«حملة السكينة» تضم المحتسبين ومثيري الشغب في القطيف ضمن برنامج المناصحة

المشوح لـ «الشرق الأوسط»: هناك بعض الرؤوس تسعى لتهييج الشباب واستغلالهم

الشيخ عبد المنعم المشوح
TT

بدأت «حملة السكينة» بإعداد برامج مناصحة ما يسمون بـ«المحتسبين» و«المشككين» إيمانيا، على غرار مناصحتها للمتطرفين والمتعاطفين مع تنظيم القاعدة التي بدأتها منذ أعوام عدة. إلا أن المناصحة هذه المرة لم تكن عبر مواقع إلكترونية شبيهة بمواقع أنصار الفكر «القاعدي»، وإنما من خلال «فيس بوك» و«تويتر».

ولعل إغواء «الهاشتاقات» أو «التغريدات»، وانتفاخ حجم تأثيرها، أرغم القائمين على جهود المناصحة بركوب البحر ذاته بغمر مواقع التكدس الشبابي بمواد متنوعة أبرزها كانت حول مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضوابطه وصلاحيات المواطن، إضافة إلى مناقشة المبادئ الإيمانية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عبد المنعم المشوح رئيس «حملة السكينة»، إن حملات المناصحة الأخيرة بدأت بعد الوقوف على مدى خطورة حماس الشباب المندفع، في أوجه عدة أبرزها الخروج عن كل شيء معتاد، أو التغيير حتى بالقوة والعنف، مفيدا بأن المناصحة طالت أيضا مجموعات شيعية ممن تبنت التعبير بطرق غير نظامية والتي كان آخرها أحداث منطقة القطيف.

ولفت المشوح إلى خطورة الجمهور الشبابي التي بدأت تظهر بشدة، بعد عمليات التهييج الممارسة بحقه من قبل رؤوس محددة، رفض ذكرها أو الإفصاح عن هويتها، مشيرا إلى رفض زعماء الشحن الجماهيري محاولات «السكينة» بفتح أبواب الحوار المشتركة.

وقال رئيس «حملة السكينة»: «قمنا بمراسلة القائمين بحملات التهييج عبر مواقعهم وبريدهم الإلكتروني، إلا أنهم رفضوا أي نوع من التواصل معنا»، مضيفا أنه تم تحذيرهم من خطورة عدم مراعاة عقلية ونفسية الشباب المندفع، وضرورة عدم إقحامهم بالفتن، إلا أنهم، كما ذكر «لا يدخلون معنا بأي حوارات ولا نعلم ما السبب في ذلك».

وشدد على أهمية مشاركة الشباب في الحوارات لما لديهم من أفكار نائمة قد تشكل خطرا على المجتمع، مشيرا إلى أهمية الحوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تجاوز عدد الأتباع لأشخاص محددين أكثر من 200 ألف، وبلغ عددهم في أوقات أخرى المليون.

ونوه المشوح إلى مناصحة «المحتسبين» بعد ما شهده حفل الجنادرية من تدخلات لأعداد كبيرة منهم، بتوضيح ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى جهودهم التي تبذل في الوقت الحالي لعدم تكرار الأحداث في معرض الكتاب الدولي بالرياض.

وفي اعتراف لرئيس «حملة السكينة» لتصحيح الأفكار المتطرفة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، بشأن فوارق نتائج المناصحات ما بين الأطياف المختلفة، قال «اكتشفنا أن الحوار مع (القاعدة) وأتباع التنظيمات المغالية أسهل وأفضل من الحوار مع دعاة الفتنة»، منوها إلى غلبة الهوى والرغبات الشخصية عليهم، مشيرا إلى أن الانفعالات إنما تأتي بسبب شحن وتهييج يصاحبه إلغاء تام للطرف الآخر.

وأوضح أن ما يحدث في الساحة الفكرية، وحتى الاجتماعية من مواجهات حادة واتهامات وتطرف من يمين ويسار مع كل قضية عامة أو حدث أو فعالية، إنما هو بسبب فقدان مبدأ الحوار بين المختلفين، ومع المسؤولين من جهة أخرى، والتربية الفكرية الانعزالية والأحادية لدى بعض التيارات.