الألعاب الإلكترونية تمثل عنصر جذب لـ60% من مستخدمي الإنترنت في السعودية

مشاريع الإنترنت بيئة استثمارية ناشئة لرواد الأعمال السعوديين

إقبال ملحوظ على الألعاب الافتراضية في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

خلال التطورات التقنية التي تشهدها ساحة الإنترنت المحلية في السعودية، اتخذت بيئة المشاريع الريادية ساحة ملائمة لاستغلال جميع السبل المتاحة لها، في سبيل إبراز مشاريع تدخل ضمن إطارات الاستثمارات على المحتوى الرقمي كالتجارة الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية ومنصات الألعاب التي تلقى رواجا واسعا عند 60 في المائة من مستخدمي الإنترنت في السعودية.

كلمة «ألعاب» يبحث عنها أكثر من 24 مليون مرة شهريا في السعودية والكلمات المرادفة الأخرى كـ«ألعاب سيارات» أو«ألعاب فلاش» التي يبحث عنها مستخدمو الإنترنت بعدد مقارب له.

وفي خضم ذلك، اتجه مجموعة من مطوري البرامج إلى إنشاء منصات للألعاب الإلكترونية، التي يصنعونها على شبكة الإنترنت وتظهر في قالب محتوى على مواقع إلكترونية، تقدّم للجمهور من هواة الألعاب ممن يطلق عليهم مسمى «قيمرز». ومؤخرا مع تقدم التقنيات الحديثة، كثف المبرمجون مجهوداتهم في نقل محتوى الويب على تطبيقات الهواتف الذكية على الأنظمة المتعددة مستفيدين من كافة مزاياها، كبيعها في متجر برامج «آيتونز» لأجهزة IOS، وألعاب بصيغة الفلاش على متصفحات الأجهزة التي تحمل نظام الـ«أندرويد».

عبد الله حامد، رائد أعمال ومطور برامج، شغوف بمجال الألعاب الإلكترونية، أنشأ منصة ألعاب «تاكو» التي تسعى إلى تحويل هواة الألعاب إلى اللعب في بيئة محلية مبتكرة من الألعاب التي تنبض من ثقافتهم، وتسعى إلى ربطهم بثقافتهم المحلية، بالإضافة إلى كثير من الرسائل الأخرى الهادفة. تعتبر «تاكو للألعاب» الشركة الأولى التي تخدم هواة الألعاب ومطوريها على حد سواء في السعودية.

ويسعى عبد الله حامد بدوره لخلق بيئة مستديمة لصناعة الألعاب، ويرى في الوقت ذاته أن هناك فرصا رائعة في هذا المجال في الوقت الذي يفتقر فيه للمحتوى الترفيهي المحلي، مما يجعل المجال متاحا لصناعة ألعاب رائعة.

وقد انطلقت فكرة هذه الشركة من عبد الله حامد، مؤسس والرئيس التنفيذي في «تاكو للألعاب»، الذي تحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن بدايته فيقول: «كنت أحاول صناعة ألعاب ونشرها ووجدت أن لدينا مشكلة في البيئة المحيطة، حيث يصعب توزيع الألعاب عبر الحدود الجغرافية كمنتج في الأسواق التقليدية للمستخدمين العرب الذين يصل عددهم إلى أكثر من 350 مليون نسمة، وذلك لأسباب سياسية ونظامية، كما وجدت صعوبة في التوزيع الإلكتروني، حيث لا يوجد متجر إلكتروني للألعاب مناسب، والمستخدمون العرب للإنترنت ليس لديهم ثقة ببطاقات الائتمان، فحاولت صنع حل لهذه المشكلة ومساعدة المطورين العرب في كل مكان بتوفير موقع يفي باحتياجاتهم ويزيل عنهم حمل إعادة اختراع العجلة بتقديم خدمات التوزيع الإلكتروني وخدمات الدفع والإعلان والكسب المادي وإزالة بعض حمل التسوق عنهم لكي يبدؤوا بالتفكير في صنع ألعاب ممتعة عوضا عن الانشغال في التسويق وغيره». وفي ظل التنافس الشديد في طرح محتوى الألعاب الإلكترونية التفاعلية على مواقع الإنترنت، يذكر عبد الله بأن «تاكو» قدم للمطورين المحليين والـ«قيمرز» المحتوى الفريد والمتميز عن غيره بألعاب تنبع من الثقافة العربية وموجها للاعبين العرب، وسط عناية كبيرة من إدارة الموقع بنوعية المحتوى وسلامته من القرصنة.

ويستطيع اللاعب فور دخوله للموقع الضغط على زر الاشتراك الذي سيأخذه لصفحة أخرى، حيث يطلب منه معلوماته البسيطة وإرسالها، وبذلك يكون مشتركا عندنا بعد التحقق من بريده الإلكتروني، أو الاشتراك مباشرة باستخدام حسابه على شبكة «فيس بوك»، مستغلا تقنيات (ويب2.0) التي تعتمد على المشاركة والربط في تمكين اللاعب في بعض الألعاب بتخزين نقاطه ومتابعة اللعب في ألعابه في وقت لاحق، لخلق جو من التنافس بين اللاعبين ويساعدهم على تكوين صداقات وتبادل الألعاب وغيرها من الخصائص في الشبكات الاجتماعية.

ووصل عدد الزوار في «تاكو» إلى أكثر من 20 ألف عضو مسجل في الموقع في تزايد ملحوظ لعدد اللاعبين، وذلك بعد دخول الموقع في نطاق شركة المبادرات الوطنية التي أعلنت استثمارها في الموقع في نهاية العام الماضي، حيث أكد المهندس رشيد البلاع، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الاستثمار في موقع «تاكو» للألعاب تكاملا لما يسعون إليه في نشر ثقافة ريادة الأعمال التي تحفز رائدي الأعمال وغيرهم لتحقيق أحلامهم والبدء بمبادرتهم الخاصة، وهذا يأتي كجزء من اهتمامهم في زيادة عدد المهتمين في تطوير الألعاب وكذلك الموهوبين السعوديين. وبالعودة لعبد الله، فهو يعتقد أن دعم مطوري الألعاب وناشريها، بالإضافة إلى نقد ألعابهم يهدف إلى الارتقاء بصناعة الألعاب في العالم العربي من المطوّرين، وذلك باعتبار أن موقع «تاكو» ليس للألعاب فقط، بل مجتمع متكامل لتطوير الألعاب، يجمع مطوري الألعاب وهواة الألعاب في مكان واحد.