«الجنادرية 27» ترفع الطلب على العقارات المؤقتة في المنطقة المحيطة بها

نسبة الإشغال تجاوزت 80%

TT

في الوقت الذي تستمر فيه فعاليات مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية 27»، بات من الواضح وجود نشاط وحركة سكانية مؤقتة في عدد من العقارات بالمنطقة المجاورة للقرية التراثية، إذ أسهمت إقامة المهرجان في الدفع بأرباح تلك العقارات بعد ركود عاشته.

ودفعت «الجنادرية 27» بأرباح الفنادق والشقق المفروشة في منطقتي شمال وشرق العاصمة السعودية الرياض، إلى تحقيق إشغال كبير في تجارتهم بلغت نسبته 90 في المائة، في خضم الركود الحاد الذي كانت تشهده قبل دخول المهرجان حتى بداية فعالياته؛ حيث شغل العارضون في المهرجان معظم غرف وأجنحة هذه الفنادق والشقق المفروشة، مما أنعش إيراداتها وجعلها تحقق أرباحا بعد الركود الذي أصابها منذ انتهاء إجازة منتصف العام الدراسي.

وحول تأثير الإقبال الكبير من قبل المشاركين على هذه الشقق والفنادق، في بلورة أسعار جديدة لحين انتهاء المهرجان، تبين بعد استطلاع لآراء العديد من ملاك تلك الشقق والفنادق، أن الأسعار لم ترتفع وأنها بقيت على ما هي عليه، إلا أن أقلية منهم رفعوا السعر ليتناسب مع الطلب الجديد، الذي سجل ارتفاعا، ناهيك ببعض زوار المهرجان الذين يضطرون للسكن فيها خلال إجازة نهاية الأسبوع.

قال محمد بيومي مدير إحدى الشقق المفروشة، إن الجنادرية ساهمت في تحقيقهم إيرادات كبيرة، وساهمت بشكل ملحوظ في تشغيل تجارتهم بعد تعطلها منذ ثلاثة أسابيع، وهي المدة التي بعد انتهاء إجازة منتصف العام، التي لم تستمر لأكثر من أسبوع، بعكس المهرجان الذي تمتد فترته لأكثر من 15 يوما، مما يكشف أن هناك أرباحا تنتظرهم طول هذه المدة، التي وصفها بالموسم الذهبي الذي يساهم في تحقيق الإيرادات والأرباح.

ويضيف بيومي أن معظم شاغلي الشقق، هم من عارضي البضائع أو العاملين في الجنادرية، المقبلين من خارج مدينة الرياض، خصوصا من المدن البعيدة التي تبتعد مئات الكيلومترات عن العاصمة الرياض، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من بعد مقر المهرجان عن موقع شققهم، فإنه لم يمنعهم من المجيء إليهم بعد امتلاء الشقق والفنادق القريبة منه.

من جانبه، أكد علي بهيج، العامل في شقق منازل الراحة لتأجير الأجنحة المفروشة، أن الإقبال عليهم خلال هذه الأيام على أشده من قبل منتسبي وزوار مهرجان الجنادرية، حيث تم تأجير ما يزيد على 80 في المائة من أجنحة الفندق لهم، ناهيك بالازدحام الذي يكون على أشده في عطلة نهاية الأسبوع، عندما يتقاطر الزوار من المناطق خارج العاصمة الرياض، وهو الأمر الذي ينعكس على أدراج إيراداتهم بالإيجاب.

ويزيد بهيج بأن معظم قاطني الأجنحة، هم ممن يمتلكون بسطات في المهرجان أو ممن يعرضون بعض السلع، التي أتوا بها من مناطقهم المختلفة ليعرضوها في المهرجان، لافتا إلى أن بعضهم قد حجز مسكنه المؤقت قبل بدء المهرجان بفترة، وذلك لارتفاع أعداد العارضين، مقارنة بالشقق المفروشة والفنادق المجهزة لاستقبالهم، وذلك لارتفاع أعدادهم، ناهيك بالزوار الذين يأتون في إجازات منتصف الأسبوع ويضيفون مزيدا من الأرباح، لافتا إلى أن الأسعار لم تتغير، وأن قلة قليلة من أصحاب الشقق دأب على التغيير أما الباقون فلم يحدثوا شيئا.

وفي صلب الموضوع، بين محمد شوقي مدير إحدى الشقق المفروشة، التي تقع في أقصى شمال مدينة الرياض، أن هذا الموسم من المواسم المهمة السنوية التي يعتمدون عليها في تحصيل إيراداتهم، موضحا أن نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة التي تصل إلى أقصاها خلال هذه الأيام، تعكس مدى الإقبال الكبير الذي يشهده مهرجان الجنادرية، عادا أصحاب الشقق والفنادق أكثر من يستفيد من حلول الجنادرية، وذلك لإيواء عارضي وزوار المهرجان في مساكنهم مقابل مبالغ مالية معينة.

وعن تأثير هذا الإقبال على فرض الأسعار، أشار شوقي إلى أن هناك زيادة قانونية بسيطة، باعتبار أن هذا موسم يتعرض للعرض والطلب كغيره من أنواع التجارة، لافتا إلى أن هناك نسبة بسيطة من الارتفاع، ولكنها غير مؤثرة، ولم تتجاوز 10 في المائة، إذا ما قورنت بالفترة التي سبقت حلول مهرجان الجنادرية، الذي يعد فألا حسنا لأصحاب الشقق الذين ينتظرونه بفارغ الصبر، باعتباره موسما مهما وطويلا، وينعكس بشكل إيجابي على تحقيق الإيرادات، مؤكدا أن الفروع التي تتبعهم واستفادت من الموسم هي فروع شمال وشرق العاصمة.