المهندس يزيد آل عايض: غياب المقاولين المنظمين وجغرافية عسير «الصعبة» أسهما في تأخر تنفيذ مشاريع المياه

كشف لـ «الشرق الأوسط» عن تخصيص أكثر من ملياري ريال لتنفيذ ما يزيد على 50 مشروعا جديدا

المهندس يزيد آل عايض مدير مديرية المياه في عسير
TT

أرجع المهندس يزيد آل عايض مدير مديرية المياه في عسير تأخر بعض مشاريع المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير إلى عدم وجود المقاولين المنظمين والذين قد يمتلك بعضهم الإمكانات المادية لتنفيذ العمل غير أنهم لا يملكون الإدارة الفاعلة.

وقال في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «جغرافية عسير الصعبة باعتبارها منطقة جبلية تعد إحدى الإشكاليات التي تواجه تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، حيث إن الصخور تحتاج إلى فترات طويلة لتفتيتها هذا إلى جانب تمسك البعض بأملاكه في حال كانت أملاكا حقيقية».

وكشف عن تخصيص أكثر من ملياري ريال والذي حظيت به المديرية من ميزانية الدولة خلال العام المالي الحالي، لتنفيذ ما يزيد على 50 مشروعا جديدا للمياه والصرف الصحي، مع مراعاة الأولوية المتضمنة استكمال البنية الأساسية في مجال المياه الصرف الصحي والمشاريع الخاصة بجلب المياه من متكون الوجيد لمحافظتي تثليث وبيشة، عدا عن مشاريع الخزن الاستراتيجي للمياه في أبها وخميس مشيط والرونة والتي تخزن في مجملها قرابة الـ1.3 مليون متر مكعب من المياه كتخزين احتياطي ليس له علاقة بشبكات المياه إلى جانب استكمال البنية الأساسية للصرف الصحي من خلال توسيع نطاق شبكات الصرف الصحي في المنطقة. وفيما يلي نص الحوار...

* أعلنتم أن ميزانية المديرية هذا العام فاقت ملياري ريال.. فلمَ خصصت؟

- حظيت مديرية المياه بعسير في ميزانية الخير والنماء لهذا العام بنصيب وافر تجاوز المليارين والتي تم تخصيصها لتنفيذ أكثر من 50 مشروعا جديدا للمياه والصرف الصحي ونستطيع التأكيد أن الميزانية مخصصة للمشاريع فقط والأولوية فيها، حيث تتضمن استكمال البنية الأساسية في مجال المياه الصرف الصحي وكذلك استكمال المشاريع الخاصة بجلب المياه من متكون الوجيد لمحافظتي تثليث وبيشة كونها تخدم جزءا كبيرا من شرق المنطقة بالإضافة إلى مشاريع الخزن الاستراتيجي للمياه في أبها وخميس مشيط والرونة والتي تخزن في مجملها قرابة الـ1.3 مليون متر مكعب من المياه كتخزين احتياطي ليس له علاقة بشبكات المياه إلى جانب استكمال البنية الأساسية للصرف الصحي من خلال توسيع نطاق شبكات الصرف الصحي في المنطقة.

* إلى أي مدى ترى شمولية خدمة الصرف الصحي في منطقة عسير؟

- المديرية قطعت شوطا مميزا فيما يتعلق بالصرف الصحي ويوجد حاليا بالمنطقة أكثر من 17 محطة تنقية للصرف الصحي منها ما يعمل ومنها ما تم تشغيله مؤخرا ومنها ما هو تحت التنفيذ ويمكن القول إن المدن الرئيسية مشمولة بشبكة الصرف الصحي وبنسب ممتازة وكذلك العديد من المحافظات والمراكز وتفيد مؤشرات الأداء أن مدينة أبها مغطاة بخدمة الصرف بنسبة 96 في المائة ومثلها في محايل، وفي خميس مشيط 91 في المائة وفي أحد رفيدة 44 في المائة وبيشة 30 في المائة، ولا يزال العمل جاريا لاستكمال أعمال الصرف الصحي بالمنطقة.

