الأمير فيصل بن خالد: ما عرض لي في كليتي التربية والآداب كان مسلسلا كوميديا لا ينطلي علينا

الطالبات قدمن الاعتذار.. ووعدهن بحلول عاجلة

TT

بعد أن التقى الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، أمس، طلاب جامعة الملك خالد في لقاء موسع على مسرح إمارة منطقة عسير، ووعدهم برفع مطالبهم في شأن إدارة الجامعة والقضايا المتعلقة بها إلى خادم الحرمين الشريفين، وأعلن كذلك لهم أول من أمس عن تشكيل لجنتين طلابيتين لإيجاد حلقة وصل بين الطلبة والأكاديميين بالإضافة إلى لقائه بالطلاب سنويا، أعلن أمير منطقة عسير أمس عن عدد من الحلول العاجلة وضعت من قبل وزارة التعليم العالي وبمتابعته، وذلك بعد استماع مطالب وشكاوى طالبات الجامعة خلال لقائه بهن عن طريق الدائرة التلفزيونية بمسرح «المفتاحة».

ومن أهم هذه الحلول توسيع القبول في الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، وحل القضايا الأكاديمية الخاصة بتعثر الطلبة وطي قيدهم بطريقة عاجلة، وتخصيص وقت كاف لمقابلة الطلاب والطالبات من قبل إدارات الكليات التي ينتسبون إليها، وتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع عن طريق إقامة الدورات والمؤتمرات والندوات، وتفعيل عاجل للنشاطات الطلابية، وإعادة النظر في تخصصات أعضاء هيئة التدريس وتطوير قدراتهم، وتجهيز كليات البنات على مستوى المنطقة بكل احتياجاتها العاجلة، بما في ذلك مضاعفة جهود خدمات النظافة والصيانة وتوسعة الكافيتريات والاهتمام بها، بما في ذلك تخفيض أسعار مبيعاتها، وتنويعها وزيادة عدد مراكز التصوير في كليات البنين والبنات.

وقال الأمير فيصل بن خالد في كلمته قبل أن يستمع إلى مطالب الطالبات: «بناتي الطالبات، أنتن بنات الوطن، وأنتن من ستبني سواعدكن حضارته ومستقبله، بالأمس التقيت بإخوانكم الطلاب، واليوم ألتقيكم، وأؤكد لكم كما أكدت لإخوانكم الطلاب أني لن أرضى بأن يشكك في وطنيتكم، وما فعلتموه كان لإيصال صوتكن مطالبين ببيئة تعليمية تحترمكن في الجامعة، وهذا دليل على وعيكن وحرصكن على التحصيل العلمي، ولكن كان بإمكانكن إيصال أصواتكن بالطرق المعروفة والمشروعة».

وفي السياق ذاته، تمنى أمير منطقة عسير أن تساهم هذه الحلول العاجلة التي أعلن علنها وبدأ العمل بها عن طريق وزارة التعليم العالي بالتواصل مع إدارة جامعة الملك خالد، في خلق بيئة تعليمية حضارية تساهم في رفع مستوى الطلاب والطالبات بجامعة الملك خالد على مستوى المنطقة، مؤكدا أن «هناك حلولا أخرى سترونها».

وزاد الأمير فيصل بن خالد قائلا: «أرجو أن تكنّ على ثقة بأنني سأتابع بنفسي وباهتمام بالغ ما اتخذ من حلول عاجلة مع أخي معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه، اللذين وجدت منهما الحرص الشديد على الحلول العاجلة والآجلة أيضا؛ فهذه الجامعة تحمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعا، وهو (الملك خالد)، ويجب أن تكون على مستوى هذا الاسم».

وأضاف الأمير فيصل: «أتمنى الانتظام في الكليات والسير على طبيعتها التي من المفروض أن تكون عليها. وإن جدّ أي مطلب لكم، فهناك طرق سليمة لإيصال أصوتكن عن طريق مخاطبتي شخصيا إذا لم تجدوا قبولا من إدارتكن، والتواصل مع الإمارة في كل ما تحتاجونه، فلا تتردوا».

إلى ذلك، أكد أمير منطقة عسير على ضرورة الاهتمام بسلامة الجميع، منوها بأن ما حدث الأيام الماضية في كليتي التربية والآداب بالجامعة قد استغل من قبل وسائل الإعلام التي لا تريد لهذا الوطن الخير، قائلا: «بعض ضعاف النفوس استغلوا ما حصل، فيجب أن لا ندع للمغرضين مجالا بيننا، والأمن والسلام مسؤولية الجميع؛ رجالا ونساء. وأتمنى أن لا يتكرر ما حدث، فقد آلمني كثيرا، وأنا اليوم بينكن سأسمع منكن وسأكون معكن في كل وقت لأني لم أوجد هنا إلا لخدمتكن».

عقب ذلك، استمع أمير المنطقة إلى مداخلات الطالبات اللائي أكدن من خلالها ولاءهن وانتماءهن لهذا الوطن، مقدمين اعتذارهن على ما حدث منهن في الأيام الماضية، ومؤكدات أن كل مطالبهن جاءت لتحسين مستوى البيئة التعليمية. وعرضت طالبات الجامعة من مختلف كلياتها مطالبهن التي تمحورت حول إدارة الجامعة والقضايا المتعلقة بها، مبدين في الوقت نفسه ارتياحهن الشديد بوعد أمير منطقة عسير برفع هذه المطالب إلى خادم الحرمين الشريفين، مشيرات إلا أن اللقاء مع أمير المنطقة شرح صدورهن، وقالت إحداهن: «نحن ضد أنظمة الجامعة، ولسنا ضد الوطن».

وفي إحدى المداخلات، ذكرت إحدى الطالبات أن ما تداولته وسائل الإعلام من دخول رجال الهيئة ورجال الأمن إلى حرم كليتي التربية والآداب، غير صحيح، وأن الصور التي عرضت أمام الأمير فيصل أثناء زيارته التفقدية لما بعد الأحداث، غير صحيحة، مشتكين من سوء التعامل من قبل المشرفات والمفتشات وبعض النواقص الخدمية التي قد اطلع عليها أمير منطقة عسير.

ورد أمير منطقة عسير على المداخلات قائلا: «ما عرض لي في كليتي التربية والآداب من المسلسلات وغيرها، كان مسلسلا كوميديا من قبل من قام به لا ينطلي علينا. أما من ناحية مطالبكن المشروعة في ما يتعلق بالتفتيش وطريقته داخل الكلية، فقد اتخذت إجراء لتخفيفه ووضع آلية مستقبلية لإلغائه». وعقب خروج الطالبات، هتفن بصوت واحد ومسيرة موحدة حتى خارج مسرح «المفتاحة»: «يحيى الوطن والمليك وأمير عسير».