السعودية في المرتبة الـ119 لمعدلات القراءة بين الشعوب

في تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2011.. وتخوفات من التلاعب بالأسعار بمعرض الرياض للكتاب

التخوف من التلاعب في أسعار الكتب أحد التحديات التي تواجه المنظمينلمعرض الرياض الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

كشف تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2011 عن تبوء السعودية للمرتبة 119 من حيث معدلات القراءة بين شعوب العالم، ويأتي ذلك التقرير في وقت تستعد فيه العاصمة السعودية الرياض لاحتضان أكبر تظاهرة للكتاب على مستوى المنطقة، بتنظيمها لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012.

وكان الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أوضح لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن فعاليات معرض الكتاب أن هناك تعاونا يجري الآن بين وزارته وجامعة الملك سعود ممثلة في مركز الدراسات السكانية، يستهدف تنفيذ دراسة مسحية لمختلف مناطق البلاد للوقوف على أسباب حالة عزوف المجتمع المحلي عن القراءة، وموضحا أن الهدف من تلك الدراسة تقديم حلول للمشكلة تعتمد على أرقام ودراسات علمية بعيدا عن القراءات الانطباعية.

وفي ذات السياق يرى يوسف المحيميد الروائي السعودي الفائز بجائزة أبو القاسم الشابي لعام 2011، أنه ليس للقراءة موسم محدد وما يحدث هو ردة فعل على عدم توفر الكتاب الخارجي لأسباب متعددة، ومشيرا إلى أن أولها الرقابة، والتي تأتي على هرم أسباب العزوف لدى المجتمع المحلي.

وأشار المحيميد إلى أن الرقابة لا تزال تصادر الكثير من الكتب على الرغم من التحولات الحاصلة على مستوى الرقابة في المشهد الثقافي السعودي في السنوات الأخيرة، ومعتبرا أن فعالية الرقابة انخفضت في ظل إمكانية شراء كتاب من أي مكان بالعالم بمجرد ضغطة زر.

وزاد: «يندفع المجتمع للشراء في وقت معرض الكتاب لتوفر ما أسميه فسح مؤقت للكتب، التي لا تتوفر طيلة أيام السنة، وربما هذا هو التبرير المنصف للشراء بشكل شره ومبالغ فيه أحيانا والعزوف عنه طوال أيام العام».

من جانبه أكد أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين أن ثورة الاتصالات والكتاب الرقمي، وكذلك الفضائيات، أخذت من السوق نسبة كبيرة من القراء، مما دفع الناشرين للتوجه إلى إصدار كتب رقمية مجاراة لحاجة ورغبات القراء.

وحول تحديات صناعة الكتاب في العالم العربي يبين الحمدان أن النشر الإلكتروني وسهولة الوصول للمحتوى أثر على حركة التوزيع الورقي للكتاب في العالم العربي.

وزاد: «لا نملك أرقاما دقيقة عن معدلات القراءة، وكل ما نسمعه من أرقام اجتهادات قد لا تكون دقيقة».

وكان عدد من المتطوعين السعوديين أسسوا مؤخرا موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت لكي يكون نواة تنطلق منها مبادرات إعادة الناس للقراءة، حيث يعتمد على فكرة نشر ثقافة أندية القراءة، التي يقوم عليها متطوعون في كافة أنحاء السعودية.

من جانب آخر يعاني زوار معرض الرياض الدولي للكتاب في الدورات السابقة من تذبذب الأسعار بين دور النشر، مما يوجد بيئة للتلاعب بالأسعار والمغالاة فيها، دون توفر أداة رقابية للكشف عن حالات التلاعب بأسعار الكتب بين أروقة المعرض.

إلى ذلك أكد الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الكتاب الدولي بالرياض، على تشديد وزارته للرقابة الصارمة لدور النشر المشاركة بمعرض الكتاب في دورته الحالية، ومؤكدا أن تشديد الرقابة سيطال بوجه الخصوص دور النشر الأجنبية في مجال مراقبة تسجيل الكتب المعروضة بقاعدة بيانات معرض الكتاب لمنع أي تلاعب بأسعار الكتب.

وأشار الحجيلان إلى صعوبة وجود تلاعب في أسعار الكتب كونها تراقب من خلال منافذ تسجيل لدى اللجنة الثقافية لمعرض الكتاب، وموضحا تخصيص إدارة المعرض لأرقام للاتصال خاصة لاستقبال بلاغات زوار المعرض وملاحظاتهم على دور النشر أو من خلال عرضها بشكل مباشر على لجنة المخالفات داخل المعرض.

وبين الحجيلان أنه من خلال حالات الرصد تلك يمكن تقرير الإجراء المتّخذ ضد دار النشر ومطبوعاتها؛ ومشيرا إلى أن بعض دور النشر تجاوزت في الأعوام الماضية لائحة نظام البيع الخاص بالمعرض، والتي تنص على إلزام الجهات المشاركة بوضع قائمة بعناوين الإصدارات وأسعارها تبرز في جناح العارض وتسجّل في قاعدة بيانات البحث في موقع معرض الكتاب، وتعتبر تجاوزا يصل إلى مخالفة بيع مادة ثقافية غير واردة في دليل المعرض، مما يستدعي اتخاذ إجراء تحفظي ضد دار النشر. في وقت شهد فيه المعرض في دورات سابقة تهرّب بعض الجهات المشاركة من تسجيل قائمة الإصدارات، مما يمكنهم من التلاعب في الأسعار برفعها، وبالأخص لدى دور النشر الأجنبية التي تعرض كتبا لم يفسح لها البيع في المكتبات السعودية؛ حيث يعمد البعض إلى المغالاة في ثمن الكتاب وتقليل كميّة طبعته، للترويج له، متجاوزا رؤية معرض الكتاب وتنظيمه في جعل المعرض السنوي فرصة للاستفادة من الخصومات على الكتب، بما لا يقلّ عن 20 في المائة من سعر الكتاب أو بزيادة نسبة التخفيض للمستفيد. وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الكتاب الدولي بالرياض على تعزيز الرقابة على أسعار الكتب لتشمل 600 دار نشر مشاركة، بالإضافة إلى المؤلفين المنشورة كتبهم دون ناشر، حيث تعرض كتبهم ومؤلفاتهم في جناح خاص تشرف عليه المجلّة العربية. وشدد الحجيلان على أن ضبط الأسعار سيشكل ما معدله 30 في المائة من خلال قاعدة بيانات البحث، وموضحا أنه يمكن لزائر معرض الكتاب البحث عن أي كتاب والتعرف على سعره عن طريق العنوان أو المؤلف، بواسطة أجهزة الحاسب الآلي في المعرض أو تطبيق معرض الكتاب الدولي 2012، على الأجهزة الذكية بعد ربطها بشبكة الاتصال. يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب تنطلق فعالياته مساء غد الثلاثاء 6 مارس (آذار) الحالي، ويستمر لمدة 10 أيام، ويصاحبه ما يربوا على 17 ندوة ومحاضرة، والتي تشتمل على مجالات ثقافية واجتماعية واقتصادية وثقافية متنوعة، بالإضافة لتقديم دولة السويد لعدد من المحاضرات الثقافية التي تعكس الوجه التراثي والثقافي لها.