محافظ جدة يطلق برنامجا لمكافحة المخدرات يستمر طوال العام

بحضور 1000 شخصية اجتماعية وتربوية واقتصادية

أحد الممثلين خلال المسرحية التي عرضت للتوعية من خطر المخدرات («الشرق الأوسط»)
TT

دق مسؤول سعودي ناقوس الخطر من انتشار المخدرات بين الشباب، معتبرا أنها تمثل أبرز التحديات التي تواجه المجتمع، مشيرا إلى أن مشكلة المخدرات باتت تهدد استقرار المجتمع السعودي بسبب الكثير من العوامل الداخلية والخارجية.

وقال العميد أحمد الزهراني، مدير مكافحة المخدرات بمحافظة جدة، إن مشكلة المخدرات لا تؤرق الحكومة فحسب، ولكنها تؤرق كل شرائح المجتمع، كونها تستهدف الشباب بالدرجة الأولى الذين يعول عليهم النهوض بالمجتمع، فهم في الواقع رأس المال الاجتماعي والاقتصادي، الذي متى ما انحرف عن مساره ضعفت ووهنت الأمة.

جاء ذلك خلال تدشين الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، مساء أول من أمس، أول برنامج توعوي متكامل لتوعية شباب جدة بأضرار المخدرات تحت عنوان «شركاء المكافحة لتوعية أبناء محافظة مدينة جدة»، ويستمر لمدة عام كامل، وتنظمه الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في محافظة جدة، بحضور عدد كبير من الشباب والباحثين والمتخصصين ومديري الدوائر الحكومية ورجال الأعمال ورجالات التربية في المدارس والكليات والجامعات ورجال الإعلام.

وتتمثل رؤية البرنامج في تحصين ووقاية المجتمع للحيلولة دون وصول المخدرات لأفراده، ورفع مستوى ووعي المواطنين والمقيمين والوصول بالرسالة التوعوية لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع بصياغة جديدة تستهدف كافة الشرائح الاجتماعية.

من جهته، أكد الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، الرئيس الفخري لبرنامج «شركاء المكافحة لتوعية أبناء محافظة جدة من خطر المخدرات»، أن المخدرات قضية عالمية تشتكي منها كل الدول، مشددا على أنه من دون تعاون المواطن لن نصل إلى النتائج الإيجابية المأمولة.

ودعا كافة القطاعات والأفراد إلى بذل الجهود من أجل أن يحقق برنامج «شركاء المكافحة لتوعية أبناء محافظة مدينة جدة من خطر المخدرات» الذي تشرف على تنظيمه الدارة العامة لمكافحة المخدرات في محافظة جدة، الأهداف المرجوة في وجود مجتمع بلا مخدرات قادر على البناء والعطاء والإنجاز.

وأشار محافظ جدة إلى أن البرنامج سيعمل على تنفيذ برنامج متكامل مدته عام كامل، من أجل توجيه رسالة إلى كافة أفراد المجتمع، والأسرة في مقدمتها، والمؤسسات التربوية من أجل حماية أنفسنا وأبنائنا وبناتنا من هذه الآفة الخطيرة التي تدمر الشباب والشابات - مستقبل هذا الوطن، مشيرا سموه إلى أن مكافحة المخدرات مسؤولية مشتركة يشارك فيها الجميع دون استثناء.

وقال «إنني لا أستطيع أن أقول إنه لا توجد هناك ضحايا أو مروجون لهذه الآفة، ولكن علينا واجب وطني، أن نتعاون ونتكاتف من أجل القضاء عليها، وحماية بلدنا وأسرنا ومجتمعنا».

وشدد الأمير مشعل بن ماجد على دور الأسرة، وخاصة الأب والأم، في عملية التواصل مع أبنائهم من أجل تربيتهم التربية السليمة، التي تعمل على وجود جيل قادر على معرفة ما يضره وما ينفعه، لافتا إلى أن الدولة وضعت كل ما يمكن أن تضعه في سبيل التوعية والوقاية من هذه المخدرات، وأن المدمنين يعالجون بسرية تامة في مستشفيات خصصت لعلاج الإدمان.

