أرجعت المؤسسة العامة لتحلية المياه سبب انقطاع المياه في بعض أحياء مدينة جدة، الذي فاقم من درجة زحام السكان على مراكز «أشياب» وتوزيع صهاريج المياه، إلى الصيانة الدورية لمحطات الشعيبة - المرحلة الثالثة، المسؤولة جزئيا عن توفير المياه المحلاة لمحطة تحلية جدة.
وأدى انقطاع المياه والتأخر في الحصول على صهاريج المياه إلى «إنذار» شاع بين السكان من احتمالية تكرار أزمة مياه جدة التي حدثت في السنوات الماضية، حيث كان السكان يقضون معظم يومهم في مركز توزيع المياه للحصول على تصديقات صهاريج التوزيع، وهو ما تكرر حاليا ولكن بفترات قليلة.
ورصدت «الشرق الأوسط» في أشياب العزيزية - أكبر مراكز توزيع صهاريج المياه في جدة - وجود كثافة من المواطنين والمقيمين، قامت الإدارة المسؤولة عن توزيع المياه بتقسيمهم إلى طوابير الانتظار قسمين؛ قسم للمواطنين وآخر للوافدين بمختلف جنسياتهم، ويرجع السبب في ذلك (بحسب الإدارة) إلى إعطاء الأولوية للسعوديين، منعا للتلاعب، وأن يقوم كفيل المقيم بهذا الدور للتأكد من بيانات التوزيع وعدم حصول الفرد على حصص إضافية.
وتوقف الهاتف المجاني للشركة الوطنية للمياه عن الرد على الاستفسارات طوال فترة الأزمة، في حين أوضحت بعض الاتصالات للمتصل أنه سيحصل على صهريج مياه في الساعة الخامسة فجرا قابلة للزيادة، وهو ما لم يحدث خلال العام الماضي (وقت توفر المياه)، حيث كانت الشركة الوطنية للمياه توفر في أقل من نصف ساعة صهريجا للمياه، إضافة إلى وصول المياه إلى خزانات المنازل، حسب الجداول اليومية في كل أسبوع.
وقال الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، في بيان وزع أمس، إن أسباب انقطاع الماء عن بعض أحياء مدينة جدة في الأيام الماضية، يعود إلى أعمال الصيانة الدورية لمحطات الشعيبة المرحلة الثالثة، وأن الشركات الصناعية العملاقة تحرص دائما على سلامة منتجها وتتطلع إلى كسب ثقة المستهلك.
وأضاف: «لا يتحقق الهدف من الجودة إلا من خلال صيانة دورية من فترة إلى أخرى، لضمان دوران عجلة إنتاجها بجودة عالية، وهذا حال الكثير من المنشآت الصناعية الناجحة، والتحلية إحدى هذه المنشآت الصناعية، التي تحافظ على سلامة محطاتها من خلال الصيانة الدورية».
وأضاف المحافظ: «لا يخفى على الجميع أننا كمواطنين نلتمس حاجتنا إلى الصيانة في حياتنا اليومية؛ سواء على مستوى شبكات التوزيع المنزلية، أو خزانات المياه الخاصة بمنازلنا، من منطلق إدراكنا أهمية الصيانة الدورية لها للمحافظة عليها، كيف لا، والأمر يتعلق بأغلى شيء في حياتنا، وهو الماء؟».
واستطرد: «إن التحلية كمؤسسة على قدر كبير من الإمكانيات والمواصفات والجودة العالية، التي سخرت لخدمة المواطن والمقيم، ومن الواجب علينا المحافظة عليها بالصيانة».
وشدد على أن راحة المواطن وسقياه تمثلان أهمية قصوى لدى كل منسوبي التحلية الذين يولون هذا الجانب اهتماما كبيرا، وبالتالي «نحن حريصون كل الحرص على تنفيذ أعمال الصيانة الدورية، في كل محطاتنا كما حدث في محطة الشعيبة المرحلة الثالثة التي تمت صيانتها في موعدها، وذلك استعدادا لفترة الصيف المقبل ومواسم الحج والعمرة، ونفذت حسب المخطط لها لضمان تدفق الماء وعدم انقطاعه، وقد عاد الضخ إلى ما كان عليه».