مدير مركز متخصص في أمراض القلب: لا فائدة من رفع القضايا على شركات التبغ ورفع أسعار الدخان

العمران: لا توجد إحصائية حقيقية لأمراض القلب في السعودية

TT

قلل مدير أحد المراكز المتخصصة في طب وجراحة القلب من أهمية القضايا التي يتم رفعها ضد شركات التبغ، كما قلل من أهمية التحذيرات التي أجبرت الشركات على طبعها على علب السجائر، كما اعتبر أن رفع أسعار الدخان غير مجدٍ في الحد من زيادة التدخين، وقال إن ذلك لم يقلل من عدد المدخنين في المجتمع.

واعتبر الدكتور حاد العمران مدير مركز سعود البابطين (تديره وتشغله وزارة الصحة)، أن كل هذه السياسات في الحد من التدخين غير نافعة، وقال إن المجتمع يحتاج إلى استراتيجية لوقف التدخين وليس منع بيعه أو زيادة أسعاره، بل بالثقافة الشخصية بخطورته على صحة الفرد.

وقال العمران إن التدخين يتساوى في الضرر مع مطاعم الوجبات السريعة ومع المشروبات الغازية، وما يحتاجه الأفراد ليس المنع أو رفع القضايا، أو حتى رفع أسعار هذه المنتجات، وإنما التوعية التي يكون لها تأثير على الفرد وتغير من سلوكياته.

وكشف مدير مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب، أحد أبرز المراكز الطبية التي تعنى بأمراض القلب في السعودية، عن اتجاه المركز لوقف المؤتمرات العالمية، والتوجه إلى بناء شراكات بحثية مع مراكز الأبحاث، في الجامعات في المنطقة الشرقية بشكل مبدئي.

وقال الدكتور حامد العمران، إن وضع أمراض القلب في السعودية غير واضح، وإن مراكز القلب المتخصصة تعتمد بشكل كبير على إنتاج أبحاث وتقنيات وحتى كميات أدوية قد لا تتناسب مع البيئة السعودية، وقال إن السعودية في هذا المجال تستهلك أبحاث لم تسهم فيها.

وكان العمران يتحدث للصحافيين عن إطلاق المؤتمر العالمي السابع للقلب، الذي ينظمه مركز سعود البابطين بالمنطقة الشرقية، حيث أشار العمران إلى أن المؤتمر المرتقب، الذي سيتم تنظيمه من الـ25 وحتى الـ27 من فبراير (شباط) الحالي، سيكون آخر المؤتمرات الدولية التي سينظمها المركز، وستتجه الجهود إلى المراكز البحثية والتعاون معها لإيجاد إحصائيات دقيقة وحقيقية عن واقع أمراض القلب في السعودية.

وقال العمران إن المراكز المتخصصة في أمراض القلب تنقصها الإحصائيات والدراسات التي ستبني عليها خططها المستقبلية، مضيفا أن الإحصائيات التي في حوزة المستشفيات غير حقيقية وغير دقيقة، وتبين فقط نسبة الأمراض داخل المستشفيات، والوقع أن هذه الإحصائيات لا توضح حجم المرض في المجتمع، الذي على أساسه تبنى السياسات الطبية والخدمات العلاجية.

وبين العمران أن العيوب الخلقية تمثل النسبة الأكبر لدى الأطفال، ففي حين بدأت النساء في السعودية يعانين من أنواع من أمراض القلب كانت في العادة تظهر في سن متأخرة (بعد سن اليأس)، فإنه في الفترة الراهنة أصبح من الطبيعي أن تسجل هذه الأمراض قبل سن اليأس.

وأكد العمران أن في المنطقة الشرقية 6 مراكز بحثية لكن محصلتها الحقيقية لا تكاد تذكر، مشيرا إلى أن الجهود مشتتة ولا يوجد تنسيق بين الجهات البحثية للوصول إلى أبحاث ذات قيمة علمية وذات مردود حقيقي على المجتمع.

وبين العمران أن المركز سيعلق نشاط المؤتمرات الدولية، حتى ينجز برنامجا حقيقيا في مجال الأبحاث العلمية.

ولفت العمران إلى اجتماعات تنسيقية بين مديري مراكز القلب المتخصصة في السعودية، يعقبها اجتماع مع وكيل وزارة الصحة لوضع استراتيجية لمراكز طب وجراحة القلب في السعودية بشكل عام، ولفت العمران إلى أن أمراض القلب وتصلب الشرايين هي أكبر مسبب للوفيات في العالم، عدا السعودية، حيث تأتي الحوادث المرورية في مقدمة مسببات الوفاة، ولن تتضح هذه المعلومة إلا من خلال إقامة أبحاث وإجراء دراسات إحصائية تكشف حقيقة هذه المعلومة.

وقال العمران إن تنظيم المؤتمرات العليمة تعتمد على العلاقات الشخصية لإقامة مؤتمر طبي عالمي، وليس على عمل مؤسسي، يهدف لخدمة الحركة العليمة وتدريب الأطباء السعوديين، والاستفادة من أحدث الخبرات والتجارب.