أمير منطقة مكة المكرمة: لا يجوز بقاء المخالفين دون إقامة شرعية

استحضر التاريخ ووضع يده على مواطن «الألم» في عشوائياتها

الأمير خالد الفيصل خلال جولته الميدانية على عشوائيات العاصمة المقدسة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

وضع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أمس، يده على مواطن الألم في عشوائيات العاصمة المقدسة، بعد أن وقف في أحياء لا تفصلها سوى دقائق عن المسجد الحرام، وتقطنها جاليات مخالفة ومستوطنة منذ أمد، مطالبا بوضع جدول زمني يتسق مع الحلول الإنسانية لقاطنيها.

«عشوائيات مكة» التي تتربع على أغلى الأمتار عالميا، تستعد لأن تلفظ كومات السنين، وفق منهجية أعلن عنها الأمير خالد الفيصل، وتهدف إلى تنمية مكة وشعابها، لتعبر إلى العالم الأول.

وسعى أمير منطقة مكة المكرمة، الذي ما انفك ماخرا عباب العشوائيات، نحو سبر اكتظاظات عشوائية كانت سمتها الوحيدة أنها أضحت حجر عثرة نحو التقدم، ومعوقا وأد كثيرا من العصرنة التي رامت إليها مخيلة أميرها، وهو ينظر من علٍ نحو مكة الحضارة ومكة التاريخ.

وقال الأمير خالد الفيصل «مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في مكة لا يتعلق فقط بالمباني والإعمار فقط، بل هو مشروع إنساني، خصوصا أنه ينفذ في أطهر البقاع في الدنيا وقبلة المسلمين الذين يتوافدون إليها، حيث يجب أن تمثل لهم مكة نموذجا حضاريا في المكان والإنسان»، وأضاف «نحن نتعامل هنا مع ضيوف الرحمن».

وطالب الأمير خالد الفيصل بضرورة العمل الدؤوب والسريع على تغيير أحوال سكان الأحياء العشوائية للأفضل في جميع المجالات الإنسانية، والأمنية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، مشيرا إلى أن هذه الأحياء تحولت إلى مناطق متخلفة في جميع النواحي ويعيش سكانها أوضاعا غير صحية وغير أمنية وغير اجتماعية وغير إنسانية، مؤكدا أن مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية يشمل تصحيح أوضاع المقيمين بها ممن رضيت الدولة بإقامتهم، وشدد على أنه «لا يجوز بقاؤهم بدون إقامة شرعية».

وحدد أمير منطقة مكة المكرمة جدولا زمنيا لمشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية، وقال «أهم شيء الآن هو الانتهاء من أعمال المسح الميداني والسكن البديل نظرا لأنها أمور مرتبطة ببعضها البعض، ثم تليها مرحلة التثمين ونزع الملكية، فالهدم والإعمار»، مستطردا «حصل المشروع على دعم من الدولة بتحملها مشاريع البنية التحتية والمساهمة في التمويل عبر الصناديق الاستثمارية والحكومية، ويجب علينا انتهاز هذه المميزات».

وبين أن «مشكلة الأحياء العشوائية ليست خاصة بهذه البلاد، فهي عالمية وفي كثير من المدن الراقية والكبرى والأكثر تحضرا»، مؤكدا أن المشروع السعودي أكثر جرأة لكونه يعمل على إيجاد حل جذري لمشكلة الإنسان وكرامته في الأحياء العشوائية، بينما تهتم المشاريع الأخرى بتحسين المكان.

إلى ذلك، ناقشت اللجنة التنفيذية مسودة المهام المطلوبة من الجهات الحكومية ذات العلاقة بمشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية والتي تندرج ضمن إطار اللائحة التنفيذية، ومن بينها وزارات الداخلية والخارجية والعمل والعدل والمالية والإسكان والنقل والأمانات والبلديات.

كما اطلعت اللجنة على نتائج اجتماع اللجنة الفنية المنبثقة عنها وتم فيها عرض دراسة قدمتها غرفة تجارة وصناعة جدة وتناولت دور القطاع العام والخاص في مشروع معالجة وتطوير العشوائيات والسكن البديل.

ووقف أمير منطقة مكة المكرمة ميدانيا على أوضاع أحياء الزهور والخالدية والنكاسة والشراشف والكدوة، وهي أحياء تندرج ضمن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2008م، وتم تشكيل لجنة عليا برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.