«الدفاع المدني»: الكهرباء تقف خلف 67% من حوادث الحريق في الرياض

الفريق التويجري: 5 دقائق فقط يتعذر بعدها إنقاذ الأشخاص في موقع الحريق

TT

قال الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني: «إنه لا صحة لما يدعيه البعض من تأخر فرق الدفاع المدني في مباشرة حوادث الحريق، ومحاولة ربط ذلك بما ينتج عن هذه الحوادث من خسائر في الأرواح والممتلكات»، ومشيرا إلى أن ذلك الادعاء يفتقر إلى المعرفة وينافي الحقائق العلمية الخاصة بسرعة انتشار الحرائق، والمدى الزمني القصير جدا الذي تحتاجه شرارة صغيرة لتصنع حريقا هائلا لا يتجاوز 4 دقائق، يصبح بعدها من الصعوبة بمكان إنقاذ الأشخاص الموجودين في موقع الحريق.

وبين التويجري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، أن رجال الدفاع المدني، بحكم الخبرة، يدركون مراحل تطور الحريق، والمخاطر المرتبطة بكل مرحلة، والتصرف الأمثل للتعامل معها، لكنهم في إطار تقديرهم لمشاعر الضحايا والمتضررين من الحرائق، تتسع صدورهم كثيرا لما يشاع من أقاويل لا أساس لها من الصحة عن تأخر استجابتهم، أو زمن وصولهم لموقع الحريق، إلا أن الحقائق العلمية الثابتة والموثقة من قبل المنظمات الدولية وإدارات مكافحة الحرائق في كثير من دول العالم، تؤكد براءة رجال الدفاع المدني «ووحدات الإطفاء الميدانية» من هذه الاتهامات التي لا سند لها.

وشدد التويجري على ما يواجه رجال الإطفاء من مخاطر هائلة يتعرضون لها وهم يسابقون الزمن في مكافحة الحرائق، ومشيرا إلى الجدول الزمني لتطور الحريق ونتائجه المتوقعة على الأرواح والممتلكات، الذي يستند إلى معلومات دقيقة لإدارة مكافحة الحريق في الولايات المتحدة الأميركية، يؤكد أن سقوط شرارة صغيرة على إحدى الأرائك، يحتاج إلى ما يزيد عن دقيقة واحدة لتنتشر ألسنة اللهب ويتصاعد الدخان، وبعد 1.35 دقيقة تهبط طبقات الدخان وترتفع درجة الحرارة في موقع الحريق إلى 88 درجة مئوية.

وبين مدير عام الدفاع المدني أنه في حال وجود جهاز للإنذار تنطلق صافرته بعد دقيقة و50 ثانية، ترتفع بعدها درجة حرارة الغرفة التي بدأ فيها الحريق إلى 204 درجات مئوية بعد دقيقتين ونصف من بداية اشتعال الحريق، وبعدها بأقل من 18 ثانية ينتشر الدخان في جميع أرجاء المنزل، وتصل درجة الحرارة إلى 260 درجة مئوية بعد 3 دقائق و20 ثانية، وتزداد كثافة الدخان في جميع أرجاء المنزل بحيث تكاد تنعدم الرؤية أو القدرة على التنفس, وبعد 3 دقائق وأربعين ثانية تصل درجة الحرارة إلى 760 درجة مئوية، ويصبح الحل الوحيد للنجاة هو الوصول إلى أحد المخارج لمغادرة الموقع.

وأوضح مدير عام الدفاع المدني أنه بعد أربع دقائق و33 ثانية فقط، يمكن رؤية اللهب من خارج المنزل أو الموقع الذي تعرض للحريق، ويصبح إنقاذ الأشخاص الموجودين في الداخل أمرا في غاية الصعوبة، وهو ما يعني أن أعمال الإنقاذ في حوادث الحريق تحتاج من رجال الدفاع المدني والإطفاء إلى كسر حاجز الدقائق الـ5 من بداية الاشتعال، بما في ذلك تلقي البلاغ وتحديد موقعه والانتقال إليه، ثم اقتحامه للوصول إلى المحتجزين.

وفي السياق ذاته أظهرت إحصائيات لجهاز الدفاع المدني بالسعودية أن إجمالي عدد الحوادث المنزلية المسجلة خلال 2011، بمنطقة الرياض، قرابة 5 آلاف حادث، تمثل نسبتها من حوادث الحريق ما يقارب 60 في المائة، فيما شكلت حوادث الإنقاذ 40 في المائة، ونتجت عنها 147 وفاة و334 إصابة، فيما بلغ إجمالي الخسائر المادية الناجمة عنها ما يربو على 413 ألف ريال.

وبحسب تلك الإحصائيات، التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، فإن أسباب الحوادث المنزلية ترجعها لمشكلات كهربائية، حيث كانت الكهرباء سببا في 1998 حادثا، بنسبة 67 في المائة، ونتج عنها 109 إصابات و5 وفيات.

وأظهرت الإحصائيات أن عبث الأطفال كان سببا في 400 حادث، بنسبة 13 في المائة، نتج عنها 7 إصابات، بينما بلغ عدد حوادث احتراق المواقد بالمنازل 291 حادثا، بنسبة 9 في المائة، ونتج عنها 81 إصابة. وكان للنوع الثاني من الحوادث المنزلية، وهي حوادث الإنقاذ، أسبابها المتعددة التي تراوحت بين الاحتجاز والسقوط والعرق، بلغت نسبا متفاوتة في عداد حوادثها، حيث شكلت حوادث الاحتجاز 1835 حادثا، بنسبة 91 في المائة، نتج عنها 77 إصابة و48 وفاة. فيما كان للسقوط كسبب في الحوادث المنزلية 108 حوادث، بنسبة 5 في المائة، نتج عنها 33 إصابة و44 وفاة، أما حالات الغرق فـ14 حادثا، بنسبة 0.7 في المائة، نتج عنها إصابة واحدة و9 وفيات.

كما عزت تلك الإحصائيات مصادر الحرارة المتوهجة كسبب في نشوب حوادث الحريق بالمنازل، إلى أنها بلغت 191 حادثا، بنسبة 6 في المائة، ونتج عنها 21 إصابة و3 وفيات، وكانت حالات التخلص من النفايات خلف 9 حوادث، بنسبة 0.3 في المائة.

يشار إلى أن تلك الإحصائية تكشف عن جوانب من حوادث الحريق التي وقت داخل المنازل السكنية بالعاصمة السعودية الرياض، وفق أحدث الإحصاءات التي ينشرها جهاز الدفاع المدني السعودي.