مليون ريال «مهرا» لأقدم سيارة سعودية معروضة ضمن الجناح المكي في الجنادرية

مالكها يطالب بتسهيل إجراءات تجديد رخصها

TT

سلبت سيارة الـ«فورد» موديل 1926 أنظار زوار مهرجان الجنادرية السابع والعشرين، على الرغم من مشاركة ثلاث من كبريات شركات السيارات الأميركية واليابانية والكورية بأجنحة خاصة لعرض سيارتها الحديثة على غير العادة في هذا المهرجان المخصص للتراث والثقافة.

السيارة المعروضة ضمن جناح منطقة مكة المكرمة على مدخل مقر محافظة الطائف، وإلى جوار سيارة أخرى «فورد» موديل 66 من نوع «ابلاكاش»، حصلت العام الماضي في جدة على جائزة السيارة الأقدم في السعودية وطلب مالكها مبلغ مليون ريال مهرا لها.

ويوضح علي بن خلف الشريف، مالك السيارة صاحب متحف وطني بالطائف، أنه يمتلك نحو 30 سيارة عتيقة ويجد صعوبة كبيرة في المحافظة على مثل هذه السيارات من تجديد استمارات وفحص دوري، وكذلك عدم توفر قطع الغيار الخاصة بها إلا في الشركات الأم في بلاد التصنيع، مما يكلفه الكثير من الأموال للمحافظة عليها والعناية بها.

وحول اقتنائه هذه السيارة يقول الشريف: «اشتريتها من مكة المكرمة من مالكها وهي معروضة للبيع بمليون ريال، وقد وردت عروض كثيرة لشرائها من داخل المهرجان».

وذكر الشريف أنه يحتفظ في متحف وطني بـ30 سيارة قديمة وكلاسيكية، ومنها السيارة الـ«مرسيدس» التي يحتفظ بها في مكان خاص بمنزل والده، مضيفا: «اشتراها والدي من الجفالي في سنة تصنيعها ولم تسِر لأكثر من 7 آلاف كيلومتر، لذلك وضعت في مكان خاص مفروش بأفضل المفارش وتحت تهوية ومراوح شفط للمحافظة عليها كأفضل وأنظف سيارة قديمة في فئتها».

ويتصدر السعوديون قائمة أكثر سكان العام اقتناء للسيارات الكلاسيكية القديمة، بنحو 4 آلاف سيارة كلاسيكية، تتجاوز قيمتها مئات الملايين من الريالات. ووفق بعض الإحصاءات توجد في منطقة الخليج العربي نسبة عالية من السيارات الكلاسيكية على مستوى العالم، ولقد بلغت قيمة إحداها في أحد المزادات العالمية نحو 5 ملايين ريال سعودي (1.3 مليون دولار).

بيت منطقة مكة المكرمة في قرية الجنادرية خطف ألباب الزوار لما يحتويه من قيم دينية واجتماعية وتراثية، ولمحاكاته ما كان عليه الأجداد والآباء في الماضي، وتنوع أنشطته، إضافة إلى ما يضمه موقع المنطقة من سيارات قديمة يعود تاريخ صناعتها إلى نصف قرن، إلى جانب وجود أكبر مسبحة في العالم ترتاح على إحدى السيارات القديمة.

ويشاهد الزائر في بيت مكة المكرمة صورا حديثة وقديمة ومجسمات للمسجد الحرام والأماكن المقدسة التي توضح التطورات والتوسعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين، إلى جانب الرقصات الشعبية من المزمار والمجس التي أشبعت ذائقتهم الفنية.

ويعود الجناح المكي بالتاريخ قليلا للخلف كي يجد فيه الإنسان ما يلبي شغفه ويستحوذ على اهتمامه وإعجابه، لما يعرضه بيت مكة المكرمة من البناء المحاكي للطراز المعماري التقليدي، كالرواشين والحارات والثريات المستوحاة من بيئة المنطقة والتجهيزات الأثرية، إضافة إلى مكونات الدور التي تمثلت في الديوان والخارجة والمجلس والشيش، وهو الجزء البارز للنوافذ من الداخل وصهاريج المياه أسفل الدار والعلوية المسماة الطيرمة والشاحوطة المستخدمة في صناعة الحجر.

ويتميز بيت منطقة مكة المكرمة بوجود الكثير من الحِرف القديمة داخل الجناح، كالنجارة، والصياغة، وصناعة المفاتيح، وحرف المواد اللينة كالفخار الذي تنتج منه الدوارق والأزيار وفناجين القهوة والطناجر والبراميل والمباخر والجلود التي تصنع منها الأحذية والأحزمة، وتقطير ماء الورد الطائفي، إضافة إلى المأكولات المكية.