10 طالبات يكافحن الفئران بأدواتهن تحت شعار «جدة من دونها أحلى»

ضمن مسابقة «نحو بيئة أفضل» تنظمها «التربية والتعليم»

TT

في الوقت الذي انتشرت فيه الفئران بين شواطئ وأحياء كثيرة في مدينة جدة، بدأت نحو 10 طالبات من المرحلة الثانوية بحملة لمكافحة الفئران تحمل عنوان «جدة من دونها أحلى»، وذلك ضمن برنامج مسابقة «نحو بيئة أفضل»، الذي أطلقته إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة.

وذكرت لـ«الشرق الأوسط»، رغد الجحدلي، إحدى الطالبات المؤسسات للحملة، أنها تسعى والمشاركات معها إلى تنفيذ تلك الحملة على أرض الواقع، في ظل نزولهن للميدان على مدى ثلاثة أشهر ليتمكنّ من صيد مجموعة كبيرة من الفئران والقضاء عليها.

وقالت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «اعتمدنا في صيد الفئران على المصيدة المخصصة لهذا الغرض، إلى جانب استخدام صمغ الفئران، حيث قمنا بالنزول إلى شواطئ مدينة جدة وبعض الأحياء في شمال وجنوب المدينة»، مؤكدة على استمرارهن في العمل قدر الإمكان.

جاء ذلك خلال حفل اختتام مسابقة «نحو بيئة أفضل»، الذي نظمته إدارة التربية والتعليم على مستوى مدارس البنات بجدة، حيث أعلنت تأهل 3 مدارس للمشاركة في تلك المسابقة على مستوى مناطق المملكة الأخرى والمزمع انطلاقها بعد انتهاء مدارس المناطق الأخرى من تصفياتها.

وفي هذا الشأن، أكدت الدكتورة سامية بن لادن المساعد للشؤون التعليمية في إدارة التربية والتعليم، على أن البيئة والقضايا المتعلقة بها باتت تستقطب اهتمام العالم بشكل عام، ولا سيما أن كثيرا من بلدان العالم أصبحت تواجه مشكلات وتناقص في مدخراتها من الموارد الطبيعية.

وأضافت: «دفع ظهور الكثير من مشكلات التلوث البيئي وخطر الانقراض الذي يهدد الكثير من الكائنات الحية، بالجهات التعليمية المسؤولة، إلى التركيز على التوعية بكيفية المحافظة على البيئة والحد من آثار التفريط في مواردها»، مشيرة إلى أن الثورة الصناعية والتطورات التقنية أسهمت في إحداث أضرار كبيرة على البيئة، مما يستدعي اتخاذ تدابير وسياسات لمواجهة آثارها.

في حين أوضحت منال مدني، المشرفة التربوية في إدارة نشاط الطالبات بإدارة التربية والتعليم في جدة، أن البرنامج الوزاري لتصميم وتنفيذ وقيادة الحملات التوعوية تحت شعار «نحو بيئة أفضل»، سيتم تطبيقه في مختلف مناطق السعودية من بينها محافظة جدة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «قامت إدارة التربية والتعليم في جدة بترشيح نحو 12 مدرسة لتنفيذ هذا البرنامج، بحيث يختار كل مكتب من مكاتب التربية والتعليم 3 مدارس تمثله وفق شروط البرنامج»، مبينة أن ذلك يهدف إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية العناية بالبيئة والحد من السلوكيات السلبية تجاهها.

وأضافت: «تم تنظيم دورة للمدارس المرشحة بهدف تدريبهم على كيفية التخطيط والتنفيذ للحملات التوعوية، والتي استهدفت المعلمات المتفرغات لهذا الغرض في كل مدرسة، فضلا عن عقد دورة أخرى للمعلمات والطالبات قائدات الحملة على تصميم وقيادة وتنفيذ مثل تلك الحملات، وذلك خلال الفصل الدراسي الأول».

وحول طبيعة هذه الحملات، أفادت منال مدني بأن منها ما تكون على مستوى المدرسة، كالاهتمام بنظافة الطاولات والبيئة المدرسية بشكل عام، في حين اختارت بعض المدارس تنفيذ حملات على مستوى الحي، التي من ضمنها حملة مكافحة الفئران وحمى الضنك، إلى جانب حملات أخرى شملت مدينة جدة كتلوث البحر وحماية الكائنات البحرية، وأخرى على مستوى العالم تتمثل في استخدام البلاستيك وخطورته.

وفيما يتعلق بكيفية اختيار المدارس التي تم ترشيحها للمشاركة على مستوى المملكة، علقت قائلة: «تم اختيارها بناء على أفضل الحملات وأهدافها، غير أن هناك 3 دورات تدريبية استهدفت مديرة المدرسة والمعلمات والطالبات اللاتي خضعن لها طيلة أسبوع كامل للتدريب على كيفية تصميم وتنفيذ وقيادة الحملات التوعوية في مدارس المرحلة الثانوية».

يذكر أن حفل اختتام مسابقة «نحو بيئة أفضل»، الذي عقد أمس، شهد عرضا لخطط المدارس حول الحملات التوعوية البيئية التي تم تنفيذها وآلياتها وإنتاجها، حيث قامت 4 محكّمات متخصصات من التعليم العام والعالي باختيار الحملات الفائزة على مستوى محافظة جدة.

نجاة العطاس، مديرة مكتب التربية والتعليم بجنوب شرقي جدة، أكدت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» على تبنّي كل مدرسة لجانب ذي تأثير سلبي على البيئة، مع مراعاة عدم تكرار أهداف الحملات، مبينة أن كل حملة شهدت مشاركة نحو 10 طالبات فيها.

بينما ذكرت سلوى الأنصاري، المشرفة على التدريب للحملات، أن هناك تطلعات مستقبلية، بحيث يتم تطبيق البرنامج على جميع مدارس جدة الحكومية والأهلية، مضيفة: «سيتم تنفيذ تلك الحملات في جميع الأحياء والمساجد والشواطئ والأسواق بجدة».

من جهتها، بينت هالة نصير، مديرة القسم النسائي في الندوة العالمية للشباب لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة الندوة جاءت من منطلق الاهتمام بفئة الشباب وعملهم، واستطردت: «بما أن هناك عملا قويا مقدما من الشباب ويخدم البيئية والمجتمع، فهناك إلزام على الندوة أن تحفزهم من خلال تقديم الدعم للحملات الثلاث الفائزة».

ولفتت إلى وجود حملات تستحق دعم الندوة العالمية للشباب، المتمثل في دعم مالي مباشر أو من خلال توفير الوسائل التي ستحقق فكرة الحملة ووسائلها، عن طريق التواصل مع المشرفات على الحملات الفائزة، موضحة أن معظم الحملات قوية مباشرة وأهدافها ووسائل حلها للمشكلة واضحة.