«الدفاع المدني» يحذر من الإهمال في توفير وسائل السلامة بالمنازل

الأطفال وكبار السن يتصدرون قائمة الخسائر البشرية في الحوادث المنزلية

TT

حذر كبير اختصاصيي السلامة بالمديرية العامة للدفاع المدني بالسعودية، من مخاطر التهاون في توفير متطلبات ووسائل السلامة في المنازل بدعوى التكاليف المالية، مؤكدا أن الأضرار الجسيمة والخسائر الكبيرة المترتبة على ذلك، لا سيما الخسائر البشرية، في حال وقوع الحوادث المنزلية، لا يمكن تعويضها.

وأوضح عبد الرحمن الحساوي، كبير اختصاصيي السلامة بالمديرية العامة للدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط» أن حوادث سقوط الأطفال أثناء اللعب، التي قد تنجم عنها إصابات خطيرة، تستدعي من الآباء والأمهات مراقبة الأطفال وتهيئة الأماكن المناسبة للعب تبعا لسن الطفل ومعدلات نموه البدني، موضحا أنه يمكن تجهيز أماكن لعب الأطفال في المنزل بالسطوح الرملية والمصنوعة من اللباد لامتصاص الصدمات مع الحرص على فحص لعب الأطفال بصفة دورية، وتوعيتهم بمكامن الخطر مثل منافذ التيار الكهربائي.

يأتي حديث الحساوي في وقت يحتفل فيه جهاز الدفاع المدني السعودي باليوم العالمي للدفاع المدني لعام، الذي يرفع شعار «الدفاع المدني والسلامة في المنازل»، حيث كثف الجهاز فعالياته وبرامجه التوعوية وأنشطته التدريبية نحو شريحة الأسر وربات البيوت، بهدف تعزيز الوعي وتجنب مخاطر الحوادث المنزلية.

وبين الحساوي أن المخاطر المنزلية الناجمة عن تسرب الغاز، تأتي لأسباب تتعلق بالإهمال من قبل أصحاب البيوت، مشيرا إلى ضرورة الفحص الدوري لتمديدات الغاز، وعدم تعرضها للحرارة، والتأكد من أن التمديدات المطاطية خالية من التشققات، وعدم اللجوء إلى أعواد الثقاب في حال الكشف عن التسرب، إلى جانب ضرورة تزويد المطابخ المنزلية بالأجهزة الكاشفة لتسرب الغاز.

ولفت كبير اختصاصيي السلامة بالدفاع المدني إلى أهمية الصيانة الدورية لسخانات الماء الكهربائية، للتأكد من صلاحية صمام الأمان والقاطع الحراري ومؤشر قياس الحرارة، مع الحرص على فصل التيار الكهربائي عن السخان في حال انقطاع المياه.

وأضاف الحساوي أن المشاهدات والإحصاءات تؤكد أن جزءا كبيرا من الحوادث المنزلية تحدث داخل المطابخ وأثناء إعداد الطعام بسبب الأدوات الحادة والخطرة، التي توجد في كل مطبخ مثل السكاكين والميكروويف، وأدوات فرم اللحوم ومواقد الغاز، التي كثيرا ما يؤدي سواء استخدامها أو العبث بها من قبل الأطفال إلى حوادث مؤلمة.

وأكد كبير اختصاصيي السلامة أن الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للحوادث المنزلية في الحمامات، بسبب السطح الأملس للأرضيات الذي قد يكون سببا في الانزلاق، أو بسبب الماء الساخن الذي قد يسبب حروقا شديدة، وأن هناك أيضا حوادث غرق الأطفال داخل البانيو، أو الجروح الناجمة عن عبث الأطفال بشفرات الحلاقة في حال وضعها في أماكن غير مناسبة داخل الحمامات، وكذلك الأمر بالنسبة للمنظمات والمطهرات الكيماوية، مشيرا إلى أهمية فرش أرضية الحمام بالمطاط أو البلاستيك الخشن، وتزويد قاع البانيو ببساط من المطاط عند الاستحمام، وتركيب مقابض بالقرب من المغاسل يمكن أن يستعين بها كبار السن أثناء تحركهم داخل الحمامات.

وشدد الحساوي على ضرورة وجود حقيبة للإسعافات الأولية في كل منزل، وكذلك طفاية حريق وتدريب جميع أفراد الأسرة على استخدامها، وكذلك تركيب أجهزة الإنذار ضد الحريق، والتأكد من فعاليتها، مشيرا إلى أن ذلك لا يتكلف مبالغ كبيرة، ولا تقارن تكلفتها بالخسائر الجسيمة التي قد تحدث في حال اشتعال حريق على سبيل المثال، كما لا يمكن مقارنتها بفقدان الأرواح التي لا يمكن تعويضها.

وفي السياق ذاته وتحت عنوان «التوعية في مجال السلامة المنزلية»، تنظم المديرية العامة للدفاع المدني صباح اليوم السبت 10 مارس (آذار) الحالي، ملتقى علميا يهدف إلى تنمية الوعي الوقائي ضد كل الحوادث التي قد تقع بالمنازل والإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها لسلامة جميع أفراد الأسرة، وذلك بنادي ضباط الأمن بالرياض.

ويناقش الملتقى اشتراطات الدفاع المدني للسلامة في المنازل، وأهمية تضافر الجهود في مجال التوعية بمتطلبات السلامة في المنزل ومطالبة مكاتب الاستقدام بضرورة تدريب العمالة المنزلية على وسائل السلامة وكيفية التصرف السليم في حالات وقوع الحوادث بالمنزل، قبل قدومها إلى المملكة، وإقامة دورات تدريبية في مراكز متخصصة لتنمية قدرات العاملات المنزليات في التعامل مع كل المخاطر المنزلية مثل تسرب الغاز أو الحرائق الكهربائية أو الحوادث التي قد تقع أثناء طهي الطعام.