وقد بلغت أطوال شبكات الصرف الصحي تحت التنفيذ حاليا قرابة 1811 كيلومترا، في حين وصل عدد التوصيلات المنزلية الجاري تنفيذها إلى 47ألف ومثلها تم تنفيذها ليصبح إجمالي التوصيلات المنفذة وتحت التنفيذ ما يقارب 92 ألف توصيلة منزلية.

* ولكن بعض أحياء محافظة خميس مشيط وبالتحديد حي الإسكان ما زال يعاني من شبكات الصرف الصحي ما السبب؟

- حي الإسكان وجزء من حي عتود وتارة محافظة خميس مشيط لها ظروف خاصة متجسدة في طريقة صرف الحي بسبب الأملاك الخاصة بالأهالي بالإضافة إلى التنسيق اللازم مع وزارة النقل من حيث إيجاد موقع محطة ضخ والمشكلة قد انتهت ويظل حي الإسكان حالة خاصة فجميع الأحياء في محافظة خميس مشيط مخدومة بالصرف الصحي ومنها ما سيخدم في القريب.

* ما سبب تأخر مشروع الصرف الصحي بمحافظة سراة عبيدة؟

- مشروع الصرف بمحافظة سراة عبيدة اكتنفه العديد من الظروف والتي تتعلق بالملكيات وعدم رغبة بعض المواطنين في أن تكون محطات الضخ قريبة من أملاكهم ومناطقهم ونحن نعتقد أن مثل هذه المشاريع وجدت من أجل المواطن فبالتالي لا بد من أن نحقق رغبات الأهالي بقدر الإمكان وقد تم تجاوز هذه المشكلة ولله الحمد ونفذت جميع مكونات المشروع.

* ما المشاريع الجاري تنفيذها في عسير حاليا؟

- المشاريع الجاري تنفيذها حاليا من جهة أطوال شبكات المياه نجد بأن 875 كلم تحت التنفيذ وهي تشتمل على 27.5 ألف توصيلة منزلية داخل أبها الحضرية بالإضافة إلى ما هو قائم من توصيلات ليصبح العدد 41 ألف توصيلة منزلية، فالميزانية المدرجة للعام الماضي تم التوقيع من خلالها على أكثر من 80 عقدا سواء من الأعمال التنفيذية أو تشغيل وصيانة والتي تجاوزت قيمتها بالمجمل 1.38 مليار ريال.

* ألا ترون أن المديرية ركزت في تنفيذ مشاريعها على أبها الحضرية دون باقي المحافظات والمراكز؟

- لم نركز على أبها الحضرية، والمديرية تسعى إلى شمولية مشاريعها لكافة محافظات ومراكز المنطقة في مجال المياه والصرف الصحي وأعتقد أننا قطعنا شوطا كبيرا في ذلك فأعمال المديرية تغطي محافظات المنطقة بنسبة 100 في المائة.

* هل لديكم استراتيجية تطويرية يتم من خلالها التعامل مع المشاريع الجديدة؟

- نحن نعمل وفق الاستراتيجية العامة للمياه والتي أعدت من قبل وزارة المياه ومختصين بالمديرية والمؤسسة العامة للتحلية حيث وضعوا استراتيجية للمياه تغطي احتياجات المنطقة إلى عام 1460هـ يحدد من خلالها الاحتياج وعلى ذلك فإن الصورة على الأقل وإلى ذلك العام أصبحت واضحة من حيث كم سنحتاج من المياه والتي تحدد بناء على معدلات نمو السكان وكيفية التوفير ويتبقى وضع خطة موازية لهذه الاستراتيجية تعتمد على التنفيذ حيث إن كل عدد من السنوات سيكون لدينا كميات مياه إضافية لذا لا بد أن يقابلها استعدادات تتمثل في تنفيذ خزانات وشبكات وتوصيلات منزلية وعلى ضوء ذلك فالمديرية عملت على ما يسمى بالمخطط العام للمياه والصرف الصحي والذي هو عبارة عن ترجمة للخطة الاستراتيجية بما يتوافق مع المخطط الإقليمي المناسب للمنطقة ومخرجات المرصد الحضري لتتم مع بعضها بشكل متناغم.

