جدة: زيادة مواقع تسجيل أضرار «الأمطار» إلى 5 وربطها إلكترونيا بغرف الطوارئ

تأكيدات على استمرار الاستعدادات لموسم الأمطار

أهالي مدينة جدة يعيشون لحظات تفاؤل مصحوبة بالحذر من احتمالية هطول أي أمطار («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن استحداث 3 مواقع جديدة لتسجيل حصر الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول، في ظل وجود موقعين سابقين من كارثة جدة، بنسختيها، ليصبح إجمالي عددها نحو 5 مواقع، وذلك ضمن استعدادات جهازه لأي أمطار قد تشهدها المنطقة.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ترتبط تلك المواقع من خلال شبكة حاسب آلي إلكترونية واحدة بإدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، التي تهدف إلى تفادي تكرار أسماء المتضررين ووصول الإعانات إلى مستحقيها الحقيقيين»، مشيرا إلى أنه تم تعديل وتحسين مستوى استمارة حصر الأضرار المعمول بها في السنتين الماضيتين.

وما زال أهالي محافظة جدة يعيشون لحظات التفاؤل المصحوبة بالحرص بعد أن مر موسم الأمطار حتى الآن بهدوء، في حين تواصل الجهات المعنية استعداداتها التي كانت قد بدأت بها لأول مرة مبكرا، خاصة أنها لم تتلق أي تأكيدات بشأن انتهاء موسم الأمطار بشكل فعلي.

وكان حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، قد أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، استمرار فرصة تكون السحب وهطول الأمطار على منطقة مكة المكرمة، حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال آنذاك في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت المنطقة العام الماضي أمطارا في شهر يناير أيضا، غير أن الفترة المسماة بـ(المطيرة) عادة ما تبدأ بدخول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) لتستمر حتى نهاية يناير من كل عام»، لافتا إلى أن مرحلة هطول الأمطار تتأخر في كل عام عن الذي قبله.

وهنا، أوضح العميد عبد الله الجداوي أن كل مراكز الإسناد والخطط وبرامج حصر الأضرار والإسكان والإغاثة موجودة على الطبيعة، ولن يتم التوقف عن تنفيذها إلا في حال ورود معلومات من الجهات الرسمية تؤكد انتهاء موسم الأمطار.

وأضاف: «هناك جداول يومية لجولات ميدانية يقوم بها الأفراد والضباط الذين تمت الاستعانة بهم من خارج محافظة جدة، وذلك من أجل مسح كل المناطق والتعرف عليها وتحريك آليات الدفاع المدني وتجريبها بشكل يومي في ظل التغيرات التي تطرأ على شوارع جدة نتيجة المشاريع القائمة حاليا من تغيير مسارات وغيرها».

وبحسب تصريحات سابقة لمدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، خص بها «الشرق الأوسط»، فإنه تمت الاستعانة بنحو 1200 كادر بشري ما بين ضباط وأفراد من مختلف المناطق الأخرى، لينضموا إلى 1300 آخرين من الكوادر الأساسية في مدينة جدة، لافتا إلى أن هؤلاء يقومون بجولات على مدار الفترتين الصباحية والمسائية لتحديد مهامهم منذ وقت مبكر.

كما قام الدفاع المدني بتقسيم المنطقة إلى 16 مربعا، يحوي كل واحد منها مركز إسناد مجهزا، حيث باشرت أعمالها منذ بداية شهر ديسمبر للعام الماضي، إلى جانب اعتماد خطط الأمطار من قبل الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة.

وذكر حينها العميد عبد الله الجداوي، أن تقسيم المنطقة إلى مربعات جاء نتيجة دروس وصفها بـ«المستفادة» من الكارثتين السابقتين، والمتعلقة بصعوبة وصول فرق الدفاع المدني إلى بعض المناطق أثناء الأمطار.

واستطرد في القول: «توجد مراكز الإسناد الآن في كل مربع من المربعات التي من ضمنها مخطط الفهد الواقع خلف هيئة المساحة الجيولوجية، وأبرق الرغامة، والحرازات، والمنتزهات، والإسكان الجنوبي، إلى جانب منطقة كيلو 14»، معتبرا تلك المواقع تعد حرجة يصعب الوصول إليها أثناء الأمطار.

