شهد المؤتمر السعودي الدولي الأول للعلوم الطبية الشرعية، في العاصمة السعودية الرياض، إقبالا نسائيا لافتا؛ كونه قد اختلف عن غيره من المؤتمرات العلمية، بحضور أحد الأطباء الشرعيين الغربيين، الذي بحث الأسباب الحقيقية حول وفاة مطرب الراب العالمي مايكل جاكسون، مما حوَّل الجلسات إلى ما يشبه أحداث المسلسل الأميركي «csi» الشهير.
المسلسل الأميركي «csi»، أو التحقيقات العلمية للجرائم، وهو عبارة عن فريق بحث جنائي لحل الجرائم، يعمد إلى جمع وتحليل الأدلة في سبيل الوصول إلى حل للجريمة، من خلال زيارة مسرحها وفحص الجثث، عاد «csi» من خلال كواليس المؤتمر ليستقطب جمهوره الكبير من العنصر الأنثوي بالسعودية.
وعلى الرغم مما شهدته الجلسات الصباحية والمسائية للمؤتمر العلمي من عرض لصور «واقعية» لمسارح الجريمة، تضمنت جثثا مضرجة بالدماء وأسلحة، فإن ذلك لم يزد الطبيبات السعوديات ممن التحقن بالطب والتمريض الشرعي أو طالبات الدراسات العليا بكلية علوم الأدلة الجنائية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إلا تشويقا لمتابعة المزيد من المشاركات التي تقربهن أكثر إلى أرض واقع الجريمة، وبالأخص بعد أن اتبع فريق عمل مسلسل «csi» أحدث التقنيات العلمية مستعينا بالطرق البوليسية التقليدية في حل الجرائم.
وكما أعلن الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، خلال افتتاح المؤتمر، عن إدخال كوادر وطنية من الطبيبات السعوديات العام الحالي في الطب الشرعي، تستعد أيضا العام المقبل جامعة نايف العربية للاحتفال بتخريج أولى دفعاتها من حملة الدراسات العليا من كلية علوم الأدلة الجنائية.
وقد ظهر جليا حب التشويق والإثارة والمتضمن في البعد الجنائي، في حجم الإقبال النسوي على تخصص الدراسات العليا لقسمي البصمة الوراثية، والسموم والمخدرات في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بخلاف الكلية الشرطية التي لم تلق إقبالا كافيا، على الرغم من افتتاح أبوابها للفتيات حديثا.
وبحسب اللواء الدكتور محمد عيد، عميد كلية علوم الأدلة الجنائية، بدأت الكلية تسجيل الطالبات منذ العام الماضي، وبلغ عددهن 26 طالبة، من مسارين، أحدهما البصمة الوراثية والآخر السموم والمخدرات، مشيرا إلى بدء كلية علوم الأدلة الجنائية بـ11 طالبة، ليرتفع عددهن في الفصل الدراسي بتقدم 15 طالبة للبرنامج.
وبحسب عيد فقد افتتحت الجامعة أحدث المعامل والمختبرات للأدلة الإلكترونية للفتيات، منوها بمراعاة الجامعة عادات وتقاليد المجتمع السعودي وطبيعة العلم اللازم توفيره للطالبات، وذلك من خلال وجود المرشدات برفقة الطالبات أثناء التدريب بالمعامل في الأوقات المخصصة للطالبات.
تجدر الإشارة إلى مزاولة عدد من الممرضات السعوديات المختصات بالطب الشرعي مهامهن في عدد من المستشفيات الحكومية، أبرزها مستشفى الشميسي بالرياض لمتابعة ما يردهن من حالات عنف أسري وتحرش، بإجراء الفحوصات والكشوفات اللازمة على الأطفال والنساء، بما في ذلك معاينة الجثث.