«الثقافة والإعلام»: إجراءات صارمة في معرض الكتاب أمام الاحتساب العشوائي

الحجيلان: 5 معايير تحدد لدور النشر المشاركة.. وجناح للسويديين

ما بين المعايير ومحدودية المكان والتوجس من الاحتساب العشوائي ينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 («الشرق الأوسط»)
TT

هددت وزارة الثقافة والإعلام السعودية بأنها ستقف بكل حزم أمام أي فوضى ستحدث في معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 من قبل مدعي الاحتساب العشوائي أو غيرهم من دون الاستناد لأي من القنوات الحكومية الرسمية، مشددة على أنهم سيكونون تحت طائلة العقاب.

وقال الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، إن وزارته اتخذت عددا من الخطوات للحد من ظاهرة الاحتساب العشوائي التي يقوم بها البعض لاعتبارات دينية واجتماعية في كثير منها، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة السعودية عملت على توفير عدد من قنوات التواصل مع كل رأي مخالف لما يضمه المعرض من كتب وفعاليات، لافتا إلى تخصيص هاتف جوال وبريد إلكتروني لتلقي الشكاوى والملاحظات عبره.

وزاد «هناك لجان فنية وتنفيذية ستعمل على دراسة تلك الشكاوى والملاحظات وأخذها بعين الاعتبار».

وشدد الحجيلان على حزم وزارته في التصدي لأي مظهر من مظاهر الفوضى التي قد يلجأ لها البعض تحت ذريعة الاحتساب الديني، مؤكدا على اتساع صدرها لجميع الآراء واحتوائهم لجميع الأطياف في المجتمع المحلي، لافتا إلى كون الجهة المخول لها الاحتساب دينيا هي الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخلاف رجال ذلك الجهاز سيكونون عرضة للمساءلة وتحت سلطة العقاب.

إلى ذلك، كشف الحجيلان عن تحديد المعرض في دورته الحالية لـ5 معايير لتصنيف دور النشر للمشاركة بالمعرض، مؤكدا على أن الهدف من تلك المعايير هو الرقي بصناعة الكتاب محليا ودوليا، لافتا إلى أن لجوءهم للمعايير يأتي كذلك لضيق المساحة المتاحة بالمعرض.

وبين الحجيلان أن وزارته حرصت على تنوع دور النشر المشاركة، موضحا أن المعرض سيشهد مشاركة ما يزيد على 600 دار نشر، تمثل 25 دولة حول العالم، في وقت تأتي فيه دولة السويد كضيف شرف على المعرض.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الثقافة والإعلام بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كشفت النقاب خلاله عن أبرز الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012.

وأبان الحجيلان عن كون تلك المعايير تعتمد على عدد منشورات كل دار ترغب في المشاركة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك منذ تأسيسها وحتى العام الذي يسبق مشاركتها، موضحا اعتماد نقاط لكل 40 كتابا يتم نشره من قبل تلك الدار ليتم وفقه تقييم جدارتها بالمشاركة.

وأضاف أن من ضمن المعايير المتبعة في تحديد مشاركة دور النشر، مدى تنوع مواضيعها وحقول المعرفة التي تخدمها، ووجوب توافر عدد من المنشورات التي نالت التحكيم العلمي لتلك الإصدارات، بالإضافة إلى مستوى الإخراج الفني في طباعتها للكتاب.

من ناحيتها، حددت اللجنة العليا المشرفة على معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 جملة من النقاط لتقييم كل معيار من المعايير الخمسة، ليتم في نهاية المطاف المفاضلة بين دور النشر لمنحها حق المشاركة بجناح من بين أجنحة المعرض.

وكان إجمالي الدور المتقدمة لحجز جناح لها بين أجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب بلغ ما يزيد على 1200 دار نشر، وتم الموافقة على ما يقارب 600 دار منها بعد تحقيقها للمعايير التي وضعتها اللجنة العليا المشرفة على المعرض.

كما كشف النقاب عن تقديم عدد من المحفزات للرقي بصناعة الكتاب من قبل وزارة الثقافة والإعلام من أهمها تحديد جناح للمؤلفين السعوديين الذين لم يتمكنوا من إيجاد دار نشر لطباعة إصداراتهم، حيث سيتم طباعة تلك الإصدارات عبر جناح تتولى المجلة العربية القيام بمهامه.

يضاف إلى ذلك تخصيص بوابة للمؤلفين السعوديين الراغبين في تحويل كتبهم وإصداراتهم الورقية إلى طباعة إلكترونية.

