حصة بنت سلمان: دعم خادم الحرمين دخول السعوديات مجلس الشورى مفاجأة تفوق قيادتهن للسيارة

لدى رعايتها لحفل البنات الختامي لمسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره

TT

تمنت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز أن تتحقق رؤية والدها الأمير سلمان بأن لا يقتصر حفظ القرآن الكريم على الحفظ فقط، بل يكون مدخلا لدراسة شمولية لعلوم الدين والفقه.

وقالت خلال حضورها ورعايتها للحفل الختامي في الدورة الـ14 للفتيات لمسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره: «إن دخول السعوديات مجلس الشورى يأتي بمثابة اقتحام لمركز رفيع يسبق قيادة المرأة للسيارة»، كما تمنت الأميرة حصة رؤية السيدات مترافعات في المحاكم، ودعت الفائزات إلى عدم الاكتفاء بحفظ القرآن فقط، بل جعله داعما لهن للاستمرار بالأبحاث في جميع المجالات العلمية والحقوقية.

واعتبرت الأميرة حصة بنت سلمان في كلمتها أول من أمس أن رعايتها للحفل شرف لها، مؤكدة أن المسابقة تعكس اهتمام الحكومة بالقرآن الكريم وحفظه وتلاوته وتجويده وتدبره، معبرة عن سعادتها بالمسابقة داعية للفائزات بأن ينلن النور في الدنيا والآخرة. من جانبها اعتبرت نورة الفايز نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات، أن الحفل هو حصاد لثمار اهتمام الأمير سلمان بن عبد العزيز بالتشجيع على القرآن وحفظه، مبينة أن الأميرة حصة بنت سلمان هي سليلة لعائلة عرفت باهتمامها بكتاب الله والإشراف على مسابقات لحفظه وتدبره وتلاوته. وقد فازت 15 فتاة بجوائز تقدر قيمتها بـ554046 ألف ريال، وحضر الحفل قرابة 400 سيدة واستطاعت الفتيات خلال هذه الدورة الفوز بكافة أفرع الجائزة الخمسة. وعبر عدد من المشاركات والفائزات عن سعادتهن برعاية الأميرة حصة للمسابقة، وأوضحن أن الاهتمام بالقرآن الكريم وحفظه زاد في السنوات الأخيرة، حيث قالت أسماء السعدون مدرسة في دار التحفيظ أن الفصل الذي كان يضم 25 طالبة أصبح الآن يضم 36 طالبة، وهو ما يعني زيادة الإقبال على مدارس تحفيظ القرآن، مرجعة السبب لما تولده هذه المدارس من زيادة النضج العقلي والسلوكي للفتاة والذي يختلف عن مدارس التعليم العام، وترى أن طالبات مدارس التحفيظ يحققن درجات أكثر باختبارات القدرات ويصبحن أكثر وعيا وإدراكا من غيرهن، داعية مدارس التعليم العام إلى الاهتمام بالقرآن أكثر لكي لا يكون التركيز على مدارس التحفيظ فقط، وتتمنى زيادة عدد مدارس تحفيظ القرآن ليخف الضغط على الفصول الدراسية ويصبح الأداء الدراسي أفضل سواء للمدرسات أو الطالبات.

وقالت: «إن على المجتمع دعم حفظة القرآن ليحملوا رسالة القرآن التي تتقدم بها الأمم ليس فقط بالدين بل بجميع النواحي العلمية والطبية والاقتصادية». فيما أشارت الدكتورة هناء المطوع أستاذة الفقه المساعدة في جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن إلى أن هذه المسابقات تخلق حافزا وتنافسا بين الجيل للتسابق على شيء مفيد، فهناك الكثير من الأمهات اللاتي استطعن أن يجعلن أولادهن من حفظة القرآن بإقامة جوائز بسيطة كجعل الأكثر حفظا يختار وجبة العشاء والأكثر مراجعة يختار المكان الذي سيذهبون إليه في آخر الأسبوع للنزهة، وقالت: «إن هذه المسابقات تكون حافزا إيجابيا لجيل من الفتيات يتسابقن في الخير».

وتؤكد سمية الحربي فائزة في الفرع الثالث من المسابقة من المدينة المنورة أن حفظ القرآن الكريم يساعد على تنظيم الوقت والنجاح في كل نواحي الحياة وأن أنشطة دور تحفيظ القرآن تساعد في تشكيل شخصيات الفتيات للأفضل، معتبرة أن بعض المناطق في المملكة لا تركز على هذه السابقة ولا توعي الأفراد بها. وقالت «إن المشاركة في هذه المسابقة شرف وخير سواء فازت أو لا ورغم أنها في السنة الثانية في الجامعة في قسم تفسير القرآن، فإنها لا تخشى من عدم إيجاد عمل عند التخرج، فمجال التحفيظ مطلوب، كما أنها تستطيع أن تتولى تحفيظ الطالبات في المنزل»، وتؤكد أن العمل في تحفيظ القرآن من أفضل الأعمال. وتقول كريمة التويجري الفائزة بالفرع الثالث من القصيم، وتدرس في قسم القراءات في الجامعة بأنها تشعر أن الكثير زاد وعيهن بالجائزة، فهي لاحظت أن هناك مشاركات من مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى زيادة مسابقات حفظ القرآن كمسابقة الملك عبد العزيز وهو ما لم يكن موجودا في فترات سابقة من خلال ملاحظتها، خاصة أنها شاركت في المسابقة العام الماضي، واعتبرت أن المسابقة محفز للفتيات ومدارس التحفيظ ودور الذكر على التنافس في مجال الخير.

وتقول الطالبة في الصف الثاني متوسط رغد السعدون وتحفظ 22 جزءا إنها تأمل عندما تكبر أن تكون من الفائزات بالجائزة وأن التحاقها بمدرسة تحفيظ القرءان ساعدها على تنظيم الوقت. وقالت إن حفظ القرآن يحتاج لمراجعة أسبوعية دائمة لذا فهو يجعلك في حالة اتصال مع القرآن وتعاليمه بشكل مستمر ويدفعك للنجاح والقوة في حياتك وعدم الانشغال بأمور لا فائدة فيها. واختتم الحفل بتكريم الفائزات وقدمت الأميرة حصة بنت سلمان درعا إلى نورة الفايز وإلى الدكتورة حصة بنت عبد الرحمن الوايلي رئيسة القسم النسوي المنظم للمسابقة وللجهات الراعية، وقدم القائمون على الحفل درعا للأميرة حصة لرعايتها للحفل.