كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز تصمم طائرة من دون طيار.. وتعلن قبول الطالبات ابتداء من العام المقبل

«الآداب والعلوم الإنسانية» أعلنت رسميا اعتمادها من قبل الأكاديمية الأميركية للتعليم الحر

الطائرة ستحلق في السماء قبل عام 2014
TT

بعد أن أعلنت جامعة الملك سعود عن مشاركة طلابها في تصميم مركبة تسير على الأرض، ها هي جامعة الملك عبد العزيز في جدة تعلن أن طلابها سيشرعون في تصميم طائرة من دون طيار، وذلك بقسم هندسة الطيران التابع لكلية الهندسة.

وحيال ذلك تم مؤخرا عقد اتفاقية تصميم وتنفيذ طائرة من دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية بين جامعتي المؤسس وتوكاي. وحول الطائرة التي تصممها جامعة الملك عبد العزيز، قال الدكتور عبد الملك الجنيدي عميد كلية الهندسة بالجامعة لـ«الشرق الأوسط»: «كون الجامعة بحثية فقد أخذت المبادرة بتصميم وتصنيع واختبار طائرة من دون طيار بأهداف الاستطلاع والتصوير، وقد تم ذلك قبل عامين ومرحلة التطوير شهدت طيران الطائرة داخل أروقة مخصصة لذلك داخل الحرم الأكاديمي، وقد استمرت التجارب لمحاولات أخرى، وتم إنتاج أكثر من نموذج، وذلك تحت إشراف الدكتور وائل هرساني، وهو أحد خريجي الجامعات البريطانية المشهورة المتخصصة في هذا المجال». وحول التفاصيل المتعلقة بالطائرة، قال الدكتور الجنيدي: «سيبلغ طول الجناحين 3 أمتار، وطول جسم الطائرة مترين ونصف، ومصنوعة من الفايبر غلاس، والشرط الأساسي أن تكون خفيفة للتماثل مع الاتجاه العالمي لتصغير حجم طائرات الاستطلاع».

وحول الحجم الصغير للطائرة، أوضح الدكتور الجنيدي أن هنالك حديثا حول تصنيع طائرات استطلاعية مستقبلا لا تتجاوز القدم في طولها، وذكر أن فكرة المشروع تتمثل في أن جامعة الملك عبد العزيز لديها الخبرة في صناعة الطائرة غير المأهولة، لكن لا يمكنها وضع أوزان ضخمة، بينما جامعة تاكوي اليابانية لديها خبرة في مجال الطاقة الشمسية، ولديهم مركبة تم عرضها وتم اختبارها، العام الماضي، وتدور فكرة المشروع حول دمج التقنيتين. وأضاف في السياق ذاته: «نأخذ من الجامعة اليابانية استخدام الطاقة الشمسية ونسهم بمعلوماتنا حول تصنيع الطائرة، وتكون هناك شراكة نصل معها لتكون الطائرة من دون محركات داخلية وتعمل بالطاقة الشمسية، وتطير وتحقق نفس الهدف».

وحول المشروع قال الجنيدي إن الطائرة ستكون أول طائرة غير مأهولة في الشرق الأوسط، وتعمل بالطاقة الشمسية، ونخوض تحديا بحثيا عبر استخدام تقنيات النانو لتكون الطائرة قوية، وفي المقابل، فإن الطاقة الشمسية تحدد بألف واط لكل متر مربع، و«نحتاج إلى مساحة كبيرة لاصطياد الطاقة، ونحن بين طرفي نقيض وهنا يكمن التحدي».

وأوضح عميد كلية الهندسة أن هناك مواضيع أخرى سنتطرق لها في الشراكة، وهي تخزين الطاقة. وبين الجنيدي أن فريق العمل في المشروع ذاته ضم طلاب بكالوريوس، ويساعدهم مع الدكتور الهرساني الدكتور أحمد بالعمش، والدكتور وائل عبيد، ونهدف دوما لجعل المبحث الرئيسي مدعوما من قبل شبان سعوديين كي تتم وتعم الفائدة، وكي يتعلموا بشكل أكبر.

وذكر الجنيدي، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من المشروع هو أن نعزز التعاون مع القطاعات ذات العلاقة بالبيئة، كحرس الحدود والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ونتطلع إلى أن يكون هناك تعاون مشترك معها للاستفادة من التجربة، إذ إن أي مشروع ليكتمل نجاحه فإنه يبدأ بطريقة بحثية وتليه مرحلة التصنيع، بناء على الخبرة التي نكتسبها مع الوقت.