وأشار وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب إلى إطلاق وزارته حزمة من الجوائز التحفيزية لدعم صناعة الكتاب السعودي، مبينا أن وضع صناعة الكتاب السعودي يعاني من ضعف في المخرجات مما استدعى إطلاق مبادرات لدعم وتطوير تلك الصناعة.

وبين الحجيلان عن تدشين أول جائزة للكتاب السعودي، والتي تحمل اسم «جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب»، حيث ستعلن الوزارة أسماء الكتاب السعوديين الفائزين بالجائزة خلال حفل افتتاح المعرض هذا العام، موضحا أنه تم رصد جائزة مالية قدرها مليونا ريال لتمنح لـ10 كتاب سعوديين، ممن أصدروا مؤلفاتهم خلال العامين الماضيين، لافتا إلى أنه في الأعوام المقبلة سيتم منح الجائزة للكتب السعودية الصادرة في العام الذي يسبق عقد معرض الكتاب.

وأبان الحجيلان عن إطلاق معرض افتراضي على شبكة الإنترنت يكون مصاحبا لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012، حيث يتمكن الجميع من التجول في المعرض عبر صور ثلاثية الأبعاد والاطلاع على محتويات المعرض والشراء منه من دون الحاجة لزيارة مقر المعرض بالرياض.

وبين الحجيلان أن تلك الخطوة تأتي للحد من التكدس والزحام الذي يشهده المعرض خلال السنوات الماضية، مؤكدا على كون التجربة ستطلق في يوم الافتتاح الرسمي للمعرض، مشيرا إلى توقعهم ظهور عدد من جوانب القصور في تلك التجربة لحداثتها، لكنه تطلع لأن تحقق الأهداف المرجوة منها.

وعن غياب المرأة في التكريم بمعرض الرياض الدولي للكتاب واقتصار التكريم على المؤلفين الرجال، أكد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب على عدم تعمد وزارته ذلك أصلا، مبينا أن التكريم يخضع لعدد من الاعتبارات والمقاييس المهنية والفنية في تقييم المنجز الثقافي، لافتا إلى كون المنجز الثقافي للمرأة السعودية لم يحقق تلك المعايير والمقاييس، متطلعا لأن تنال المرأة حقها في التكريم في الدورات المقبلة للمعرض متى ما حققت تلك المقاييس.

وشدد الحجيلان على عدم وجود أي تمييز للمرأة في المعرض، وذلك عطفا على سؤال وجه له خلال المؤتمر الصحافي عن كون منصة التوقيعات للمرأة تم تخصيص مكان قصي لها في المعرض وداخل جناح الطفولة، مؤكدا على أن الدافع لوضع المنصة هناك راجع لاعتبارات اجتماعية وثقافية يختص بها المجتمع السعودي، ولكون نصيب التوقيعات للرجال في الدورة الحالية يفوق المرأة.

ولمح الحجيلان إلى إطلاق وزارته لدراسة مسحية بالتعاون مع كرسي الدراسات السكانية بجامعة الملك سعود بالرياض لقياس مستوى القراءة لدى أفراد المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن تلك الدراسة العلمية ستقدم وصفا حقيقيا لأسباب العزوف عن القراءة والتواصل مع الكتاب، حيث يتهم بها المجتمع السعودي، كما ستبين تلك الدراسة نوعية القراءة واتجاهاتها ومجالاتها لدى القارئ المحلي.

وبين الحجيلان اعتماد أيام معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 للجميع، دون تخصيص أيام للرجال وأخرى للعوائل، موضحا أنهم من خلال متابعتهم لحجم المبيعات للمعرض في السنوات الماضية تبين كبر حجم تلك المبيعات في أيام العوائل، لافتا إلى أن الفصل بين العوائل والرجال في الأيام غير مجد، معتبرا المعرض تجمعا كأي تجمع مدني يماثل ما في الأسواق والمراكز التجارية، مما لا يجعل هناك سببا للفصل.

يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 سينطلق يوم الثلاثاء 6 مارس (آذار) الحالي ويستمر لمدة 10 أيام، ويصاحبه ما يربو على 17 ندوة ومحاضرة، تشتمل على مجالات ثقافية واجتماعية واقتصادية متنوعة، بالإضافة إلى تقديم دولة السويد لعدد من المحاضرات الثقافية التي تعكس الوجه التراثي والثقافي لها.