بندر آل فهيد: خسائر بعض الدول قاربت 96 مليار دولار

رئيس منظمة السياحة العربية لـ «الشرق الأوسط» : قطاع السياحة تأثر بـ 18% بسبب اضطراب بعض الدول

منظمة السياحة العربية أشارت إلى أنها استطاعت رفع نسبة السياحة البينية إلى حوالي 49% (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

كشف مصدر مسؤول في منظمة السياحة العربية لـ«الشرق الأوسط» عن تأثر قطاع السياحة في الدول العربية، مرجعا السبب لما تعرضت له دول «الربيع العربي» خاصة، مبينا أن نسبة خسارة هذه الدول بلغت ما يقارب 96 مليار دولار، وأن حجم خسارة قطاع السياحة بلغت 18 في المائة.

وأوضح الدكتور بندر آل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، أن الظروف التي تعرضت لها دول الربيع العربي أثرت سلبا على قراراتهم في المنظمة، لا سيما أنها تعمل على تعطيل إصدار قراراتهم المتفق عليها فيما يتعلق بقطاع السياحة.

وأوضح أنهم يسعون إلى تفعيل التعاون العربي والدولي والإقليمي لتجاوز صدور هذه القرارات، مؤكدا على أن مهمة منظمة السياحة العربية باتت صعبة، إلا أنها تحاول أن تنفذ برامجها السياحية قدر المستطاع.

وأشار إلى إقامة ملتقى عربي - تركي يهدف إلى رفع الميزان السياحي بين تركيا ودول منظمة السياحة العربية، حيث سيتم خلال الملتقى تخصيص جناح خاص لمسقط باعتبارها عاصمة السياحة العربية لعام 2012 لافتا على اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية للعام 2013.

وقال آل فهيد: «سيخصص جناح خلال الملتقى يهدف إلى دعم القدس، رافضا تسويق بعض الدول لبعض الأماكن التاريخية في فلسطين على اعتبار أنها إسرائيلية»، محذرا هذه الدول التي أوضح أنها تروج لإسرائيل من فعل ذلك، وقال «هذه أماكن للفلسطينيين وليس للمحتل».

من جهته، أوضح عبد الملك الخليلي، وزير السياحة العُمانية السابق لـ«الشرق الأوسط»، أن السياحة تعتبر اليوم جانبا مهما للدول، حيث يعول عليه الاقتصاد في تغذية الدخل القومي، موضحا أن تحول الضيافة العربية من المفهوم الضيق لها إلى السياحة لا بد أن يكون مرافق له تهيئة، لافتا إلى أن هذه التهيئة لا بد أن تبدأ من المدارس والجامعات حتى يتمكنوا من التعامل بطريقة حضارية مع السياح.

مؤكدا أنهم في سلطنة عمان يهدفون إلى تحقيق السياحة النوعية، التي لا تركز على جذب عدد كبير من السياح فقط بقدر تركيزهم على عامل مهم وهو التأثير الاقتصادي، وذلك من خلال سعيهم لإقامة السائح في سلطنة عمان لفترة لا تقل عن أسبوع.

وأبدى أسفه لعدم توجه الخليجيين إلى السياحة التي تحمل روح المغامرة والتحدي، باستثناء بعض الشباب الذين يتجهون لذلك إلى جانب السياح الأجانب والأوروبيين، واكتفاء السائح العربي بالسياحة السهلة التي ترتكز على المجمعات التجارية والتسوق، وأضاف أن نسبة السياح الخليجيين تشكل نسبة 68 في المائة من الزائرين لعمان، متحفظا على حجم الاستثمارات السعودية هناك.

وبين آل فهيد تمكن منظمة السياحة العربية من رفع نسبة السياحة البينية إلى نحو 49 في المائة، مرجعا سبب عرقلتها إلى ما تتعرض له الدول العربية من ظروف سياسية، مبينا أن هذا الأمر يعمل على عدم سعيهم للتوجه إلى دعوة السياح إلى هذه البلدان المضطربة، حتى لا تجعل السائح يشكك في مدى مصداقيتهم، مشيرا إلى أن السياحة والأمن لصيقان حيث قال: «متى ما وجد الأمن أصبح من السهل جدا التسويق للسياحة».

وحول القرية العربية التي أعلن عنها سابقا، بيّن رئيس منظمة السياحة العربية الانتهاء من المخططات الخاصة بها، موضحا أنها تحظى باهتمام من قبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والهيئة العامة للسياحة، لافتا إلى ارتباطها بالظروف المضطربة التي تمر بها الدول بعض العربية لا سيما أن القرية العربية تعتمد أساسا على مشاركة هذه الدول.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مقر منظمة السياحة العربية بحضور عبد الملك الخليلي، وزير السياحة العماني السابق، والدكتور بندر آل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، بمناسبة زيارة الخليلي للمنظمة لتسلم جائزة السياحة الدولية لعام 2012 في مجال القيادة والإبداع، والإعلان عن مسقط عاصمة السياحة العربية، حيث تم اختيارها من قبل لجنة تضم 7 دول إضافة إلى المنظمة العربية للسياحة.