضاري البناء، ونشر ثقافة الحوار الحضاري بين جميع الشعوب الوافدة إلى المملكة، وتعزيز القيم النبيلة بين الشعوب، وتعميق التفاهم لمعالجة المشكلات الإنسانية، وتوجيه سلوك المسافر السعودي ليكون واجهة حضارية لوطنه.

ويعد برنامج «جسور» أحد المشاريع الفكرية والعملية التي يتبناها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، لنشر ثقافة الحوار الهادف، وتقوم فكرته الرئيسية على ترجمة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للحوار بين أتباع الأديان والحضارات إلى ممارسات سلوكية يومية للحوار مع الثقافات العالمية في حياة المواطن السعودي، والمقيمين في المملكة.

ويؤصل المشروع أسس الحوار والتواصل الثقافي البناء مع هذه الثقافات، ويوفر مادة معرفية تقدم أدبيات الحوار في أدلة إرشادية للبالغين وبرامج تتواءم مع الأطفال.