السعودية سابع دولة في أكبر تجمع دولي لأبحاث أورام السرطان

لوضع خريطة جينية للسرطان عالميا.. ومركز أبحاث «التخصصي» يسعى لفك 500 شفرة

TT

حققت السعودية تميزا علميا بانضمامها لمجموعة بحثية عالمية لفك شفرة جينات السرطان، لتكون المملكة الدولة السابعة في هذا التجمع العالمي لمكافحة السرطان على مستوى العالم، حيث أعلن المجمع الدولي لجينات السرطان من مركزه الرئيس في تورونتو بكندا، رسميا، انضمام السعودية، ممثلة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إلى عضوية المجمع للتعرف على الخريطة الجينية للسرطان. وأوضح الدكتور قاسم بن عثمان القصبي، المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن الانضمام لعضوية المجلس الدولي لجينات السرطان يعكس التطور العلمي والبحثي المتقدم الذي وصلت إليه الأبحاث الطبية في «التخصصي»، مما أهّل المملكة لتكون الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تنضم إلى مشروع علمي بحثي بهذا الحجم يخضع لأدق المعايير العلمية العالمية.

وثمن القصبي الدعم السخي والكبير من خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع العلمي الحيوي، لتكون المملكة ممثلته بمركز أبحاث التخصصي في مصاف الدول الكبرى في الميدان العلمي. ويعد مشروع التعرف على الخريطة الجينية للسرطان من أكبر المشاريع العلمية العالمية، التي تهدف إلى فك الشفرة الجينية للسرطان، بهدف التعرف على مسببات السرطان وإيجاد وسائل علاجية أكثر فاعلية، وتم قبول المملكة في عضوية هذا المجمع؛ نظرا للسمعة العلمية العالمية التي وصلت إليها أبحاث جينات السرطان في المملكة، ولما تتمتع به من الكوادر والطواقم العلمية المؤهلة تأهيلا علميا وبحثيا عاليا لمثل هذا المشروع.

من جانبها أشارت الدكتورة خوله الكريّع، كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة الفريق العلمي في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، إلى أن فريقها العلمي يسعى لفك الشفرة الجينية لأكثر من 500 حالة لسرطان الغدة الدرقية، ومشيرة إلى أن اختيار سرطان الغدة الدرقية كمشروع بحثي من المملكة، بسبب شيوع الإصابة به محليا، لافتة إلى أنه يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي على رأس قائمة أكثر السرطانات شيوعا في أوساط النساء، فضلا عن كونه من أكثر السرطانات انتشارا على المستوى العالمي.

ولمحت إلى أن جهود فريقها العلمي سيكون لها الدور الفعال في إيجاد وسائل علاجية متطورة لسرطان الغدة الدرقية بعد أن يتم فك الشفرة الوراثية لهذا السرطان، مؤكدة أنهم يعملون بخطى حثيثة منذ أكثر من عام للانضمام لعضوية المجمع الدولي لجينات السرطان، بهدف مشاركة بقية العلماء في العالم للمساهمة الفعالة في فك الشفرة الجينية للسرطان.

وزادت: «رغبتنا في فك الشفرة الجينية لسرطان الغدة الدرقية يأتي من أهمية هذا السرطان لدى مرضانا في المملكة، حيث يشكل نسبة 13 في المائة من إجمالي السرطانات التي تصيب المرأة في المملكة، في حين لا تتعدى نسبة هذا السرطان 3 في المائة لدى النساء في أميركا، وفك الشفرة الجينية لسرطان الغدة الدرقية سيساعد في التعرف على مسببات هذا السرطان وإيجاد طرق وقائية وعلاجية متطورة له».

وكانت فكرة هذا المشروع العالمي قد انطلقت بمبادرة من المركز القومي للسرطان في ميرلاند في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أدرك العلماء وأطباء السرطان إثر الانتهاء من الخريطة الجينية للمورث البشري، التي احتفل العالم بإنجازها، ممثلا برؤساء الدول المشاركة في عام 2003، إضافة إلى التطور التكنولوجي الهائل الذي صاحب الانتهاء من الخريطة الجينية، أنه بات بإمكان العلماء استخدام وسائل التقنية المتطورة لفك شفرة الجينات وإيجاد الأدوية اللازمة اعتمادا على معرفة الشفرة الجينية لهذه المورثات.