* ما الخطط المستقبلية لمواجهة أزمات المياه في عسير؟

- هناك خطط لمواجهة أزمات المياه المتوقع اختفاؤها من الصيف القادم والتي تكون نتيجة عدم توفر المياه بشكل كافٍ وهي تعتبر خطة قصيرة المدى ونعتمد على كميات المياه الإضافية تصل بكامل طاقتها للمنطقة منتصف عام 2012م بنحو 132 ألف متر مكعب من المياه المحلاة بالإضافة إلى كمية المياه من المرحلة الأولى وهذا يعني أنه وبمنتصف العام الحالي سيكون لدينا 224 ألف متر مكعب من المياه متوفرة لاستخدامات أبها الحضرية والشريط الجبلي من ظهران الجنوب جنوبا وحتى بلقرن شمالا، كما تم رفع الطاقة التخزينية للمياه في أبها ومحافظة خميس مشيط وأحد رفيدة إلى نحو 211 ألف متر مكعب مقابل نحو 70 ألف متر مكعب في السابق ولتفادي أزمات المياه التي تكررت سابقا خاصة في موسم الصيف والتي نتجت لعدم توفر كميات كافية من المياه أو الأعطال أو إشكالات تشغيلية تم عمل خطة لإنشاء خزانات استراتيجية في مدينة أبها وخميس مشيط والرونة، ففي المرحلة الأولى وفي مدينة أبها نحن تحت إجراءات لترسية المرحلة الأولى من الخزانات الاستراتيجية والتي تبلغ طاقتها ما يقارب 200 ألف متر مكعب والتي ستكون بجوار محطة توزيع المياه لضمان استمرارية تشغيل محطة توزيع المياه في حالة حدوث أي نقص في كميات المياه أو الاحتياج إلى كميات إضافية لتتم تغذيتها عن طريق الخزانات الاستراتيجية كما ستكون هناك مرحلة ثانية في مدينة أبها طاقتها الاستيعابية تقارب 300 ألف متر مكعب أما بالنسبة لمحافظة الخميس فسيصبح إجمالي الطاقة التخزينية الاستراتيجية والتي هي ليست جزءا من الشبكة 400 ألف متر مكعب وهي عبارة عن خزانات تخزن بها المياه للاحتياط ومثلها للخزن الاستراتيجي للرونة.

* عدم تنفيذ شبكات المياه طوال الفترة المنصرمة.. هل يعود إلى نقص في الإمكانات المادية؟ وكيف؟

- خلال السنوات الماضية لم يكن النقص في الإمكانات المادية بل في كميات المياه مما تسبب في منع التوسع في تنفيذ شبكات مياه لانعدام مصدر مياه إضافي الأمر الذي لا يبرر التوسع في شبكات المياه ولكن وبعد توفر مصدر المياه نتيجة تشغيل المرحلة الثانية للشقيق وتوسيع محطة تنقية المياه في مربه وتخصيص نحو 125 ألف متر مكعب من المياه من سد بيش لمنطقة عسير أصبح من المنطقي التوسع في شبكات المياه.

* ماذا لم يتم الاستفادة من كامل كمية المرحلة الثانية لمحطة الشقيق؟

- لعدم جاهزية الخط الناقل لم نستطع الاستفادة من كامل كمية المرحلة الثانية من محطة الشقيق والتي ستكون متوفرة بإذن الله في منتصف العام الحالي والمقدرة بـ132 ألف متر مكعب وسيواكب هذه الخطوة تشغيل الشبكات الجاري تنفيذها الآن والتي نفذت لتهيئتها لاستقبال هذه الكميات الإضافية من المياه.

