الأمير محمد بن فهد: لن نتهاون في محاسبة المتلاعبين بالصحة العامة

خلال افتتاح المؤتمر السعودي ـ الأميركي للسرطان في الدمام

الأمير محمد بن فهد يتحدث للإعلام بعد افتتاح المؤتمر السعودي - الأميركي للسرطان (تصوير: بطرس عياد)
TT

شدد الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، على ضرورة محاسبة المتلاعبين في الصحة سواء كانت مطاعم أو غيرها من المحال التجارية المتعلقة بالأمن الغذائي، وقال إن إمارة المنطقة لا تتهاون في قيامها بدورها في الحفاظ على الصحة العامة.

وأكد أمير المنطقة الشرقية بعد افتتاحه، أمس، فعاليات المؤتمر السعودي - الأميركي الأول لأمراض السرطان، المقام في الدمام، الذي تنظمه جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، بالتعاون مع جمعية السرطان الأميركية (أسكو)، أن الأمارة لن تتهاون في محاسبة أي محل مخالف تسبب في حالات تسمم، وأنه سينال جزاءه.

وأضاف الأمير محمد بن فهد أنه سيتم إصدار قرارات حاسمة لمعاقبة المتسبب والمفرّط في الصحة العامة، مضيفا أن الأمن الصحي والحفاظ على الصحة العامة للناس من أهم أولويات الإمارة، وقال إن الإمارة ستتابع مع الجهات المختصة تنفيذ الأوامر والقرارات.

وأشار الأمير محمد بن فهد إلى أن السعودية تشهد تطورا واضحا في المجال الصحي بمختلف مجالاته في معالجة الأمراض الخطيرة وغيرها بفضل الدعم الذي تلقاه القطاعات كلها، وتأهيل وتخريج الكوادر الطبية السعودية التي أثبتت نجاحها وتميزها.

وأثنى أمير المنطقة الشرقية على مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام وعلى الجمعية السعودية للسرطان في المنطقة الشرقية على المستوى العالمي الذي مكنهم من استضافة استشاريين في المجال الطبي من الدول المتقدمة، مما يرفع مستوى الوعي بهذا المرض الخبيث ورعاية المصابين به.

بدوره أكد رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، رئيس الجمعية السعودية للسرطان في المنطقة الشرقية، عبد العزيز التركي، خلال كلمته في حفل افتتاح المؤتمر على ضرورة تكثيف العمل لمكافحة هذا المرض الخبيث، وذلك من خلال البحث والتكاتف والتشارك مع جهات ذات اختصاص، من التي لها باع طويل في متابعة المرض، مشيرا إلى أن هذا التعاون مع أول مركز متخصص في الأورام منذ عام 1889 في أميركا إلى جانب جمعية السرطان الأميركية (أسكو) التي تأسست عام 1964، والتي تعتبر الجمعية الأولى في معالجة السرطان جاء لمصلحة المرضى في السعودية ودول الخليج والعالم العربي.

وفي لقاء صحافي طالب مختصون في أمراض السرطان ببناء شركات استراتيجية مع الدول العربية للحيلولة دون تزايد أعداد حالات الإصابة بمرض السرطان من خلال تبادل الدراسات والبحوث، وأكدوا فتح مجال البحث بين مراكز علاج السرطان في وأميركا والسعودية والتركيز على سرطان القولون والرئة والثدي للنساء، لأن هذه السرطانات تمثل أكثر من 50 في المائة من أنواع السرطانات المنتشرة في دول الخليج بما فيها السعودية. بدوره قال الدكتور حافظ حلواني، رئيس المؤتمر، إن مرض السرطان في المملكة قد يكون مختلفا عما عليه في أميركا، حيث إن معدل مرحلة التشخيص في السعودية هي المرحلة الثالثة، ومعدل مرحلة التشخيص في الولايات المتحدة هي المرحلة الأولى، وأضاف أنه سيتم مناقشة أسباب هذا الخلاف في طبيعة المرض، كما سيستعرض المؤتمر أبحاثا تتعلق بآثار نقص فيتامين «د» على الإصابة بمرض السرطان والدراسات العلاجية له في الوقاية والعلاج من مرض السرطان.

وحول نسبة انتشار السرطان في السعودية أوضح الدكتور يوسف رستم، رئيس العلاقات الدولية في مستشفى رازول بارك، أنه لا توجد أسباب واضحة يمكن القول بها، مبينا أن انتشار سرطان الثدي قد يكون بسبب أنواع الهرمونات التي تتناولها النساء في المملكة، كما أن الاستعداد الجيني يعد أحد أسباب الإصابة بالمرض، وقال إنه من المحزن أن أكثر المنشورات الموجهة لمرضى السرطان باللغة العربية لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب، كما أنها لا تلامس حاجة أكثر من 300 مليون مواطن عربي.

بينما أكد الدكتور دوغلاس بليني، رئيس جمعية السرطان الأميركية، أن من أسباب زيادة انتشار مرض السرطان في السعودية، ربما تعود إلى انتشار ظاهرة التدخين، وخصوصا إقبال كثير من النساء عليه خلال الـ10 سنوات الأخيرة، حيث إن مادة النيكوتين تعتبر من المواد التي تسرع بانتشار الخلايا السرطانية في الجسم ويصعب السيطرة عليها، حيث إن 60 في المائة من الحالات التي يتم اكتشافها في السعودية يتم تشخيصها في المرحلة الرابعة، وهذا أمر يستحيل معه الحد من انتشار المرض أو القضاء عليه. يشار إلى أن وزارة الصحة تقدر نسبة المدخنات السعوديات عند 5.6 في المائة من السعوديات. وبالعودة إلى الدكتور حافظ حلواني، الذي يشغل منصب واستشاري أورام الكبار في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، قال إن ورشات العمل ستركز على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال جراحة الأورام، وكذلك أحدث الاكتشافات المتعلقة بالعلاج الكيماوي والبيولوجي في أنواع السرطانات الـ3.

كما سيعقد على هامش المؤتمر اليوم، الخميس، 8 مارس (آذار) 2012 ورشتا عمل تتعلقان بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال التمريض المتخصص بمرضى السرطان، وورشة عمل للصيادلة من مختلف مستشفيات علاج السرطان في السعودية.