الجنادرية تنعكس إيجابا على المطاعم القريبة منها وتزيد أرباحها 150%

أحدها يغلق أبوابه في الـ11 ليلا.. وآخر يضبط إيراداته ساعة خروج الزوار

وقت الذروة في المطاعم يبدأ من الساعة الـ10 ليلا إلى الـ12 من منتصف الليل («الشرق الأوسط»)
TT

ألقى حلول «الجنادرية 27» بظلاله إيجابا، على الكثير من القطاعات التجارية، الواقعة في المناطق المحيطة بالقرية التراثية، حيث يواصل بعضها جني المزيد من الأرباح منذ انطلاقة المهرجان قبل أكثر من 10 أيام.

ويخيل إليك وأنت تقف عند أحد هذه المطاعم، وخصوصا الشعبية منها والواقعة بالقرب من القرية، أنك تقف في إحدى مجاعات القرن الأفريقي من أجل الحصول على طعام، فالطابور طويل والازدحام على أشده، خصوصا في أوقات الذروة قبل فتح القرية في الساعة الـ3 عصرا، وهو وقوف أرتال بشرية طويلة تصطف لتأخذ وجبة الغداء، وتعاود الكرة مرة أخرى بعد الساعة الـ10 مساء وحتى منتصف الليل.

تستقبل حينها المطاعم وفودا بشرية جائعة أنهكها المشي، والتجول داخل القرية سيرا على الأقدام، وعند الانطلاق إلى الكثير من تلك المطاعم لأخذ آراء مديريها والمسؤولين عنها، واجهنا صعوبة في أن نخرج برأي أحدهم نتيجة الازدحام، إلا أن البعض منهم كان متفهما للدور الإعلامي، واستطعنا أخذ الآراء منهم، حيث أكد أحدهم أن الإقبال عليهم تضاعف 150 في المائة، في ما قال آخر بأنهم توقفوا عن تقديم الوجبات بعد الساعة الـ11 ليلا، وذلك لخلو المطعم من الوجبات.

قال محمد سالم، وهو مدير أحد المطاعم المتخصصة في تقديم الوجبات الشعبية، بأن الجنادرية ساهمت في رفع أرباح المطعم إلى مستويات مرتفعة، لا تتكرر إلا في المواسم المهمة، والتي يأتي على رأسها وقت حلول المهرجان، واصفا طول مدة المهرجان بأنه إنعاش حقيقي لخزينتهم، التي تضخمت بشكل ملحوظ نتيجة الإقبال الكبير من زوار المهرجان، الذين يبدأون زيارة القرية بزيارة تلك المطاعم من أجل تناول وجبة الغداء فيها.

ويضيف سالم أنه من الملاحظ أن أوقات الإقبال تكاد تكون محددة، فقبل بدء الافتتاح اليومي للمهرجان بساعة على الأقل يبدأ الازدحام، إلى أن يصل إلى أشده وقت أذان العصر، وهو الوقت الذي لا يفصله عن بدء افتتاح القرية سوى دقائق محدودة، مبينا أن وجبة الأرز مع الدجاج هي الوجبة الأكثر طلبا، تليها وجبات الأرز مع اللحم، ومن ثم المثلوثة التي تتكون من الأرز والقرصان والجريش، وجميعها وجبات شعبية تضفي طابعا قديما إضافيا لدى زوار المهرجان التراثي.

من جانبه، بيّن باسل عمران مدير مطعم رابية الشام، المتخصص في تقديم المشويات، أن هناك ساعتين يعتمدون فيها على تحقيق الإيرادات، التي تغنيهم عن العمل طوال اليوم، وهي المدة من الساعة الـ10 ليلا إلى الـ12 من منتصف الليل، حيث تفاجأوا في اليوم الأول من انطلاق المهرجان بالأرتال البشرية، التي خرجت من المهرجان وتوجهت مباشرة إلى مطعمهم، مما تسبب في إحداث ربكة كبيرة لم يعملوا لها حسابا، إلا أنه في الأيام التالية تم تدارك هذه المشكلة، وتمت تلبية معظم الطلبات المقدمة إليهم.

ويضيف باسل أنهم أغلقوا القسم الخاص بالطلبات التي تقدم في المطعم أو ما تسمى الطلبات «المحلية»، نظرا إلى إحداث هذا النوع من الطلبات ربكة كبيرة في سير العمل، وتعطيلها للعمالة الذين يعملون منذ الساعات الأولى من الليل، بانتظار ساعة خروج زوار الجنادرية، الذين يشكلون شريحة كبيرة من عملاء المطعم، والاكتفاء بتقديم الطلبات على من يريدون تناولها خارج المطعم، للتمكن من خدمة أكبر عدد ممكن من الزوار الذين أهلكهم طول المشي والتجول في القرية التراثية.

في هذا الصدد، كشف سليم جواد محاسب مطعم أطلال التفاحة البخاري، عن أن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة الأرباح تجاوزت الـ150 في المائة، على ما كانت عليه قبيل بدء نشاطات الجنادرية، لافتا إلى أن المطعم يعمل بجميع طاقاته الممكنة لتلبية جميع الطلبات، وأنهم لم يعملوا بهذا الجهد المضاعف منذ رمضان الماضي، مبينا أن المطعم يغلق أبوابه في تمام الساعة الـ11 مساء، بخلاف الأيام العادية التي يغلقون فيها خلال الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بشكل يومي وذلك لانتهاء جميع الطلبات المعدة للبيع مسبقا.

ويبين جواد أن ما يميز الطلبات المقدمة عندهم أن جميع الأصناف تلقى رواجا وتنتهي بمجرد انتهاء اليوم، بعكس الأيام العادية التي يضطرون في نهاية الدوام إلى توزيعها بالمجان على الزبائن، خوفا من بقائها وفسادها، مشيرا إلى أنهم يعيشون موسما ذهبيا بفضل حلول أيام الجنادرية، وهو الموسم الذي يفرض نفسه وبقوة على طاولة الأرباح التي تزيد بشكل طبيعي منذ انطلاقة أنشطته وفعالياته.