السعوديون يستهلكون 200 مليون قارورة مياه.. كل 3 ساعات

متخصصة في المسؤولية الاجتماعية تطالب باستثمار هذا الكم الكبير من الأوعية البلاستيكية

صورة عرضتها متخصصة في المسؤولية الاجتماعية تتضمن جانبا من ملايين قوارير المياه المستهلكة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف ملتقى اقتصادي عن أرقام خطيرة تخص مخلفات استهلاك قوارير مياه الشرب المعبأة في السعودية؛ حيث قالت هناء المعيبد، مديرة المسؤولية الاجتماعية في شركة «روابي» القابضة، إنه «يتم استهلاك 200 مليون وعاء بلاستيكي في السعودية، كل 3 ساعات»، أي ما يزيد على المليار ونصف المليار قارورة بلاستيكية في اليوم الواحد، جاء ذلك خلال ملتقى «صناعة قائد 2012» الذي أقيم على مدى يومين متتاليين واختتم أعماله مساء أمس الأحد، بمدينة الخبر.

ووصفت المعيبد تكدس ملايين القوارير البلاستيكية بـ«التحدي»، مضيفة: «يدعي البعض أن المياه المعبأة حاجة لا بديل عنها، لكن هذا غير صحيح، بدليل تمكن الكثير من الدول المتقدمة في التخلص منها جزئيا أو كليا»، وتابعت: «أنا لا أعلم عن أي شركة أُسست في السعودية للحد من مضاعفات التلوث الناتج عن رمي هذه العبوات في أراضينا!»، وتساءلت أمام الحضور: «هل ستؤسَّس هذه الشركة من قبل إحداكن؟»، مؤكدة ضرورة الاستثمار في هذا الجانب، تجنبا للتلوث البيئي الذي تخلفه الملايين من قوارير المياه المعبأة المستخدمة يوميا.

يأتي ذلك في ظل العدد الكبير لمصانع المياه المعبأة في السعودية، خلافا للمياه المستوردة؛ فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة الخليج للاستشارات الصناعية عن أن السعودية تتصدر قائمة الدول الخليجية في عدد مصانع إنتاج مياه الشرب المعبأة، بواقع 66 مصنعا، تليها الإمارات بـ25 مصنعا، ثم سلطنة عمان بـ12 مصنعا، في حين يصنف استهلاك الفرد السعودي لمياه الشرب بأنه في المعدلات العالية عالميا، وربما يعود ذلك لطبيعة الطقس وتنافس عدد كبير من مصانع المياه المعبأة.

في المحور ذاته، تناولت المعيبد دور الفرد في معالجة القضايا الاجتماعية، مؤكدة أن ذلك يشمل جانبين «أولهما: الحلول الشخصية، وتشمل: دعم الجمعيات، العمل في المؤسسات التي تعالج القضايا (المدارس، المستشفيات، الهيئات العلمية والبحثية)، العمل على نشر الثقافة المتعلقة بالقضايا المختلفة. والجانب الآخر يتعلق بالحلول الهيكلية، مثل: تأسيس جمعيات ومؤسسات غير ربحية، إيجاد حلول علمية تقضي على المضاعفات السلبية، العمل على تغيير السياسات الدولية».

وعودة للملتقى الذي اختتم أعماله مساء أمس، فقد أقيمت عدة ورش عمل وحلقات نقاش خلال الفترة المسائية، التي خلصت إلى مجموعة أفكار يتبناها الشباب للتخلص من العقبات وإنجاز الأعمال؛ حيث جاءت ورشة العمل الأولى تحت عنوان «فكر وجسد في 60 دقيقة»، وتضمنت الكثير من المحاور التي تدور حول مهارات الاتصال وتحقيق عملية الاتصال بالشكل الذي يتناسب مع متطلبات المجتمع، كما عقدت حلقة نقاش لمؤسسة الملك خالد الخيرية بعنوان «نحن في تحقيق التنمية»، وورشة العمل الأخيرة جاءت بعنوان «وجهتي لمستقبل مهني مثمر».

وركزت حلقة النقاش التي قدمتها مؤسسة الملك خالد الخيرية على الدور الرئيسي لبناء علاقات اجتماعية ضمن مهارات الاتصال التي لها دور رئيسي في الوصول إلى الهدف، كما بحثت الورش أيضا مهارات التفكير الإبداعي، اعتمادا على التفكير التحليلي، وعن طريق تمارين عملية ومناقشة قضايا تنموية.

في حين تناولت القائمات على الحلقة برنامج التفكير خارج الصندوق، والمهارات الإبداعية، وتحفيز الشباب على ذلك، من خلال تبني أساليب إبداعية منها قبعات التفكير، وأسلوب المعالجة بطرح الإيجابيات والسلبيات والمثير من الأفكار للتخلص من كل ما هو سلبي، والتعرف على كيفية جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات والحقائق حول القضية أو المشكلة التي هي قيد البحث، بهدف إنتاج أفكار جديدة.

وفي محور آخر، كشفت ورشة عمل مهارات الاتصال عن أن أشكال الاتصال ذات تأثير ولها نسبة تأثير تتفاوت من شكل إلى آخر، في الاتصال اللفظي؛ حيث تبين أن 55% من لغة الجسد لها تأثير على مهارات الاتصال، بينما نبرة الصوت تأثيرها بنسبة 38%، أما الكلمات المستخدمة فلا تؤثر سوى بنسبة 7% فقط.

وخلصت ورشة العمل إلى أن الأهم في مهارات الاتصال هو لغة الجسد ونبرة الصوت، من أجل الحصول على معلومة كاملة ثم القيام بالإجابة بحسب ما هو موجه، كما بحثت أهمية تطبيق التفكير الإبداعي ومهارات الاتصال في الظروف الحياتية اليومية، انطلاقا من تطبيق المسؤولية الاجتماعية المبنية على المعايير المجمعية وذات الصلة في الواقع اليومي.

أما ورشة العمل التي قدمتها المستشارة نسرين الشامي بعنوان «فكر وجسد في 60 دقيقة»، فتضمنت كيفية توفير الأفكار الجديدة والمثيرة للعمل ومدى الافتقار لذلك أثناء التنفيذ، كما طرحت سؤالا حول متطلبات ومهارات تطبيق الفكرة على أرض الواقع، والأساليب التي تمتلكها الفتيات لتحويل الفكرة إلى مشروع حقيقي.