إن فكرة وجود مهنة بأجر، لقضاء إجازة مع مجموعات سياحية مختلفة، على اختلاف لغاتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، هي فكرة جاذبة لها بريق خاص، وهي ما تمتاز به مهنة المرشد السياحي الذي يقوم بدور السفير الثقافي لبلاده أمام الزوار الخارجيين والسكان المحليين.
وقد أعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار في فترة سابقة برنامج ترخيص المرشدين السياحيين في السعودية، والذي يأتي من منطلق سياستها في تفعيل دور المرشد السياحي، وجعله أكثر احترافية وإعطائه الفرصة لإظهار الوجه الحقيقي والمشرق للمملكة المتمثل في عراقة حضارتها وأرضها، وأخلاق مجتمعها.
وأبلغ «الشرق الأوسط» سطام البلوي وهو رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي في السعودية، أن اللجنة بصدد عمل دراسة خاصة بتنظيم عمل المرشدين السياحيين في السعودية تتمثل بإنشاء شركة مساهمة خاصة بالمرشدين السياحيين في السعودية شريطة أن يكون جميع أعضائها من المرشدين السياحيين المرخصين والتي من شأنها عمل نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي وإثبات أن المرشد السياحي المحلي شريك أساسي وقادر على النهوض بقطاع السياحة في السعودية.
وأفصح سطام البلوي عن توجه اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي في التحول إلى جمعية مستقلة ذات شخصية اعتبارية مدعومة من الدولة، مفيدا أنهم بانتظار صدور قرار مجلس الوزراء لتحويل اللجنة إلى جمعية خلال الفترة القادمة، معتبرا أن ما تقوم به اللجنة حاليا عمل تطوعي أكثر مما هو رسمي.
ووصف البلوي بعض المرشدين السياحيين الذين يتواجدون في الأماكن المقدسة كغار حراء ومسجد قباء والمشاعر المقدسة وغيرها من الأماكن بـ«الدخلاء» الذين يبحثون عن المال فقط ويعملون من دون ترخيص، بعيدين كل البعد عن المهنية المطلوبة والتي هي من أساس المرشد السياحي من حيث تقديم المعلومة الصحيحة والموثقة.
وأضاف أن الجهات المعنية تداركت هذا الأمر وقامت بتنظيم ورشة عمل قبل شهرين كان الهدف منها تنظيم عمل الإرشاد السياحي وكل ما يتعلق بالرحلات السياحية إلى الأماكن المقدسة لتقديمها بشكل صحيح وبمعلومات موثقة بطريقة سهلة وميسرة.
واستغرب البلوي عدم البت في استخراج تراخيص لـ«المرشدات السياحيات» خصوصا اللاتي يقبعن في قسم الإرشاد السياحي بجامعة الملك عبد العزيز، متسائلا عن مصير تلك الفتيات بعد التخرج، مشيرا إلى وجود تحرك من هيئة السياحة السعودية على العمل في استخراج تراخيص للمرشدات السياحيات قريبا.
وعاتب رئيس اللجنة الاستشارية منظمي الرحلات كمستثمرين مقصرين تجاه ما يقومون به من عمل تنظيمي في هذا القطاع، خصوصا أنهم هم المحرك الرئيسي للمرشد السياحي، لأنهم متى ما تواجد المشغل سيتواجد المرشد وبطريقة احترافية منظمة، متفائلا في الوقت نفسه أن المرشدين السياحيين قادرون على إثبات قدرتهم باحتواء هذا الجانب من الناحية التنظيمية في العملية السياحية.
وحول دور المرشد السياحي لتنظيم رحلات إلى مواقع متميزة، اقترح البلوي أن تكون هناك جوائز ومحفزات ودعم فني ومادي وإداري لنمو مهنة الإرشاد السياحي، وتقديم المشورة الفنية للمرشدين السياحيين والجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بممارسة هذا النشاط، إلى جانب المشاركة في إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بممارسة مهنة الإرشاد السياحي ووضع السياسات والخطط في ترغيب الشباب السعودي للانضمام إلى هذا النشاط من خلال التحفيز والتدريب، والعمل على رفع جودة الخدمات المقدمة من المرشدين السياحيين، وبحث المشكلات التي تعترض تحقيق مصلحة المرشدين السياحيين، واقتراح الحلول المناسبة لها ومناقشتها مع الجهات المعنية.
ويشمل برنامج الترخيص 3 فئات من المرشدين السياحيين، وهي مرشد عام على المستوى الوطني، ومرشد منطقة لكل منطقة من مناطق المملكة، ومرشد موقع لمواقع الجذب السياحي التي تتميز بها البلاد، وهو توجه مهني للهيئة يأخذ الطابع الحرفي المتقن المبني على أسس علمية تساعد على تقنية الممارسة الإرشادية للأكفاء والمؤهلين من أبناء الوطن ليعملوا في مجال الإرشاد السياحي وليقدموا صورة مشرفة لبلدهم وعامل جذب سياحي واقتصادي.
ويلعب المرشد السياحي دورا مميزا في تشكيل الانطباع العام لدى السائح عن الرحلة والبلد الذي يزوره، حيث إن له دورا بارزا في تنشيط ونمو السياحة في المملكة خاصة مع تزايد عدد السياح، وسيمثل المرشد الصورة التي تعكس رقي الحضارات التي شهدتها مجتمعاتها وأصالتها على مر التاريخ وكرم الضيافة والحفاوة التي تتمتع به، كما أن هذا النشاط سيخلق فرص عمل جيدة للشباب السعودي، حيث إنه قد تم قصر الترخيص لهذا النشاط على السعوديين فقط، وبالتالي هناك حاجة إلى إيجاد عدد من المرشدين المؤهلين للمساهمة مع منظمي الرحلات السياحية في تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج السياحية داخل المملكة.