* ولكن هناك بعض المشاريع المتأخرة.. ما سبب التأخر؟

- ليس لدينا مشاريع متأخرة وإن وجد فذلك يعود إلى عدم وجود المقاولين المنظمين حيث إن بعضهم قد يمتلكون الإمكانات المادية لتنفيذ العمل إلا أنهم لا يملكون الإدارة الفاعلة مما يؤدي إلى التأخير في تنفيذ بعض المشاريع بالإضافة إلى أن منطقة عسير تعتبر منطقة جبلية وجغرافيتها صعبة وهذه واحدة من الإشكاليات التي تواجه تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بالمياه والصرف الصحي حيث إن الصخور تحتاج إلى فترات طويلة لتفتيتها هذا إلى جانب تمسك البعض بأملاكه في حال كانت أملاكا حقيقية.

* كيف يمكنكم وصف العلاقة بين السياحة في عسير والمياه؟

- العلاقة بين السياحة في عسير والمياه هي علاقة وثيقة والمديرية تعمل كبقية قطاعات المنطقة لدعم السياحة ودورنا هنا هو توفير الخدمة بالشكل المناسب والمريح لنخلق مقومات تطور من السياحة في عسير ضمن آلية عمل المياه في المنطقة لذا نحن نحرص وبشدة على التفكير فيما أوجدته الوزارة من استراتيجية وإيجاد خزن استراتيجي لضمان عدم انقطاع المياه خلال فترة الصيف وللمديرية العديد من الأعمال والتنسيق المستمر مع هيئة السياحة والتي كان آخرها مساهمة المديرية في إنجاح مشروع تطوير قرية رجال المع من خلال إيصال المياه المحلاة للقرية (الموتيل وصالة الزوار) وتنفيذ شبكة ومحطة معالجة لمياه الصرف الصحي خاصة بقرية رجال المع.

* يخلط الكثير بين أعمال المديرية والمؤسسة العامة لتحلية المياه فما الفرق بين عمل الجهتين؟

- المؤسسة العامة للتحلية تختص بتحليه المياه وإيصالها لنقاط معينة في المدن وهي تختص بمصدر المياه أما مديرية المياه بالمنطقة فتختص بتوزيع المياه والاستفادة منها عن طريق مد الشبكات وتنفيذ محطات التوزيع وهناك تعاون كبير ومميز بين الجهتين ساهم في تفادي العديد من الإشكالات.

* كيف تقيمون تطبيق المديرية لبرامج الترشيد؟

- بداية أود أن أذكر الجميع بأهمية الترشيد والمحافظة على مصادر المياه فديننا الحنيف قبل كل شيء يحثنا على عدم الإسراف في المياه، و«ترشيد المياه» هي حملة وطنية أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويحرص وزير المياه والكهرباء على تنفيذها باستمرار وهي حملة مستمرة غير مرتبطة بفترة زمنية وأثبتت فاعليتها لأن أدوات الترشيد تعمل على توفير ما بين 30 إلى 40 في المائة من الاستهلاك دون المساس بتوفير الاحتياج والوزارة وفرت الإمكانات الفعلية والعملية لنجاح حملة الترشيد وتقوم بتوزيع أدوات الترشيد مجانا بالإضافة إلى توفر دش الاستحمام بأسعار رمزية والحملة نفذت على مراحل تختص بالمنازل والقطاعات الحكومية والقطاعات الاقتصادية.

وقد قطعت المديرية شوطا كبيرا في تفعيل حملة الترشيد وما زلنا مستمرين في ذلك وقسم التوعية والترشيد بالمديرية بقسميه الرجالي والنسائي يبذلون جهودا طيبة وبرامج مستمرة في الترشيد وفق اختصاص كل منهم.