أفصح اللواء عبد الرحمن عبد الله الزامل، قائد وحدة أمن وحماية معسكر الجنادرية لـ«الشرق الأوسط» بأن أعداد الزوار فاقت توقعاتهم، حيث بلغت أعدادهم قبل يومين من ختام المهرجان الوطني للتراث والثقافة «جنادرية 27» 7 ملايين زائر، مؤكدا أن كثافة أعداد الجمهور والزائرين للمهرجان لم تتأثر بأحداث البوابة الجنوبية للجنادرية، وهي تلك الأحداث التي كانت على خلفية تجمهر عدد من الشباب ممن يعتبرون أنفسهم محتسبين دينيين يعتقدون بوجود مخالفات شرعية ونظامية لما يقدم بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة من اختلاط بين الرجال والنساء ورقص.
وأوضح الزامل، أن ما تداولته عدد من المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت لتلك الحادثة تم تناوله بشكل مبالغ فيه، مؤكدا أن الحادثة لم تخرج عن نطاق السيطرة الأمنية وتم التعامل معها بشكل سريع ووفق ما تقتضيه الأنظمة المرعية في مثل تلك المواقف.
وشدد الزامل على كون أعداد الزوار لموقع مهرجان الجنادرية لم تتأثر بالدعوات التي أطلقها عدد من رجال الدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي منادين بمقاطعة المهرجان وعدم توجه العوائل لزيارته، ولافتا إلى أن المهرجان في دورته الحالية سجل أعدادا فاقت كافة الأرقام المسجلة لعدد الزوار في الأعوام السابقة.
وبين قائد وحدة أمن وحماية معسكر الجنادرية أن مهرجان الجنادرية سجل العام الماضي 7 ملايين زائر في حين سجل عدد الزوار في الدورة الحالية للمهرجان ما يزيد على 7 ملايين قبل يومين من ختام المهرجان، ولافتا أنه يتوقع أن تفوق أعداد الزوار الرقم المسجل حاليا، عطفا على كون المهرجان بقي له يومان تصادف أيام إجازة نهاية الأسبوع مما يعني توافد أعداد غفيرة من الزوار بحسب توقعات المنظمين للمهرجان.
وفي ذات السياق، أكد اللواء الزامل أنه لم يتم إيقاف إلى عرض من عروض جناح دولة كوريا الجنوبية، والتي تحل هذا العام ضيف شرف على المهرجان الوطني للتراث والثقافة «جنادرية 27»، مؤكدا أنه تم توقيع محاضر واتفاقيات حول كافة المعروضات والمقتنيات التي تقدم بجناح دولة كوريا قبل بداية المهرجان، ولافتا إلى أن كافة العروض والمقتنيات تم عرضها على وزارة الثقافة والإعلام وأخذت تصريحا بإجازة عرضها وتقديمها بالمهرجان.
وأوضح أنه لم يتم تغيير أي من العروض الكورية طيلة أيام المهرجان، ولم يتم إيقاف أي من العروض والبرامج أو المناشط المقدمة بمختلف الأجنحة الموجودة بأرض المهرجان بالجنادرية، موضحا أنهم يعملون مع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جنبا إلى جنب، وأن هذا التعاون يمتد لسنوات طويلة منذ انطلاقة المهرجان في دورته الأولى قبل 27 عاما.
وحول الأحداث الأمنية المسجلة بمهرجان الجنادرية في دورته الحالية يؤكد قائد وحدة أمن وحماية معسكر الجنادرية أنها حوادث طبيعية ومشابهة لأي أحداث تقع في مواقع التجمعات البشرية كالأسواق الكبيرة والعامة بالبلاد، مشيرا إلى تطبيقهم لطرق أمنية لمعالجة تلك المشاكل بتخصيص أيام للرجال والشباب وأيام أخرى للعوائل، حيث خصص 4 أيام متتالية هذا العام للشباب، بينما بقية الأيام للعوائل.
وشدد الزامل على حرصهم على تطبيق النظام داخل المهرجان، وبما يكفل سلامة الجميع وتحقيق الأمن والطمأنينة للزوار، مشيرا لاستفادتهم من تجاربهم في إدارة وتنظيم المهرجان طيلة السنوات الـ27 الماضية من عمر المهرجان.
وزاد «ونحن استفدنا من تجاربنا طوال السنوات الماضية في تنظيم المهرجان وفرض النظام والسيطرة على كافة الأحداث التي نتوقع حدوثها خلال أيام المهرجان، كما أننا نضع خططا مسبقة للمهرجان تشمل أعداد القوات الأمنية والفرق الميدانية، بالإضافة للفرق المساندة لكافة المهام الطارئة، وفي هذا العام لم نقم باستدعاء أي قوات إضافية لكون الأعداد التي تم التخطيط لوجودها بالمهرجان كافية لفرض النظام وتحقيق الأمن والسلامة للزوار».
وكشف اللواء عبد الرحمن عبد الله الزامل قائد وحدة أمن وحماية معسكر الجنادرية عن تطبيقهم لتجربة جديدة هذا العام بمهرجان الجنادرية بهدف الحد من ظاهرة ضياع الأطفال وابتعادهم عن عوائلهم، مبينا أنهم قاموا بوضع أساور على معاصم أيدي الأطفال يتم تدوين أسم الطفل بالكامل بالإضافة لرقم هاتف جوال ولي أمر الطفل، ليتمكن رجال الأمن والسلامة بالموقع من التعرف على الطفل والاتصال على ولي أمره لتحديد موقع لتسلمه وإعادته لذويه.
وبين الزامل أن تلك الطريقة ساعدت في القضاء على ظاهرة فقد الأطفال وضياعهم، مشيرا إلى أن عدد الحالات المسجلة لتلك الظاهرة كبيرة جدا، إلا أنه يؤكد على التغلب عليه خلال 10 دقائق بفضل اعتمادهم على تطبيق تجربة أساور المعصم للأطفال.
من جانب آخر، أوضح اللواء الزامل أن مهرجان الجنادرية اعتمد على نظام توزيع الخرائط والتعليمات على الزوار أثناء دخولهم عبر البوابات الرئيسية للمهرجان، والتي يرى فيها أنها ساهمت في تقيد الزوار وانضباطهم بمختلف التعليمات الداعية للمحافظة على العادات والتقاليد بالإضافة للمحافظة على المقتنيات التراثية والتاريخية.
وأشار إلى أنه تم توفيرها للاطلاع عليها، مؤكدا على كون تلك المقتنيات والتجهيزات هي ملك للجميع وليست ملكا للحرس الوطني أو الجهات التي تقدمها بالمهرجان، فهي إرث وطني يجب المحافظة عليه.
وحول ما تردد من كون المهرجان الوطني للتراث والثقافة يشهد الدورة الأخيرة له هذا العام، أكد الزامل لـ«الشرق الأوسط» أنه لا توجد أي نية لإيقاف المهرجان في دوراتها القادمة، عطفا على ما يمثله المهرجان من مظاهرة ثقافية وتراثية، ولعمر المهرجان والذي بلغ عامه الـ27 عاما، مضيفا «ونحن نلمس حرص المواطنين على الحضور والتفاعل مع المهرجان من مختلف مناطق المملكة».