مبادرة اجتماعية تطوعية تطلق حملة «ركاز» لتعزيز الأخلاق مستهدفة فئة الشباب

أبرمت اتفاقيات مع جهات حكومية لتعزيز قيمة «الصحبة» في 6 مدن

TT

بدأت مجموعات شبابية على مستوى ست مدن سعودية تحت اسم «ركاز لتعزيز الأخلاق» منذ مارس (آذار) وحتى مايو (أيار) من السنة الحالية، تطبيق حملات إعلامية قيمية موجهة تستهدف الجنسين ما بين 15 إلى 25 عاما، مستلهمة مشاريع «التطبيقات الأخلاقية» الدارجة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية التي بدأت في الانتشار منذ ثمانينات القرن الماضي.

وبأسلوب مغاير في التوجيه والإرشاد تحاول «ركاز» تسويق الأخلاق وتعزيزها عبر «الخطاب الوعظي غير التقليدي» على مستوى الحالة الدينية في السعودية، وهو ما برره الأمين العام لـ«ركاز» أحمد بن حكم عسيري بأن تلك المشاريع الغربية نجحت في تحويل «المبادرات الاجتماعية التطوعية» إلى عمل مؤسسي، وهو ما نجحت فيه تلك المشاريع الأوروبية والأميركية على السواء، ليستدرك بعدها بالقول: «لكن بأسلوب شرعي وسطي». وقال إن مشروعهم قائم على الحملات الإعلامية القيمية الموجهة للشباب والتي تأتي تحت شعار «صحبتك سمعتك» لهذا العام، سترتكز على وسائل توجيهية بقالب عصري غير تقليدي، طوال ثلاثة أشهر متتابعة «مارس – أبريل - مايو» من السنة الحالية على مستوى 6 مدن سعودية هي «جدة، الشرقية، الطائف، الرياض، ينبع، أبها».

وفي سياق متصل كشف عسيري عن توقيع «مذكرة تعاون» مع إدارة التعليم بمحافظة جدة، وجامعة الطائف، وعدد من إمارات المناطق من أجل القيام بسلسلة «برامج وأنشطة» ستقوم بها «ركاز» بين طلبة المدارس والجامعات لتعزيز قيمة الصحبة بين الشباب. الاستهداف المتخصص لتلك الفئة برره مدير «ركاز» بأبها حسن سلمان، مستندا على الدراسات الاجتماعية المحلية التي تشير إلى محدودية وارتجالية البرامج الفردية والمبادرات غير المدروسة، وهو ما قال عنه مدير «ركاز» الرياض بدر الخنبشي: الفكرة التي تقوم عليها «ركاز» بتحويل العمل التطوعي إلى مؤسسي، مستفيدين من برامج التطبيقات الأخلاقية المشابهة لها في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولكنها «برؤية شرعية وسطية».

لم ينته حديث الخنبشي عند هذا الحد، بل أعطى مؤشرات تربوية تربط حملات «ركاز» لتعزيز الأخلاق كمشروع مواز لحالة التسارع الكبيرة في المشاكل بين الشباب والتي وصلت إلى حالة ما وصفه «بالحل الأبيض والأسود» الذي ترجمه بقوله: «هل الشباب مشكلة أم حل»، مؤكدا أن «الحملة تحاول المساهمة في عدم وصول مجتمعنا المحلي لنتيجة المجتمع غير المتعافي». لغة الأرقام وجدت لها مساحة واسعة خاصة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي التي أشارت إلى أربعة ملايين مستخدم لـ«فيس بوك»، و300 ألف يستخدمون «تويتر» بالمملكة، وهو ما حاولت «الأمانة العامة لركاز» ترجمته على الأرض بإطلاق عدة مشروعات «لخدمة المجتمع إلكترونيا»، من خلال برنامج شامل متطور إلكتروني عبر خدمات تفاعلية في «فيس بوك».

عميد شؤون الطلاب بجامعة الطائف وعضو الأمانة العامة لـ«ركاز» الدكتور فهد بن سعد الجهني أكد أن مبادرة الجامعة لاحتضان مشروع «ركاز» سوف يعرض إقليميا على مستوى دول الخليج في اجتماع عمداء شؤون الطلاب على مستوى الجامعات الخليجية. فيما أكد مدير إدارة خدمة المجتمع بمؤسسة السبيعي الخيرية، عبد العزيز الماجد، ضرورة أن توجه المنح الخيرية نحو دعم وتطوير المبادرات الاجتماعية خاصة لفئة تعد الأعلى سكانيا في المملكة بنسبة 60 في المائة، يأتي هذا الدعم الاستراتيجي لمشروع «ركاز» التطوعي كخطوة فعلية نحو تعزيز القيم بين الشباب.