المدينة المنورة: 100 مليون ريال لدراسة مشروع إعادة بناء مسجد قباء

د. توفيق السديري لـ «الشرق الأوسط» : المشروع بكامله ضمن مسؤولية فرع المدينة

مسجد قباء سيشهد عمليات هدم وإعادة بناء وتوسعة فور الانتهاء من دراسة مشروعه بالكامل («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فعليا بالبدء في دراسة مشروع هدم وإعادة بناء وتوسعة مسجد قباء في المدينة المنورة، حيث بلغت تكلفة تلك الدراسة نحو 100 مليون ريال، حيث من المفترض أن يرى النور خلال الفترة القريبة المقبلة.

وذكر الدكتور محمد الأمين بن خطري مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينة المنورة، أن ذلك المشروع لا يزال تحت الدراسة مع الجهات المعنية المتمثلة في هيئة تطوير المدينة المنورة وأمانة المنطقة وذلك بعد صدور الموافقة عليه من قبل الوزارة بالرياض، متوقعا أن يتم الانتهاء من دراسته قريبا.

وكشف في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» عن بدء الوزارة في مشروع هدم وإعادة بناء وتوسعة مسجد الشهداء في المدينة المنورة الثلاثاء الماضي، وذلك بتسليم الموقع للمقاول المسؤول عن هذا المشروع الذي تقدر مساحته بما يقارب 8 آلاف متر مربع، مشيرا إلى أن مدة تنفيذه تستغرق 24 شهرا.

يأتي ذلك في وقت قدرت فيه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في فرعها بالمدينة المنورة تكلفة مجموعة من مشاريع الإنشاء والهدم والترميم والصيانة لعدد من المساجد في محافظات المنطقة المختلفة بنحو 616.9 مليون ريال، اعتمد منها لميزانية العام المالي الحالي نحو 82.7 مليون ريال.

وتتضمن تلك المشاريع بحسب ما أفاد به مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينة المنورة، هدم وإعادة بناء وتوسعة مسجد قباء بمبلغ 100 مليون ريال، وإنشاء عدد من المساجد والجوامع في المنطقة بتكلفة تصل إلى 58 مليون ريال.

وأضاف: «ثمة مشاريع أخرى متعلقة بترميم عدد من المساجد والجوامع في منطقة المدينة المنورة بإجمالي تكلفة يبلغ 37 مليون ريال، إلى جانب صيانة مساجد وجوامع أخرى بالمنطقة قدرت تكلفة مشاريعها بما يقارب 251.2 مليون ريال».

ولفت الدكتور محمد الأمين بن خطري إلى وجود مشروع لإنشاء جامع الهجرة بمبلغ 40 مليون ريال، إضافة إلى إنشاء مكتب للوزارة في ينبع والذي رصدت له ميزانية تقدر بنحو 13.6 مليون ريال.

واستطرد في القول: «تشمل مشاريع الوزارة أيضا صيانة ونظافة وتشغيل 5 مواقيت مختلفة في أنحاء المملكة، فضلا عن مسجد الخندق بالمدينة المنورة والذي يستغرق 36 شهرا بمبلغ 98 مليون ريال».

من جهته، أكد الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد، خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، على أن مشروع هدم وإعادة بناء وتوسعة مسجد قباء يندرج بالكامل ضمن مسؤولية فرع الوزارة بالمدينة المنورة.

وكان الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة، قد أعلن الشهر الماضي عن اعتماد مشروع تطوير منطقتي قباء والميقات، ومركز الملك عبد العزيز الحضاري بجوار المنطقة المركزية، وذلك مع ما تتطلبه من نزع ملكيات ضمن ميزانية الهيئة لهذا العام بتكاليف بلغت نحو 200 مليون ريال.

وأشار في تصريحات سابقة إلى أنه سيتم تنفيذ مشروع التطوير بناء على الدراسة التي تجريها هيئة تطوير المدينة المنورة حاليا لتلك المناطق والمسندة لعدد من المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا المجال، مؤكدا أن هذه الدراسة تهدف إلى إبراز الهوية العمرانية في المدينة المنورة وتوفير جميع الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والترفيهية والخدمية.

وأبان أمير منطقة المدينة المنورة أن الدراسة تشمل توسعة مسجد قباء من خلال إيجاد ساحات ومواقف محيطة بالمسجد وتغطيتها بالمظلات، فضلا عن اعتماد 30 مليون ريال لإنشاء بوابات لمداخل المدينة المنورة والتي اعتبرها معلما حضاريا يتلاءم مع البيئة والطابع التراثي للمدينة، وخصوصا أنه سيتم تقديم العديد من الخدمات للزوار من خلالها.

إلى ذلك، يرعى الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، الشهر المقبل في الرياض انطلاق منافسات الدورة الـ14 للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، والتي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على مدار أسبوع كامل.

وفي هذا الشأن، أكد صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة، أن مثل تلك المسابقات تخلق تنافسا مباركا في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره وتقوية مناشط تعليمه وتدارسه، معتبرا هذا التنافس من الوسائل النافعة في التفوق بكل مجال.

وزاد: «إن حمل القرآن شرف عظيم، ورفعة عظيمة، يرفع الله به العبد إذا أخذه بحقه، وهو الخير العظيم، والفضل العميم لمن أخذه وحافظ عليه واحتفى واحتفل به قولا وعملا واعتقادا»، موضحا أن القرآن الكريم يحتاج من حملته أن يحملوا لفظه، ومعناه، إلى جانب تطبيق أحكامه.

وأفاد بأن رسالة حملة القرآن الكريم في مواجهة الغلو تعد مهمة جدا لكونهم الأحفظ والأعلم بكتاب الله من غيرهم، مشددا على ضرورة الاعتناء بهم، وخصوصا أنهم يعتبرون أساسا في دفع الغلو بجميع أنواعه.