«الربيع العربي» يحل ضيفا على معرض الرياض للكتاب بصحبة بلد نوبل

اليمن ومصر وتونس وليبيا حديث الحرية والثورة.. وسوريا الغائب الأبرز

تجاوز أثر الربيع العربي حدود التغيب ليكون حاضرا في عناوين ومطبوعات معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 («الشرق الأوسط»)
TT

ألقى الربيع العربي بثوراته التي اجتاحت عددا من الدول العربية بشيء من التداعيات على المشهد الثقافي لنشر الكتب ومشاركة الدور العربية المتخصصة في النشر، والتي منعتها أحداث ذلك الربيع من الوجود بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012، حيث تم اختيار «الربيع العربي» وبلدانه لتكون ضيف شرف المهرجان هذا العام بجانب السويد.

وتجاوز أثر الربيع العربي حدود التغيب ليكون حاضرا في عناوين ومطبوعات معرض الرياض الدولي للكتاب 2012، حيث تناولت الكثير من المطبوعات أحداث عام 2011 من الثورات العربية والانتخابات. وكان لتداعيات ذلك الربيع في عدد من الدول العربية كاليمن ومصر وتونس أثره في وجود دورها العريقة في النشر الورقي للكتب، حيث شاركت جمهورية اليمن بـ3 أجنحة، احتوت على 1291 إصدارا تطغى على أغلبها الصبغة الوطنية، وما أورثه المشهد السياسي والحراك الاجتماعي الثائر هناك على كل الصعد السياسية أو الاقتصادية أو الأدبية. فبرزت عناوين الإصدارات السياسية اليمنية تروي حكاية الثورة وتناقش حريات الشعب والانتخابات، ولعل عناوين «الشعب يريد يمن جديد» للكاتب عبد السلام الدالي، و«أشواق الحرية وآلام المخاض» و«معركة أحرار اليمن مع الفرعنة الصالحية» للكاتب فؤاد البنا، و«خطوة إلى اليمن الحديث»، هي عناوين لإصدارات تتناول إرهاصات وأحداث وتحديات الثورة الشبابية الشعبية السليمة في اليمن.

ففي كتاب «معركة أحرار اليمن مع الفرعنة الصالحية» للكاتب فؤاد البنا يقول المؤلف في رسالة منظمة إلى اليمن الحديث «الحرية أغلى ما نملك، وبالحلم نبني الأوطان، وبالحب والوفاء يرتقي الإنسان، وبالسلام والابتسام يكون المجد، والأرض كافية ليعيش كل من عليها، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، والشعب أولى أن يعمل لأجله الجميع».

وزاد «والحياة لمن أحب الخير ووضع الابتسامة للآخرين (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وكما تناولت بعض الكتب الحروب الحوثية، تحدثت بعض الكتب الأدبية عن القبائل والعادات والمورثات اليمنية».

وفي السياق ذاته، نثرت أم الدنيا وقبلة العروبة جمهورية مصر إصدارات دور نشرها عبر تنوع أجنحتها بمعرض الرياض للكتاب، فكان الربيع العربي حاضرا في إصداراتها، حيث شاركت الدور المصرية بـ130 جناحا، وغلب على جزء كبير منها الإصدارات التي تتناول ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ككتاب «أعلام ثورة يناير» للدكتور درويش البان، والذي تحدث عن آليات استخدام الشبكات الاجتماعية في ثورة يناير.

وتماثل الدور المصرية مشاركة الدور التونسية بمعرض الرياض للكتاب، حيث شاركت تونس بـ5 أجنحة، تناولت معظم إصداراتها الانتفاضة ضد حكم بن علي، وما حققته ثورة الياسمين كما يطلق عليها التوانسة من انتصارات، أدت إلى تبدل الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد، فيما تناولت بعض من تلك الإصدارات التنمية في تونس والانتخابات والدستور الجديد.

وبعد فترة انقطاع عن المشاركة بمعرض الرياض للكتاب دامت 11 عاما، عادت الدور الليبية للوجود به وإن كان ذلك على استحياء، حيث ظهرت دار ليبية واحدة تعرض سلسلة كتب وروايات تناقش مختلف القضايا، التي تهم ليبيا في بحثها عن الحرية، بعيدا عن هواجس الرقابة والمضايقات الأمنية، التي كانت سائدة في ظل نظام معمر القذافي البائد.

إلا أن الغائب الأبرز عن معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 كان الدور السورية، حيث ألقت الأزمة السورية بظلالها على مشاركة تلك الدور، مما جعل العديد من زوار المعرض يتساءلون عن تلك الدور وكيفية الوصول لأحدث طباعاتها وإصداراتها، وتشتهر الدور السورية بجودة الطباعة والإخراج الفني بالإضافة لكون الدور السورية من أكثر دور النشر العربية تخصصا في نشر كتب التراث الإسلامي والعربي القديم والحديث.