الأمير خالد الفيصل: دعاة مقاطعة معرض الكتاب «حاقدون وحاسدون وجهلة»

الشريف لـ «الشرق الأوسط»: لم نطلب من الغرف التجارية حث الشركات على تزويدنا بخططها في مكافحة الفساد

الأمير خالد الفيصل خلال زيارته لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أمس، ويبدو في الصورة وزير الثقافة والإعلام («الشرق الأوسط»)
TT

وصف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، دعاة مقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب بـ«الحاقدين والحاسدين».

وشدد الأمير خالد الفيصل عقب زيارته معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس، على أنه لا يمكن لأي إنسان مثقف أو طالب علم أو من يريد الخير لوطنه ولبلاده وشعبه أن يقاطع هذا المعرض أو يدعو لمقاطعته.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن من يسعى لتشويه هذا العمل الثقافي الكبير هو إنسان «جاهل وحاقد»، مضيفا أن محاولات تشويه المعرض لن تكون إلا من إنسان يريد إيقاف عجلة النمو والتنمية والرقي والازدهار لفكر الإنسان السعودي.

وهنأ الأمير خالد الفيصل قيادة المملكة على المستوى الحضاري الذي ظهر به المعرض، والإقبال الذي يحظى به، وقال: «أهنئ القيادة على هذا المستوى الحضاري الذي رأيته على وجوه الزوار من بهجة وهم يتجولون ويتزودون من شتى أنواع العلوم والثقافة، وأهنئ وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه على هذا العمل الكبير والجبار، وكم سمعت وعرفت وقرأت أن الإقبال على الكتاب والقراءة في المملكة أصبح الأول على مستوى العالم العربي، وفي ترويج وشراء الكتب تعد المملكة كذلك من أوائل الدول العربية، وهذا يدل على هذه النقلة الحضارية العلمية الثقافية التي يحظى بها السعوديون في هذه المرحلة العظيمة والكبيرة من مرحلة الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول».

على صعيد آخر، كشف الدكتور محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط، عن أن «هيئته التي يتولى منصب رئاستها تركز مهمتها في مكافحة الفساد المالي والإداري، في القطاع الحكومي والقطاع شبه الحكومي»، موضحا أن رقابة هيئة الفساد تولي قطاع الشركات العامة، التي تساهم فيها الدولة بنسبة 25 في المائة فأكثر، رقابتها بشكل خاص.

وأكد الشريف على أن هيئة الفساد غير مسؤولة رقابيا عن الجهاز غير الحكومي، مشيرا إلى عدم اختصاص الهيئة بمتابعة المجال العقاري والسوق المالية بالبلاد، لافتا إلى وجود جهات رقابية حكومية تولي تلك القطاعات جل اهتمامها.

جاء ذلك التصريح على خلفية زيارة الدكتور محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لمعرض الرياض الدولي للكتاب مساء أول من أمس، حيث اطلع بصحبة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان على جوانب من محتويات المعرض ودور النشر المشاركة.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالسعودية على اختصاص هيئته بالقطاع الخاص في جوانب معينة، مشيرا إلى أن الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص والغرف التجارية، تعتمد برامج وخططا لمكافحة الفساد في منشآتها، وتزود الهيئة بنسخ منها والهيئة تقوم بمتابعة تنفيذها وتقويمها ومراجعة النتائج، حتى ترى ما إذا كانت هذه الخطط أدت إلى تحسن مفهوم الشفافية وإنكار الفساد والامتناع عن ممارسته أم لا، لافتا إلى أن الخطط التي يتبناها القطاع الخاص ينحصر دور الهيئة في الإشراف والمتابعة لتنفيذها فقط.

وشدد الشريف على أنهم لم يقوموا بالطلب من الغرف التجارية بحث شركات ومؤسسات القطاع الخاص بالسعودية على تبني مثل هذه البرامج والخطط المتعلقة بمكافحة الفساد، معتبرا أن ذلك خارج عن نطاق صلاحيات هيئته.

وبين الشريف أن مشاركة هيئة مكافحة الفساد بمعرض الرياض للكتاب تأتي في إطار شرح دور الهيئة وأهدافها واختصاصاتها والتعريف بمهامها، موضحا أن مهام الهيئة تدور حول محاربة أي نوع من أنواع الفساد المالي في الجانب الحكومي.

وزاد «وجود الهيئة ومشاركتها في المعرض الدولي للكتاب يأتي من باب دورها المكلفة به.. أولا التوعية وثانيا التثقيف وثالثا نشر مفهوم النزاهة ورابعا مكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، ووجود الهيئة بالمعرض حتى تكون قريبة من المواطنين فهم شركاؤها لتجيب عن أسئلتهم وتزودهم بما لديها من معلومات ومطبوعات وكتب تساهم في نشر مفهوم ثقافة الشفافية ومكافحة الفساد، هذا هو الهدف الأساسي من وجودها في المعرض».

وبين الشريف أنه في بداية إنشاء الهيئة كان المواطنون متعطشين لوجود الهيئة فأمدوها بالكثير من البلاغات تتعلق بشؤون فساد أو قصور في المشاريع مثل الخدمات العامة والصحية والبلدية والمياه والصرف الصحي، موضحا أنها كانت عبارة عن معلومات ينقلها المواطنون للهيئة عن ملاحظاتهم على مثل هذه المشاريع.

وأضاف «نحن طلبنا من المواطنين والموظفين وكذلك المقيمين أن يبلغوا الهيئة بما يلاحظونه، ولا بد على من يبلغ أن يبلغ عن معلوماته الشخصية كاملة وله الحق في أن يطلب إبقاء معلوماته الشخصية محجوبة»، ويضيف أن «موظفي الهيئة لا يوجد فيهم أي شك حول تسريبهم أي معلومات، حيث أدلوا بالقسم على أداء أعمالهم على أكمل وجه».

وأبان الشريف قيام الهيئة بتخصيص «خط ساخن» للبلاغات، حيث يخطر الشخص المبلغ بمعلومات عن كيفية البلاغ، كما أن هناك موظفين مفرغين يردون على جميع استفسارات المبلغ حول موضوع البلاغات والفساد.

وأشار الشريف إلى أن الزيارات التي تقوم بها الهيئة للوزارات من أجل بناء الجسور بين تلك الجهات والهيئة والتعريف بمهمات الهيئة، والطلب منهم التعاون مع تلك الجهات ودعم الشراكة الموجودة بين الطرفين، وأضاف أن «جميع الزيارات التي قامت بها الهيئة هي مبادرة من الهيئة وليست بطلب من تلك الجهات».