أمانة جدة تصدر رخصة بناء «برج المملكة».. وملامح جديدة تظهر في شمال المحافظة

عقاريون يرون أن الأسعار وصلت إلى ذروتها منذ الإعلان عنه في وقت سابق

TT

أعلن في السعودية عن صدور تصريح بناء أطول برج في العالم شمال محافظة جدة (أبحر الشمالية)، مخصص للاستخدامات الإدارية والتجارية، بحسب الرخصة التي أصدرتها أمانة محافظة جدة أمس.

وقال الدكتور هاني بن محمد أبو رأس أمين محافظة جدة في بيان صدر أمس، إن الأمانة قد أصدرت رخصة بناء «برج المملكة»، وقد تسلمت «شركة جدة الاقتصادية المحدودة»، مالكة البرج، رخصة البناء الخاصة بالمشروع المكون من 161 طابقا.

من جانبه، أوضح سعيد البسامي عضو اللجنة العقارية في غرفة جدة، أن «مخططات أبحر الشمالية بطبيعة الحال قد شهدت ارتفاعا سريعا منذ الإعلان مؤخرا عن (برج المملكة)، وقد وصلت الأسعار إلى نقطة التشبع، ولن يكون هناك ارتفاع أكثر مما هي عليه الآن». وتوقع البسامي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك نوع من التحفظ على الأراضي في الوقت الراهن، لحين البدء الفعلي في أعمال البرج، خاصة أن المستثمرين هناك كان لديهم الخبر اليقين بإقامة البرج شمال المحافظة، مما جعل الكثير من المواطنين يقومون بتملك الأراضي في تلك المنطقة، تحسبا للعديد من المعطيات التي سوف تشهدها المخططات. وأضاف عضو اللجنة: «من المتوقع أن تكون هناك تعويضات لأصحاب الأراضي المجاورة للبرج، نظرا لإنشاء الخدمات حوله من حيث الشوارع والمرافق، التي قد لا تخدم أصحاب العقار من حيث القيمة وتأخير التعويضات».

من جهته، قال خالد أسعد جمجوم عضو اللجنة العقارية في الغرفة التجارية بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» إن «منطقة أبحر الشمالية ستكون مدينة نموذجية مصغرة لمدينة جدة تتميز بأفضل تخطيط وأقوى بنية تحتية، وقد ينتقل كثير من الأعمال التجارية إلى منطقة أبحر خلال 8 سنوات مقبلة. ودون شك، سوف تصعد الأسعار بنسب، باعتبار أن منطقة البرج وما حوله، سوف تكون جدة الجديدة».

في المقابل، ومنذ إعلان خبر توقيع عقود البرج في وقت سابق، ارتفعت الأسعار لأكثر من 30 في المائة في المخططات حول منطقة أبحر، حيث وصلت أسعار بعض الأراضي إلى أكثر من مليوني ريال، ووصلت أسعار الأراضي السكنية الداخلية التي لا تزال تفتقر إلى وجود الخدمات، إلى 600 ألف ريال.

وتشهد أسواق العقارات في شمال محافظة جدة تقلبات وتغيرات من حيث العرض والطلب، مما جعل هناك إقبالا ملحوظا على بعض المناطق التي لم يكن للمستثمرين والملاك أي اتجاه نحو البناء فيها؛ إما لبعدها عن المحافظة، وإما لعدم توافر الخدمات فيها.

ومنطقة خليج سلمان (شمال جدة) أصبحت محط أنظار المستثمرين من داخل المحافظة وخارجها، بعد أن كانت في وقت سابق أراضي قاحلة، حيث بدأت عملية الشراء الاستباقي لقطع الأراضي في بعض المخططات والاحتفاظ بها، لحين دخول الخدمات وتشييد بعض المنشآت الحكومية المرتقبة التي ستخلق زيادة في الحركة السكانية بالمنطقة.

وتبعد منطقة خليج سلمان عن محافظة جدة قرابة 30 إلى 40 كيلومترا وتضم العديد من المخططات والمناطق، مثل «جوهرة العروس» و«الفيروز»، بمساحات كبيرة وواسعة يصل بعض مخططاتها إلى نحو 4 آلاف قطعة، ويبلغ متوسط مساحاتها 900 متر مربع.

بدوره، قال عبد الله العتيبي، أحد ملاك مكاتب العقار شمال المحافظة: «الإقبال على الشراء سبق وجود الخدمات بوقت كبير، ولذلك، فإن هناك عمليات بناء وتشييد دون دخول الكهرباء والخدمات الأخرى، مما جعل البعض يقيم استراحات للنزهة في أوقات الإجازات إلى حين اكتمال البنية التحتية ودخول الخدمات إليها».

وأضاف العتيبي: «العديد من العوامل بطبيعة الحال رفعت أسعار العقار في المنطقة، خصوصا أن محافظة جدة تشهد نقلة نوعية من حيث زيادة الأماكن السياحية، حيث إن منطقة خليج سلمان تشهد بناء مستشفيات و(مدينة المملكة) التي تحتوي على أعلى برج في العالم، إضافة إلى وجود كلية إدارة الأعمال التي تدعم المنطقة بالكثافة السكانية».

وبين العتيبي أن «هناك تفاوتا في الأسعار من مخطط لآخر بنسب بسيطة، فهناك على سبيل المثال أراض في مخطط الفيروز بمنطقة خليج سلمان غرب طريق المدينة النازل بعد جسور ذهبان، تصل إلى 650 ألف ريال بمساحة بين 600 و900 متر مربع، وتصل إلى نحو 5 ملايين ريال بمساحة تبلغ أكثر من 2000 متر مربع».

وأضاف العتيبي: «أغلبية العروض الموجودة في الوقت الحالي لا تتوافق مع الطلب الكبير، فهناك أسعار يغلب على الكثير من المشترين دفعها لامتلاك قطعة أرض فقط، في حين أن هناك عروضا قليلة يقوم أصحابها بالاحتفاظ بها على أمل ما ستشهده المنطقة وما يجاورها من خدمات ومشاريع قد ترفع أسعارها، ومن ثم بيعها بمبلغ يزيد بنسبة قد تتجاوز 70 في المائة من سعرها السابق».