غرفة جدة: غلاء المعيشة يفرض استمرار الضمان الاجتماعي للمعاقين

رحيل الكفاءات من القطاعات الحكومية يثير جدلا في «منتدى الإدارة والأعمال»

TT

شددت الدكتورة نائلة العطار، نائبة رئيس اللجنة الاستشارية في غرفة جدة، على ضرورة سن قوانين تساهم في الإبقاء على الضمان الاجتماعي للمعاقين الذين يتم تعيينهم في القطاع الخاص نتيجة غلاء المعيشة، وارتفاع تكاليف الحياة، وتدني الأجور التي تدفع الكثيرين للهروب من العمل في المؤسسات والشركات الخاصة، على أمل الحفاظ على العوائد التي يحصلون عليها من مؤسسة الضمان الاجتماعي.

واتفق خبراء مشاركون في «منتدى الإدارة والأعمال» الثالث أمس على أن المديرين في السعودية والعالم العربي يتوجسون خيفة من ظهور البديل الذي يمكن أن يشغل مكانهم، ويلجأون إلى وأد المبدعين وإبعادهم حتى يستمروا أطول فترة على «الكرسي»، مطالبين خلال الجلسات العلمية بإطلاق جائزة سنوية للإبداع الإداري يتبناها عدد من الوزارات بهدف تشجيع الكفاءات الواعدة على إبراز قدراتها الإدارية.

من جانبه، قال الدكتور أحمد بن مهجع الشقري عميد القبول والتسجيل في جامعة حائل: «لقد حث الإسلام على المسؤولية الاجتماعية من خلال زكاة المال؛ حيث فرضت الزكاة على المال المدخر حثا على تدويره وخلق فرص عمل جديدة، وإعمار الأرض، بينما في المشاريع، تفرض الزكاة على صافي الربح من المال الدائر في التجارة ولا تفرض على الأصل الثابت، مما يؤكد دعم الإسلام لتدوير المال وخلق فرص عمل وإخراج الزكاة على الربح لكفالة الفقراء، وخلق المزيد من فرص العمل».

وتناولت ورقة العمل التي قدمها أبعاد المسؤولية الاجتماعية للعمل المؤسسي بالنسبة للمجتمع المحلي، والموظفين، والمستفيدين من الخدمة المقدمة، والبيئة، والمساهمين في المؤسسة، واتجاهات المؤسسات نحو المسؤولية الاجتماعية (فبعضها يكون ملزما، والآخر رد فعل لما يحدث، والثالث يكون مبادرا)، ومعايير المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع وكيفية دعمها للعمل المؤسسي.

في المقابل، شدد الدكتور عبد العزيز عبد الله الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الذي ترأس الجلسة الثانية، على ضرورة الاستثمار الأمثل لإدارة المعرفة وتقنية المعلومات في تطوير القيادات، واستشهد بما قامت به إمارة المنطقة عندما قام الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة بإطلاق مركز «القادة» في العام الماضي، مركزا على ضرورة أن يكون مواكبا لكل التطورات التكنولوجية ومحققا هدفه الرئيسي بالانتقال إلى العالم الأول.

وتطرق الدكتور خالد بن عثمان اليحيى الأستاذ والخبير في سياسات التنمية الدولية والإدارة الاستراتيجية، لمشكلة رحيل الكفاءات من القطاعات الحكومية، وإبراز الإدارة الاستراتيجية للمعرفة، وتشغيل وتمكين موارد رأس المال البشري بوصفه أحد أهم التحديات في منطقة الخليج. فقد أثارت المشكلات المستمرة في ضعف الأداء الإداري والمؤسسي ورحيل الكفاءات الكثير من الجدل حول قدرات الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص على حد سواء على تطوير ونقل ودمج الموارد المعرفية بطريقة أكثر استراتيجية وبشكل مستدام.

وتهدف ورقته إلى تسليط الضوء على أهمية إدارة المعرفة والعوامل التي تؤثر على تطبيقها ضمن إطار أداء مؤسسات العمل، وتحاول هذه الدراسة توضيح مفهوم إدارة المعرفة، والأهداف المتوقعة من تطبيق برامج إدارة المعرفة، وإعطاء بعض الدروس والتوصيات العملية التي تساعد على تهيئة المؤسسة لتحقيق إدارة فاعلة لموارد المعرفة.

بدوره، رفض الدكتور طارق أبو عوف انتظار الشباب في قطار البطالة والركون إلى ذلك، واستعرض حالات عملية لشباب سعودي تلقى تدريبا على نشاط المبادرة، وكيفية بدأ مشروعاتهم الصغيرة، والعوامل التي ساعدتهم على النجاح في تطبيق ذلك، حيث بدأوا شركاتهم وتحولوا من طالبي وظائف إلى خالقي وظائف لسوق العمل السعودية.

ويدخل برنامج «حافز» على الخط في فعاليات اليوم الأخير للمنتدى الذي يختتم جلساته اليوم (الأربعاء) برعاية وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، حيث سيعرض غانم بن راشد الغانم مدير إدارة التطوير والتخطيط الاستراتيجي بصندوق تنمية الموارد البشرية، المبادرات الجديدة لـ«بشرية» وآخر التطورات المتعلقة بمبادرة «حافز»، كما يتحدث 13 خبيرا واقتصاديا عبر ثلاث جلسات علمية تستعرض تجارب القيادة الاستراتيجية والتغيير المؤسسي، كما تتواصل فعاليات المعرض المصاحب الذي يحظى بمشاركة الشركات الوطنية العامة والخاصة ومراكز التدريب ودور الاستشارات.