سلطان بن سلمان: استقطاب السياح الأجانب محليا عبر برامج تحفيزية

اعتبر في برنامج «قصة نجاح» أن أثمن شيء في حياته «قطعة بلاستيك»

الأمير سلطان بن سلمان خلال ندوة بجامعة الإمام يوم أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن توجه لديهم لتحويل وجهات 1.8 مليون أجنبي موجودين في السعودية ليقضوا إجازاتهم بالسعودية، معتبرا أن استقطاب السياح من الأجانب المقيمين بالبلاد أكثر فائدة من انتظار سياح الخارج، لافتا إلى تجهيز عدد من البرامج السياحية المتوافقة مع أذواقهم.

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الأمير سلطان بن سلمان في جامعة الإمام بالعاصمة السعودية، الرياض، تحت عنوان «قصة نجاح»، التي سرد فيها عدة جوانب من حياته الشخصية بدءا من النشأة ومرورا بمحطات في حياته، ومشاركته في العمل الخيري، وتجربته كرائد للسياحة السعودية.

وأكد الأمير سلطان على أنه كمهتم بالسياحة حرص على أن يكون اللقاء في جامعة الإمام، التي يرى في نشأتها أنها تعود لـ300 عام، لارتباطها بنشأة الدولة السعودية الأولى، حيث اتحاد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، معتبرا أن الجامعة امتداد وتوسع لما كان عليه الحال قبل 300 عام.

وأشار إلى أنه يحن إلى الحياة التقليدية القديمة، التي فُقدت كضريبة للتطور وثورة الاتصالات، وأضاف: «كانت الحياة ذات رتم بطيء ولكننا كنا نستمتع بها، فرحلات البر كانت شبه أسبوعية، بل إن الأمير سلمان كان يجبرنا على العودة للرياض مع رغبتنا في البقاء».

وقال: «كنت في أميركا.. أثناء أزمة قطع البترول»، وأكمل قائلا: «لا أحد وقتها في أميركا كان يعرف عن السعودية شيئا، ولكن بعد أن حدثت الأزمة أصبح اسم المملكة متداولا ومعروفا بين العامة، مما اضطرنا للتهرب من ذكر اسم بلدنا خوفا من ردة الفعل، فأحيانا نقول من الرياض أو من الجزيرة العربية التي يجهلونها تماما».

وعن تعلقه بالطيران وممارسته له كمهنة، قال الأمير سلطان: «ابتدأ حبي للطيران من نهاية الستينات وبداية السبعينات، حيث كنت في المرحلة المتوسطة، أحضر مع والدي حفل تخرج أول دفعة من كلية الملك فيصل الجوية، مما زرع في داخلي حبا للطيران، ورغبة جامحة في أن أصبح طيارا، ولكن حال دون ذلك إصابتي بمرض (الروماتيزم)، الذي أعاقني عن الحركة لمدة عام كامل».

وعن تجربته للسفر للفضاء، حين تم اختياره ليكون أول رائد فضاء عربي، قال: «القصة بدأت عندما تلقت (عربسات) دعوة من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ليشارك أحد الطيارين من الدول الأعضاء بها. وبما أن المملكة هي المؤسس لـ(عربسات)، وأكبر داعم لها، قررت (عربسات) أن يكون رائد الفضاء سعوديا، ووقع الاختيار على ثلاثة كنت أحدهم».

وزاد: «مشاركتي واجهت رفضا قاطعا من الملك فهد حيث كان يريد اختبار مدى حرصي، وأيضا لم يرغب في مشاركتي حتى لا يقال إن وضعي الاجتماعي هو ما أهلني للمشاركة»، وقال أيضا: «الأمير سلطان بن عبد العزيز كذلك أمر بإخضاعي لاختبارات قاسية».

وصادفت تلك الرحلة شهر رمضان، مما اضطره للصيام، والبقاء أكثر من 18 ساعة في حالة صيام متواصل، وفي ظروف صعبة، ولكنها كانت بالنسبة له تحديا من نوع جديد.

وأشار الأمير سلطان إلى احتفاظه بقطعة البلاستيك، التي أدى عليها صلاة الفجر قبل ركوبه للمكوك الفضائي، معتبرا تلك القطعة البلاستيكية من أثمن الأشياء في حياته. وتحدث خلال محاضرته عن جمعية الأطفال المعاقين، وكيف أنها بدأت من الصفر، والآن بإمكانها الإنفاق على نفسها من ريعها.

يشار إلى أن المحاضرة تأتي ضمن برنامج «قصة نجاح»، الذي اعتمده الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام، كبرنامج ثابت لعمادة الموهبة والإبداع والتميز، ويهدف بفكرته إلى السعي نحو زرع الثقة في نفوس الطلاب والطالبات، وإظهار الإمكانات المدفونة في نفوسهم عن طريق القدوة، التي رسمت قصة نجاحها عبر استضافة أحد العلماء الموهوبين أو المفكرين المرموقين، الذين وضعوا لمسات واضحة في مسيرة العلم والتميز والإبداع بفضل المهارات السياسية والعلمية والفكرية البارزة التي يتمتعون بها.