نسبة النزيلات الوافدات داخل السجون النسائية 99%

في حين لا تشكل المواطنات منهن سوى 1%

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في إدارة سجن بريمان بجدة عن بلوغ نسبة النزيلات الوافدات داخل السجون السعودية نحو 99% مقابل ما لا يزيد على 1% من السعوديات النزيلات في السجون.

وأوضحت فوزية عباس، مديرة السجن النسائي ببريمان بجدة، أن جميع النزيلات السعوديات بالسجن النسائي تتجاوز أعمارهن الـ30 عاما، غير أنها رفضت الإفصاح عن عددهن بالتحديد.

وأرجعت، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أسباب انخفاض أعداد نزيلات السجون السعوديات إلى حساسية خطأ المرأة في المجتمع السعودي ورفض النساء السجينات من قبل المحيط الخارجي، سواء الأسرة أو المعارف أو غيرهم، مؤكدة، في الوقت نفسه، أن السجون النسائية السعودية قائمة فعليا على الوافدات. وأضافت: «إن جميع دول العالم عادة ما يمثل رعاياها داخل السجون الشريحة الأكبر، مقارنة بالأجانب في تلك الدول، إلا أن الوضع يختلف تماما في المملكة، ولا تتجاوز نسبة النزيلات السعوديات داخل السجون 1% كأقصى حد».

وبيَّنت أن النزيلات يخضعن لدورات مختلفة، من بينها: تطوير الذات، التي تهدف إلى منح الثقة في النفس والقدرة على التأثير في الغير، لا سيما أن الكثير من النزيلات يتعرضن لمشكلة رفضهن اجتماعيا بعد خروجهن من السجن، الأمر الذي يشكل لديهن تخوفا من هذا الجانب.

يأتي ذلك في وقت تنظم فيه إدارة سجن بريمان، ممثلة بالسجن النسائي، الكثير من البرامج التوعوية الثقافية التي تهدف في مجملها إلى تقوية الوازع الديني لدى النزيلات، وذلك من خلال حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات والندوات ودعوة الجاليات وغير المسلمات إلى الإسلام، إضافة إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها.

وهنا، علقت مديرة السجن النسائي ببريمان بجدة قائلة: «تعتبر هذه البرامج إرشادية توجيهية، خصوصا أن السبب الرئيسي في أي انحراف سلوكي هو ضعف الوازع الديني بداية، ومن ثم تندرج بعد ذلك المسببات الأخرى المتعلقة بنفسية كل نزيلة»، لافتة إلى أن نحو نزيلتين أشهرتا إسلامهما خلال الأشهر الثلاثة الماضية داخل السجن نتيجة خضوعهما لتلك البرامج.

وذكرت أن المحاضرات والندوات التي تشارك فيها مجموعة من الداعيات التابعات للإدارة العامة للتربية والتعليم ومختلف مراكز الدعوة والإرشاد، عادة ما يتم تقديمها أسبوعيا على مدار العام بلغات مختلفة لتحقيق استفادة جميع النزيلات منها، فضلا عن الفصول الدراسية المخصصة لمحو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم والتعليم العام.

وأضافت: «لا تتوقف الفصول الدراسية إلا يومي الخميس والجمعة والأعياد، في حين ترتبط فصول التعليم العام بالإجازة المدرسية التي تقرها وزارة التربية والتعليم في المدارس خارج السجون»، موضحة أنه يجرى تطوير تلك البرامج بشكل مختلف في ظل تنظيمها كل 3 أشهر خارج العنابر المخصصة للتعليم، إلى جانب إقامة حفلات تكريم للنزيلات الملتحقات بها ومنحهن شهادات معتمدة.

وأفادت فوزية عباس بأن إدارة السجن تسعى إلى مساعدة صاحبات الحق الخاص من النزيلات بعد حفظهن للقرآن الكريم، خاصة أن هناك أمرا ملكيا يقضي بتخفيف مدة الحكم عن كل نزيلة مقابل حفظها أجزاء من القرآن وفق معادلة معينة، مبينة أن إدارة الإرشاد والتوجيه في السجن تتدخل بين الطرفين لتخفيض المبالغ المطلوبة من أصحاب الحق وإيجاد فاعلي خير يقومون بسدادها عن النزيلات.

وليس غريبا أن تصدر قضبان السجون أعدادا كبيرة من المبدعات القاطنات خلفها؛ حيث تستعد إدارة سجن بريمان النسائي لتخريج أكثر من 16 نزيلة أتممن دورة في فن الطباعة والصباغة بالألوان، وذلك ضمن حفل تعتزم إقامته غدا الأربعاء، إضافة إلى المشاركة سنويا في مهرجان الجنادرية بمنتجات النزيلات الحرفية التي يقمن بتصنيعها داخل الورش الموجودة في السجن.

وبالعودة إلى مديرة السجن النسائي في بريمان، فقد أبانت وجود اتفاقيات مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني التي باتت المسؤولة عن تدريب النزيلات داخل السجون؛ إذ تم تخريج دفعة أولى في مجال الحاسب الآلي بعد حصولهن على شهادة معتمدة تمكنهن من العمل بها بعد انتهاء محكومياتهن.

واستطردت: «تشمل هذه الدورات جميع النزيلات بشكل اختياري، غير أننا نقدم الكثير من الحوافز للمقلات في حضورهن تتضمن منحهن مكالمة هاتفية إضافية، أو إهداءهن ملابس جديدة أو مستلزمات يحتجن إليها»، مشيرة إلى أن الشهادات الممنوحة لهن بعد إتمامهن للدورات لا توثق مطلقا اسم «نزيلة» أو تلقيها التدريب داخل السجن.