1300 خبير دولي في العلوم التطبيقية يبحثون مستجدات العلوم في جامعة الطائف

علوم البلورات والنانو والبيئة تتصدر اليوم الأول للمؤتمر

TT

يبحث أكثر من 1300 باحث في مجال العلوم من مختلف دول العالم في مدينة الطائف مستجدات البحث العلمي وتطبيقات العلوم على مدى يومين من خلال أعمال المؤتمر الدولي الأول لمواد العلوم وتطبيقاتها والمقام في جامعة الطائف خلال الفترة من 13 حتى 15 من الشهر الحالي.

وأشار الدكتور عبد الإله باناجة، مدير جامعة الطائف في كلمته أمام 1380 باحثا وباحثة من مختلف دول العالم إلى أن جهودا كبيرة بذلت لإقامة المؤتمر والاستفادة من الخبرات العالمية، مشيرا إلى أن الجامعة حصلت على الترتيب الرابع على مستوى جامعات المملكة في نشر البحث العلمي الدولي.

وأضاف «إن اختيار الجامعة لهذا النوع من المواضيع يأتي تحقيقا لحيثيات مهمة وأسباب وجيهة يأتي في مقدمتها أن علم المواد من المجالات الحيوية المهمة التي تحظى باهتمام دولي كبير، كذلك التطور الكبير الذي تشهده البلاد في مجالات شتى ومناح عدة، كذلك التقدم العلمي والتميز البحثي الذي تشهده جامعة الطائف، لذلك تمت دعوة الكثير من العلماء البارزين من مختلف دول العالم لتقديم أبحاثهم وما توصلوا إليه».

من جهته، قال الدكتور مارك جيجن، الأستاذ في الجامعات البريطانية، إن المؤتمر يعتبر فرصة عظيمة لزيارة مدينة تاريخية والاطلاع على الوضع الحالي للأبحاث في المملكة، مشيرا إلى أن السعودية تحظى بمؤسسات علمية كبرى كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود.

واعتبر أن الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في الجامعة الأوروبية مهمون بالنسبة إليهم، لأنهم يحملون للغرب الثقة، متمنيا أن ينالوا تعليما ممتازا ليعودوا إلى المملكة مسلحين بسلاح العلم والمعرفة. وأشارت العالمة السعودية الدكتورة حياة سندي إلى أن الإنجازات السعودية تنتظر أن تحقق في المستقبل قفزات أعظم وأكبر. وأضافت «إن العلوم وتطبيقاتها لا تتوقف عند جنس أو لون أو حضارة منفردة، فقوة البحث العلمي تكمن في تبادل الخبرات». وقالت سندي، إن اختيارها كمتحدثة رئيسية في المؤتمر إنما هو بمنزلة انتصار للمرأة السعودية التي قطعت أشواطا عظيمة في العلم والمعرفة.

بدوره، قال الدكتور نجم الحصيني، أمين المؤتمر العلمي، إن الحلم بدأ خيالا وانتهى حقيقة بإقامة مؤتمر دولي يشارك فيه نخبة من العلماء من دول عدة، لافتا إلى أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه دوليا في جامعة الطائف والأول إقليما من حيث التنوع والشمول.

وفي السياق ذاته، شهدت المحاضرات والندوات الخاصة باليوم الأول في المؤتمر مناقشة أربعة محاور، حيث يتعلق المحور الأول بأساسيات علوم المواد وتوصيفها وشارك فيه ستة متحدثين تطرقوا إلى التطورات الأخيرة في علم البلورات من تحضير ومعالجة وابتكار مواد جديدة تخدم مجالات علمية وتكنولوجية مختلفة.

كما تطرق المحاضرون إلى الطرق الحديثة المطورة أو المبتكرة حديثا في توصيف المواد بما في ذلك كل الدراسات المرتبطة بها من عيوب وتشوه وانتشار وتحولات وتطبيقات ومحاكاة، ومن بين ما طرح على سبيل المثال تصميم موانع للتآكل جديدة تخدم الصناعة البترولية، ودراسة الفلاذ ذات مقاومة عالية المستخدم في صناعة السيارات، والإنتاج والتحليل البنيوي الدقيق لسبائك الألمنيوم تخدم قطاعات صناعية شتى من بينها الطيران والمحطات الفضائية إلى جانب دراسات مختلفة حول أشباه موصلات وزجاجيات وبوليميرات وأفلام رقيقة وتطوير طرق جديدة معالجة للبيئة.

ومن أبرز ما قدم في المحاضرة عرض للدكتور حامدي بن يحي، الباحث التونسي الذي يشتغل في المشروع الياباني لمنظمة تطوير الطاقة الجديدة والتكنولوجية الصناعية في اليابان، حيث قام بعرض مبهر للتركيب البلوري والخواص المغناطيسية لمركبات جديدة ذات التطبيق في صناعة بطاريات الليثيوم الحديثة المستخدمة في السيارات الكهربية، حيث ركز على كثافة الطاقة والأمن كمقياسين تجب مراعاتهما معا.

بينما تعلق المحور الثاني بتقنية النانو وشارك فيه ستة متحدثين تطرقوا إلى التطورات الأخيرة في هذا المجال الذي أحدث ثورة علمية وتكنولوجية في شتى الميادين، وتشمل الدراسات التصنيع والمعالجة والتوصيف للمواد النانوية ومركباتها ومنها الأنابيب النانوية الكربونية، أسلاك السيليكون النانوية، المساحيق النانوية، أشباه موصلات وبوليميرات وأغشية رقيقة نانوية البنية، إلى جانب دراسة الخواص الكهربية والمغناطيسية والضوئية والميكانيكية والحرارية، حسب التطبيق المرجو منها في المجالات الصناعية والاتصالات والطبية والرعاية الصحية وبالنسبة للمحور الثالث إلى مواضيع البيئة والطاقة بمشاركة 30 متحدثا وتشمل دراسات مختلفة من بينها المواد المتجددة تحضيريا وصناعة وتشمل الخلايا الشمسية وخلايا الوقود والمواد الضوئية والأغشية الرقيقة وتطبيقاتها في الميادين الطاقوية المختلفة أساسا.

كما يشمل دراسات حول الاستدامة والسيطرة على التآكل وكأمثلة على ذلك تعزيز خدمة الأبراج الخرسانة الحاوية لماء البحر، والتي تستخدم في عملية تبريد المفاعلات النووية، وكذلك في المحطات البتروكيماوية، بينما خصص المحور الرابع للمواد الوظيفية، وتشمل المواد الإلكترونية والمغناطيسية والبصرية وكفاءة أداء المواد وعلم الحفز والسطوح وتطبيقاتها في شتى المجالات الصناعية منها الإلكترونيات، أدوات وأجهزة قياس جديدة ودقيقة، ومجسات، وليزرات.

وكذلك تم التطرق فيه إلى المواد الحيوية، ومنها صناعة شرائح حيوية أساسها الأنابيب النانوية الكربونية لتحديد التسمم الخلوي بالكيماويات، وكمثال آخر تحضير أغشية مشبعة بجسيمات نانوية من الفضة المضادة للبكتيريا.