المناهج «المطورة» تسابق الوقت لتجاوز ضغط الخطة الزمنية

إداريات في تعليم الشرقية يعترفن بأن الحصص الدراسية غير كافية لمحتوى كل منهج

TT

في لقاء ضم إداريات في تعليم المنطقة الشرقية، دار نقاش ساخن حول مدى مواءمة المناهج المطورة للخطة الزمنية المقررة خلال العام الدراسي، وذلك في ظل ضغط الكم الكبير من المعلومات ضمن هذه المناهج، وهو محور افتتحته مديرة اللقاء الذي احتضنته غرفة الشرقية مساء أول من أمس، مها العمير، وهي مديرة مدارس الظهران الأهلية للبنات، إذ تساءلت قائلة «ما رأيكم بمحتوى المناهج حاليا، كما ونوعا؟ وما مدى مناسبتها للخطة الزمنية المحددة لها؟».

وردت الدكتورة ملكة الطيار، وهي مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بتعليم البنات في المنطقة الشرقية، على ذلك قائلة «محتوى المناهج المطورة رائع، لكن الإشكالية في الكم الهائل لمواضيع كل منهج، والخطة الدراسية أصبح فيها ضغط مقارنة بحجم المنهج نفسه». في حين عادت العمير للقول: «كم المعلومات في المناهج هائل، فإذا كانت المعلمة ستدخل في العمق وستدرب على مهارات، مثل البحث والتقصي ومهارات التعلم النشط، فهي هنا تحتاج إلى وقت وجهد!».

في حين تناولت ذلك سناء الجعفري، وهي مديرة إدارة الإشراف التربوي بالمنطقة الشرقية، بالقول «هل الحصص الدراسية كافية للمنهج؟ طبعا غير كافية!»، مشيرة إلى أن الطالب يحتاج إلى إعطائه فرصة أكبر ووقتا مركزا، خاصة بالنسبة للمناهج المطورة لكل من مادتي الرياضيات والعلوم، حسبما ترى.

وأنعش اللقاء الذي ضم جمعا غفيرا من التربويات، مداخلة من إحدى الطالبات، وهي مهديم الراشد، التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، والتي أثارت مداخلتها تصفيق الحضور، إذ قالت «التطوير ماذا يعني لنا نحن الطالبات؟ لا أعلم! فقط أصبح لكل مادة كتابان، كتاب الطالبة وكتاب النشاط، وهناك من المعلمات من يهتم بكتاب النشاط وأخرى لا تهتم به مطلقا، فهل كتاب النشاط أساسي أم تكميلي؟ وما هدفه؟ وما فائدته؟ أصبحت حقيبتي مليئة بالكتب والملفات، ولكل مادة ملف إنجاز!».

وتضمن اللقاء الذي حمل عنوان «المناهج المطورة بين الواقع والمأمول»، تفاصيل مشروع تطوير المناهج وجهود التدريب عليها، وهنا تحدثت الجعفري عما عملته الوزارة مؤخرا قائلة «تم اختيار مجموعة من المشرفات التربويات المتميزات في إدارات التعليم على مستوى جميع المناطق بمسمى (خبير تربوي)، والخبيرات التربويات كان لهن إعداد وتأهيل في الوزارة، ثم طلب منهن إعداد حقائب تدريبية للميدان التربوي، ولدينا في المنطقة الشرقية 5 مشرفات تربويات من إدارتنا، بمسمى (خبيرات) يدربن على مستوى المملكة، في العلوم والرياضيات والدين والعربي والاجتماعيات».

وأردفت قائلة «بعد ذلك وُضعت تحت مسمى مشرفات مركزيات للتدريب، والمنطقة الشرقية فيها مجموعة من المدربات بمسمى (مدرب مركزي) على مستوى المنطقة، ولدينا نسب عالية من التدريب»، وتطرقت الجعفري إلى المشروع الأخير الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم حول تقييم مديري ومديرات المدارس، والذي يتضمن استبانة توزع على كل مدرسة، مضيفة: «طلبنا رأي الميدان، حتى تعرف مديرة المدرسة ما هو مطلوب منها».

أما الدكتورة ناهدة الزهير، وهي صاحبة مركز خاص لتدريب الكوادر الطبية، فقد تناولت خلال مداخلتها قصور الإرشاد والتوجيه المهني في المناهج، بقولها «لقد قدمت مشروعا في الولايات المتحدة الأميركية لتدريب خريجي وخريجات الثانوية العامة، بحيث إن من يريد الدخول لمهنة الطب، ينخرط في المجتمع سلفا للتعرف على هذه المهنة قبل أن يقرروا أن يصبحوا أطباء أو لا، وقد تبنته إحدى المدارس الثانوية في ولاية بنسلفانيا، وطبقوه فوجدوا أن كثيرا من خريجي الثانوية كانوا يتمنون أن يكونوا أطباء ثم تراجعوا عن ذلك»، متسائلة عن وجود مشاريع وخطط من هذا النوع داخل المدارس.

وهو ما أجابت عليه مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بتعليم البنات، بالقول «برامج الإرشاد المهني موجودة لدينا في إدارة التوجيه والإرشاد، وهي إدارة متخصصة لها بعض المهام، ومن ضمن مهامها الأساسية الإرشاد المهني للطلاب والطالبات، وهناك شراكات مع وزارة الصحة ومع بعض الشركات لعرض خدماتها ولإرشاد الطلبة نحو المؤسسات الموجودة داخل المجتمع، التي ممكن الالتحاق بها بعد الثانوية، سواء للمجالات الصحية أو الإعلامية أو غيرها».

وتناولت مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بتعليم البنات؛ ملتقيات المناهج التي وصفتها بأنها «تستهدف مد جسور وبناء شراكات وآلية تعاون مستمر مع الشركاء».

وعن المخرج المأمول من تطوير المناهج، أشارت إلى أن ذلك يسعى لإيصال السعودية إلى مجتمع المعرفة بحلول عام 2020، ومواكبة التطورات العالمية، والمشاركة في المسابقات العلمية والإقليمية والعالمية، وتحقيق جودة مخرج التعليم.