تطبيق الرياضة النفسية حق مشروع وبديل عن استخدام العقاقير ذات التأثيرات السلبية على المجتمع

رائد مجال علم النفس الرياضي التطبيقي في السعودية لـ «الشرق الأوسط» :

TT

كشفت دراسة حديثة أجريت لمعرفة أسباب الانسحاب المبكر من الرياضة في السعودية ومعرفة أسباب ظهور النجوم واختفائهم «كفرقعة الصابون»، عن أن هناك أسبابا نفسية ومحددات بيولوجية تؤثر سلبا على اللاعب، إضافة إلى غياب استعدادات خاصة بالعمل الرياضي تتسبب في حدوث ذلك.

وأوضح الدكتور أحمد الحراملة، مسؤول قسم مهارات تطوير الذات والمرشد الأكاديمي بوحدة الإرشاد الطلابي بجامعة الملك سعود بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك عدة مسببات توصلت إليها الدراسة حول الانسحاب المبكر من الرياضة، منها عدم إخضاع اللاعبين لمقاييس نفسية دقيقة عند خوضهم تجربة ممارسة أي رياضة.

وبين الحراملة أن هذه الدراسة تم تطبيقها على الرياضيين الناشئين، وقال «أطمح في تطبيقها على الفرق الأولى التي تمثل الأندية والمنتخبات»، لافتا إلى أن الرياضة حق مشروع للجميع، الأمر الذي يعني أن تطبيق الرياضة النفسية أيضا مهم جدا خاصة أنه بالإمكان استخدامها كبديل عن العقاقير التي لها تأثيرات سلبية واضحة على مجتمعنا.

واستطرد «يفترض وجود اختصاصي نفسي رياضي لكل ناد أو فريق، شريطة ألا يتعارض عمله مع المدير الفني»، مبينا أهمية أن يكون عملهم متكاملا كمنظومة واحدة. وقال «للأسف نحن لدينا مشكلة في السعودية وفي بعض دول العالم وهي أن المديرين الفنيين والمدربين ينظرون للعمل في مجال علم النفس الرياضي على أنه عمل كمالي وليس أساسيا»، مرجعا السبب لوجود نقص في الوعي لدى المديرين الفنيين والمدربين حول أهمية هذه المهارات النفسية التي بإمكانها أن تساند برنامج النادي الرياضي وتعمل على نجاحه.

وحول وجود برامج توعوية للأندية بأهمية وجود اختصاصي نفسي رياضي، بين أنه من المفترض على القائمين في القيادات العليا بالمجال الرياضي في المملكة، أن يعملوا على توظيف وتعيين أشخاص متخصصين في مجال علم النفس الرياضي، إضافة إلى ضرورة تفعيل برامج الإعداد النفسي والتدريب العقلي وتدريب المهارات النفسية، ليسير جنبا إلى جنب مع تطوير المهارات الحركية والقدرات البدنية والنواحي الخططية.

وأشار الحراملة إلى بعض المهارات النفسية التي قد تكون جديدة على الأندية السعودية، منها تدريبات التصور العقلي، والتي تعطي اللاعب القدرة على تصور طريقة اللعب قبل دخوله للملعب، إضافة إلى تنظيم الطاقة النفسية في الملعب وأساليب مواجهة توتر المنافسة، وتدريب إدارة الضغوط النفسية. وأضاف «كما أن التدريب على التحكم في التركيز والانتباه يعتبر من المهارات المهمة جدا ويفتقدها اللاعبون في الملعب».

وحول سعيهم لوجود آلية تعاون بين الأندية والاختصاصي النفس الرياضي، أشار إلى أنه قام بمراسلة المسؤولين في رعاية الشباب وطرح خطة ومشروعا شاملا لعدة أساليب متنوعة للكشف عن الأفكار والأساليب السلبية ومعالجتها، إضافة إلى معرفة كيفية إعادة بناء النسق الفكري الرياضي، لافتا إلى أهمية ذلك عند الحاجة لمعالجة مشكلة معينة فلا بد أن تحل من جذورها إلا أنه لم يأته الرد للآن.

ولفت إلى أن عدد العاملين في علم النفس الرياضي داخل المملكة قليل جدا لا يتجاوز الأربعة أشخاص، بينما لا يوجد من يعمل في مجال علم النفس الرياضي التطبيقي في المملكة حتى الآن، حيث إنه يعتبر الأول في هذا التخصص داخل المملكة، متمنيا أن تتاح الفرصة لفتح قسم في إحدى الجامعات متخصص في مجال علم النفس الرياضي.

وعاد الحراملة ليؤكد أن الرياضة فكر وليست مالا، حيث قال «نحن بحاجة إلى وضع أسس وبنية تحتية للرياضة، خاصة أنها عبارة عن مجموعة عوامل متكاملة، فيها ما يتعلق بالجانب البدني لتطوير اللاعب، إضافة إلى ما يتعلق بالجانب المهاري والخططي، وجوانب فكرية وعقلية ونفسية، لافتا إلى أن المحور النفسي مهم جدا، حيث إنه يساهم في تطوير الأداء الرياضي وتنمية الشخصية الرياضية لتكوين خبرة إيجابية في ممارسة الرياضة.

وأشار إلى أن اللاعب الأوروبي أو الأجنبي في الرياضة المتطورة هو لاعب متمكن ومتوازن في جميع إعداده وليس لديه مشكلة، بينما اللاعب العربي ينقصه الكثير في الإعداد.