وحول مدة البحث قال الجنيدي: «مدته 3 سنوات»، وأضاف: «قبل عام 2014 ستطير الطائرة بالتنسيق مع جهات منفذة، وذلك هو التحدي الذي نسعى لتحقيقه». وتناول الدكتور عبد الملك الجنيدي فكرة الطائرة من دون طيار، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الفكرة تبدأ من الإنسان نفسه، فعندما يتعرض الإنسان الراكب في طائرة من تلك السريعة إلى تسارع شديد أو تباطؤ شديد يفقد الوعي، وهو أمر طبيعي، فبالتالي الطائرة المقاتلة لها قدر قتالية ومناورة أعلى من قدرات الإنسان، وبعض الطيارين عندما يتعرض إلى مناورة بزوايا حادة يفقد الوعي، ومن هنا بدأت فكرة الطائرة من دون طيار.

وأضاف الدكتور الجنيدي: «لهذه الطائرات القدرة القتالية على المناورة وفي حال إسقاطها من قبل العدو مثلا فإنه لا يوجد بها عنصر بشري، وبالتالي لا خسارة بشرية».

وبين أن تلك التقنيات شهدت التطورات الحقيقية في الغرب في السنوات الأخيرة، وكانت تستخدم لأعمال المراقبة والاستطلاع والتصوير، وهذا هو نفس استخدام طائرة جامعة الملك عبد العزيز.

وأضاف: «تعد الولايات المتحدة الأميركية متطورة في هذا المجال، حيث طورت طائرات بلا طيار تطير بسرعات مختلفة وبارتفاعات وانخفاضات مختلفة ولها القدرة على حمل الأسلحة أيضا، ووفرت فيها مرونة ليست متوفرة في وجود الطائرة بطيار، والاتجاه العالمي أن الطائرة العسكرية ستكون جميعها من دون طيار في المستقبل القريب».

وقال الدكتور إن قسم هندسة الطيران قد بدأ في الجامعة عام 1982، وإن أول برنامج في المملكة لتدريس هندسة الطيران قد جاء بعد جامعة الملك عبد العزيز بـ15 عاما، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وأضاف: «خريجونا يخدمون سوق العمل، مثل الخطوط الجوية والخطوط السعودية، وكذلك شركة (أرامكو) لاحتياجهم لمهندسين للصيانة».

من جهة أخرى، أكد الجنيدي أن كليته ستبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل تقديم البكالوريوس في شطر الطالبات، لدراسة التخصصات الهندسية، بواقع 3 تخصصات ومن ثم تتوسع مستقبلا، لافتا أن تحصيل البنات كبير جدا، ويملن إلى التخصصات المكتبية والاستشارية وذلك عالميا.

يشار إلى أنه قد تم عقد اتفاقية تصميم وتنفيذ طائرة من دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية بحضور الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب، مدير جامعة الملك عبد العزيز، ووقعها قبل أيام وكيل الجامعة للدراسات والبحث العلمي، الأستاذ الدكتور عدنان بن حمزة زاهد، والبروفيسور هاشي موتو، ووكيل جامعة توكاي.

من جهته، أوضح الدكتور وائل بن إسماعيل هرساني، المشرف على المشروع الأستاذ المساعد بقسم هندسة الطيران بكلية الهندسة بالجامعة، أن هذه الاتفاقية التي تمتد لثلاث سنوات تهدف إلى تصميم وصناعة طائرة من دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية للاستخدام المدني، وبناء معمل للطاقة الشمسية وتبادل الخبرات التي تشمل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعتين.

وحضر توقيع الاتفاقية الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد الأيوبي، وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، والأستاذ الدكتور أحمد بن حامد نقادي، وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي، والأستاذ الدكتور زهير بن عبد الله دمنهوري، ووكيل الجامعة للتطوير، والأستاذ الدكتور عبد الملك الجنيدي، عميد كلية الهندسة، والدكتور خالد الجهني، ورئيس قسم هندسة الطيران بكلية الهندسة.

من جهة ثانية، حضر أمس الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب، مدير الجامعة، احتفال الجامعة بحصول كلية الآداب والعلوم الإنسانية على الاعتماد الأكاديمي الدولي من الأكاديمية الدولية للتعليم الحر بمركز الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة، وذلك بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات.

وبهذه المناسبة أوضح مدير الجامعة أنّ الاحتفاء بكلية الآداب وهي تتوشح بوشاح الاعتماد الأكاديمي العالمي ليس غاية في حد ذاته، بل ينبغي أن نمتطي هذا الإنجاز وسيلة ناجعة إلى إنجازات أخرى مقبلة. وأضاف: «الأفكار المتميزة والآراء الثاقبة التي حققت هذا الاعتماد يجب أن لا يخبو أوارها، وألا يخمد اتقادها»، مؤكدا على ضرورة تواصل العطاء، واستمرار البذل، لكسر قاعدة «صعوبة الثبات على القمة». وحث مدير الجامعة على أن تسلك الكلية شعب التميز والتطوير والتفوق، مؤكدا على أهمية اقتناص سوانح الشوارد من البرامج العلمية، والطرق التربوية، والمناهج البحثية، والمستجدات التقنية.