وعاد العميد الزهراني ليؤكد أن رعاية محافظ جدة للبرنامج تجسد الاهتمام برعاية وحماية أبناء المحافظة من مشكلة فتكت، وما زالت تفتك، بالكثير من الشباب في شتى أقطار المعمورة، مبينا أن فكرة البرنامج جاءت من أجل وضع المشكلة في دائرة اهتمام كل فئات المجتمع ومؤسساته.

وشدد العميد الزهراني على أن مشكلة المخدرات ومسؤولية مواجهتها ليست فقط مسؤولية الأجهزة الحكومية فقط، بل مشكلة كل مواطن ومؤسسة تمتلك الحس الوطني، مشيرا إلى السعي لإقامة شراكة حقيقية تستهدف رفع درجة مجابهة المخدرات إلى أعلى مستوى، وتبقى الحماية من خلال عملية التوعية الوقائية أحد أبرز الاستراتيجيات وأولى الخطوات للحد من انتشار مشكلة المخدرات، وزاد «فكما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج».

وشاهد الحضور عرضا مسرحيا بعنوان «الضحايا البريئة» من تأليف سامي صالح قاسم وإخراج النقيب ناصر يوسف الزهراني، يصور واحدة من صور الدخول إلى عالم المخدرات، الذي لا يقتصر على أصحاب ورفقاء السوء فقط، وإنما للأجواء الأسرية التي قد يكون لها دور كبير في الوقوع في هذه الآفة الخطيرة على المجتمع، بسبب تعامل الآباء والأمهات مع الأبناء منذ الصغر.

وتضمن العرض المسرحي مشهدا مؤلما لأسرة يكون الأب فيه مدمنا للمخدرات، يعنف فيه زوجته وابنه تحت تأثير المخدر، وتقع في يد الابن حبوب مخدرة وجدها تحت فراش أبيه، كان يعتقد أنها نوع من أنواع الحلوى، كانت النتيجة بعد استخدام الابن لتلك الحبوب أن توفاه الله.

كما شاهد الحضور من خلال العرض الأهداف الخمسة الرئيسية للبرنامج، التي من أبرزها تعزيز القيم الاجتماعية لرفض قبول تعاطي المخدرات، وترسيخ الجانب الديني والوطني، باعتبار أن قضية المخدرات قضية دينية ووطنية، إضافة إلى تكوين وعي اجتماعي وثقافي وصحي بأضرار آفة المخدرات، وكذلك تعديل اتجاهات أفراد المجتمع نحو المخدرات، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عند تعاطي بعض أنواع المخدرات.

واحتوى العرض على الأهداف التسعة الفرعية للبرنامج، التي تتمثل في نشر الوعي الثقافي بأخطار آفة المخدرات للفرد والمجتمع، وتعريف النشء والشباب بالأخطار المحدقة، وتحذريهم من مغبة التغرير بهم، إلى جانب إكساب النشء والشباب والفتيات مهارات الرفض وعدم قبول تعاطي المخدرات، وإرشاد المتعاطي إلى الأساليب العملية والصحية للعلاج والتعافي، ومد جسور التعاون بين المواطن والمقيم وأجهزة مكافحة المخدرات، وتعريف الأسرة بالعلامات الدالة على التعاطي وتعريفهم بطرق الاحتواء المبكر والعلاج، وتفعيل دور أئمة المساجد والخطباء في إيصال الرسالة التوعوية.

وتناول العرض المرئي أيضا 9 محاور لتنفيذ نشاطات وفعاليات، منها برنامج مخصص لمدارس البنين، وبرنامج مخصص لمدارس البنات، وعقد خمس دورات توعوية وندوة علمية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة تحت عنوان «نحو توعية إيجابية»، كما سيتم تسيير قافلة شركاء المكافحة تجوب أنحاء مدينة جدة وإقامة ما يسمى أولمبياد شركاء المكافحة، وحملة توعوية أسبوعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وبرنامج «نحن معكم»، وبرنامج «أحياء جدة بلا مخدرات»، إضافة إلى البرامج المخصصة لمدارس البنين تتضمن إقامة معرض متنقل في عشر مدارس متتالية، يتم اختيارها من قبل إدارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المدارس الأخرى لنقل طلابها لزيارة ذلك المعرض، حسب الجدول المعد من إدارة التربية والتعليم، لمشاهدة أكبر عدد من الطلاب لهذا المعرض وتغطية أكبر عدد ممكن من المدارس.