وأشار آنذاك إلى أنه تم تحديد نحو 25 تقاطعا ومحورا رئيسيا في جدة، وذلك بالتعاون مع كل من إدارة المرور وأمانة محافظة جدة، خصوصا أن تلك التقاطعات كانت تشهد إشكاليات كبيرة خلال الأمطار العامين الماضيين والمتمثلة في تعطل المركبات بها إثر دخول المياه إليها، ومن ثم توقف الحركة المرورية بالكامل فيها.

وزاد: «تنص الخطة على وجود كل من فرق الدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية في هذه التقاطعات وقت هطول الأمطار، تحسبا لأي طارئ يستدعي التدخل من سحب سيارات أو إنقاذ أو غيره».

وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة جاهزية خطط الأمطار بالكامل، في ظل توزيعها على كل الجهات المعنية بالتنفيذ، إلى جانب آليات الدفاع المدني والإنقاذ والإسعاف ومولدات سحب المياه وقوارب الإنقاذ وصافرات الإنذار، فضلا عن تخصيص 380 آلية مختلفة المهام والأغراض.

الجدير بالذكر، أن مدينة جدة كانت قد دخلت خلال شهر يناير الماضي في تحد جديد بالإعلان عن طرح 10 مشاريع ضمن الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار والسيول فيها على شركات منافسة، عقب اكتمال مشاريع الحلول العاجلة نهاية العام الماضي.

وتأتي تلك المشاريع بعد إنجاز مشاريع سابقة «عاجلة»، تحسبا لأمطار الموسم الحالي، وخوفا من تكرار النسخة الثالثة من الكارثة، حيث تمكنت الجهات المنفذة من إنهاء هذه المشاريع في وقت اعتبرته «قياسيا» و«غير مسبوق»، تمثل في نحو 6 أشهر، تضمنت الفترة الزمنية لهدم أحياء وإزالتها وإقامة مجار للسيول، فضلا عن مشاريع متفرقة في عدد من أحياء جدة تركزت معظمها في الجهات الشرقية التي تعيش الخطر الأكبر جراء السيول.

وفي ذلك الوقت، أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، يوم الجمعة الماضي، بدء طرح منافسة مشاريع الحلول الدائمة على 13 شركة محلية وعالمية تأهلت للمنافسة على تنفيذها.

وأفاد حينها بأن تلك الحلول الـ10 الدائمة تتمثل في إنشاء 6 سدود، ورفع الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري تصريف السيول، وإنشاء قناة جديدة للتصريف، مؤكدا أن طرح هذه المشاريع يأتي بعد أن تم إنجاز العاجلة منها في الوقت المحدد لها.

وفي ما يتعلق بالاستعدادات لموسم الأمطار الحالي، أجاب الأمير خالد الفيصل قائلا: «تشمل تلك الاستعدادات انتهاء أمانة جدة من إنشاء 5 سدود؛ اثنان منها في وادي مثوب، بينما تقع البقية بوادي قوس، فضلا عن تجهيزها بصافرات إنذار، وتجهيز 16 مركزا للإسناد والطوارئ مدعومة من مديرية الدفاع المدني بالوحدات البشرية والمعدات التي تغطي كل الأحياء، إضافة إلى تأسيس وتجهيز مركز مؤقت لإدارة الأزمات والكوارث بمقر إمارة منطقة مكة المكرمة في جدة».

وبالعودة إلى العميد عبد الله الجداوي، الذي علّق قائلا: «إن المشاريع القائمة حاليا والمتعلقة بمواجهة الأمطار والسيول لم يتم تنفيذها من قبل الجهات العليا إلا بعد دراستها بشكل صحيح، الأمر الذي يؤكد أنها ستكون مجدية فعلا في حال هطول أي أمطار».

يشار إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت أن يستمر نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار ليحد من مدى الرؤية الأفقية اليوم الثلاثاء على مناطق شرق المملكة والرياض وحتى منطقة نجران والأجزاء الداخلية من جنوب غربي السعودية تشمل المرتفعات منها حتى منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.