«الدفاع المدني»: 90% من المنشآت لا تمتلك أبسط وسائل السلامة

%65 من الحرائق تقع في المنازل.. والماس الكهربائي في صدارة الأسباب

عبث الأطفال كان وراء العديد من الحرائق الكبيرة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت شؤون العمليات بالدفاع المدني بالسعودية عن ارتفاع عدد حوادث الحريق التي باشرتها فرق الإطفاء خلال عام 2011 الماضي في جميع مناطق البلاد إلى أكثر من 40200 حادث، فيما بلغت نسبة الحرائق المنزلية ما يزيد على 65 في المائة منها.

وأشار تقرير عمليات الدفاع المدني، والذي صدر مؤخرا ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، إلى أن «الماس الكهربائي» يأتي في صدارة أسباب الحرائق سواء حرائق المنازل أو غيرها من المنشآت التجارية والصناعية والخدمية، حيث تسببت في أكثر من 14260 حادث حريق خلال عام 2011، بنسبة زيادة قدرها 36 في المائة عما كان عليه الحال خلال عام 2010. وأوضح تقرير عمليات الدفاع المدني أن عبث الأطفال من أكثر أسباب اشتعال الحرائق المنزلية، حيث وصل عدد الحرائق الناجمة عن ذلك خلال العام الماضي إلى ما يزيد على 10900 حريق، مقارنة بما يقرب من 2000 حريق بسبب مواقد الغاز والمواقد الكهربائية.

ويشهد اليوم السبت انطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني والذي اختارت له المنظمة الدولية للحماية المدنية شعار «الدفاع المدني والسلامة في المنزل»، بهدف تعزيز برامج التوعية الوقائية بكل المخاطر المنزلية، وذلك برعاية أمراء المناطق لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي، والتي تنظمها المديرية العامة للدفاع المدني والمديريات والإدارات التابعة لها في جميع مناطق المملكة.

وأكد اللواء سليمان عبد الله العمرو، مساعد مدير عام الدفاع المدني، لـ«الشرق الأوسط» أن معرفة مسببات الحرائق المنزلية تمثل ضرورة لاتخاذ الإجراءات الوقائية من ناحية، والارتقاء بمستوى الوعي وجاهزية مراكز الدفاع المدني الميدانية للتعامل مع الحوادث الأكثر انتشارا بما يلائمها من وسائل الإطفاء من ناحية أخرى.

وأضاف العمرو أن ارتفاع عدد الحوادث الناجمة عن الماس الكهربائي يمثل جرس إنذار للالتزام بالمعايير والمواصفات القياسية المعتمدة في التمديدات الكهربائية، وعدم التهاون بشأن جودة الأجهزة والتوصيلات الكهربائية، وإجراءات صيانتها، مشددا على أهمية الالتزام باشتراطات الدفاع المدني في عمليات إنشاء المباني، لتجنب هذه النوعية من الحوادث والتي تهدد سلامة الأسرة.

ولفت العمرو إلى أهمية مراقبة الأطفال داخل المنزل، لتجنب المخاطر الناجمة عن العبث في التوصيلات الكهربائية أو المواد التي يمكن أن تسبب اشتعال الحرائق، وذلك على ضوء ما ثبت من أن الأطفال يمثلون النسبة الأكبر من ضحايا الحوادث المنزلية وحوادث الحريق بخاصة. ونبه العمرو إلى ضرورة توعية الأطفال والنساء بالإجراءات الصحيحة للوقاية من الحوادث المنزلية، وتدريبهم على التصرف السليم في حال تعرض المنازل لخطر الحريق، بالإضافة إلى أهمية توافر وسائل الإطفاء والإنذار عن الحريق، وتدريب جميع أفراد الأسرة على استخدامها متى دعت الحاجة لذلك.

وفي السياق ذاته، أوضح الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، أن اختيار «السلامة في المنزل» شعارا وهدفا لاحتفالات المجتمع الدولي باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام، يأتي نظرا لتنوع المخاطر الافتراضية في المنازل، والتي تشكل نسبتها 90 في المائة من الحوادث التي تباشرها فرق ووحدات الدفاع، فضلا عما تمثله هذه المخاطر من تهديد مباشر لسلامة سكان المنازل لا سيما النساء والأطفال والعمالة المنزلية.

ولفت التويجري إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن المنازل حدثت بها حرائق باشرها الدفاع المدني تبين أن 90 في المائة منها لا توجد بها وسائل السلامة، مشيرا إلى أن الحوادث المنزلية تأتي في صدارة الحوادث بالسعودية، تليها حوادث الأطفال كالسقوط من فوق السلالم أو الاحتجاز في أماكن مغلقة أو حوادث المسابح أو العبث بالمواد الكيماوية كالمنظفات وغيرها.

وبين التويجري أن نسبة حوادث الأطفال تتراوح ما بين 5 و10 في المائة، مؤكدا على أن عدم توافر متطلبات السلامة من طفايات الحريق أو أجهزة الإنذار عن الحريق وعدم معرفة أفراد الأسرة بالتصرف السليم في حال وقوع مثل هذه الحوادث، يضاعفان من حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، وكذلك الأمر في حال تجاهل أصحاب المنازل والمنشآت السكنية لتعليمات الدفاع المدني الخاصة بالأعمال الإنشائية والتمديدات الكهربائية ومخارج الطوارئ وغيرها من الأمور التي تمثل معوقا لجهود رجال الدفاع المدني أثناء مباشرة الحوادث المنزلية.

وشدد مدير عام الدفاع المدني على أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني لا تقتصر على التوعية بالمخاطر المنزلية التي قد تحدث داخل المنازل، بل تمتد لتشمل كل الأمور والمعوقات التي يمكن أن تؤثر سلبا على جهود الدفاع المدني أثناء التعامل الميداني مع الحوادث المنزلية، مشيرا إلى أن أبرز تلك المعوقات هي إشغالات الشوارع والطرق، والتي قد تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواقع الحوادث، أو عدم وجود منافذ يمكن من خلالها الدخول للمنازل لإخلائها في حال تعرضها لحوادث الحريق، وكذلك القواعد والمعايير الإنشائية بما في ذلك المواد المستخدمة في البناء والتوصيلات الكهربائية وغيرها.